الحوار الهاديء

عذراً غبطة البطريرك !

الكاتب: سعد توما عليبك
سعد توما عليبك : عذراً غبطة البطريرك !
غالباً ما ينصح المدرسين طلابهم بأن يقرأوا أسئلة الإمتحانات جيداً، و ربما لأكثر من مرة ليفهموا ما هو المطلوب في كل سؤال، و من ثم يقوموا بالإجابة عليها بدقة و بقدر المطلوب لا أكثر، كما ان بعض المدرسين الممتحنين و ” المصححين” يتبنون نظام ” الزائد كالناقص أو الخطأ يأكل الصح”. و لهذا يعتبر فهم السؤال هو نصف الجواب ليس فقط في الإمتحانات، و انما في حياتنا العملية أيضاً.
كما نشاهد اليوم وجود العديد من برامج المسابقات في التلفزيون و القنوات الفضائية، و هي عبارة عن توجيه أسئلة للمشاركين فيها و تقدم للفائزين منهم جوائز قيمة و مبالغ مالية ضخمة. كما هناك برنامج آخر يعتمد على مدى تركيز المشاركين على الأسئلة المطروحة عليهم لأن الجواب المطلوب يكون موجود ضمناَ في السؤال نفسه.
إذاً بيت القصيد هو: إن فهم السؤال و التركيز على محتواه أمر ضروري جداً قبل الإجابة عليه. و لكن لا ندري كيف فات هذا الأمر بطريركيتنا الموقرة و لم تعرْ اهتماماً بهذه المسألة وهي محاطة بعدد لا بأس به من المستشارين و السوسيولوجيين و أصحاب الشهادات الجدارية و بعض كتاب الأنترنت حين استفسر زميلنا السيد ناصر عجمايا من غبطة أبينا البطريرك عن سبب تسمية قرى المنكوبين و المهجرين من المسيحيين في سورية بالقرى الآشورية بينما يسمي قرى الكلدان و السريان بالمسيحية!. ( الرابط الأول ).
و الجواب كما يقال ” ما يرادلة روحة للقاضي” و لا استشارة السوسيولوجيين النطّاسين، فالجواب بسيط جداً، كأن يكون : ما أعرف ، زلة لسان، غلطة مطبعية، مو قصدي….،..أو أن يكون الجواب بأن الباحثين و العلماء لم يقرروا بعد الهوية القومية للكلدان فهم مسيحيون بدون هوية قومية الى حين!. أو أن تغض البطريركية النظر عن السؤال تماماً كباقي عشرات الأسئلة المعلقة بدون جواب، وينتهى الأمر.
و لكن فوجئنا برد البطريركيةالسريع والبعيد تماماً عن السؤال، حيث جاء بمقال طويل يشرح المساعدات التي قدمتها الكنيسة للمهجرين و المعوزين من المسيحيين و غير المسيحيين ضاربة بذلك عصفورين بحجر واحد. فالعصفور الأول هو الهروب من السؤال و تفادي الإجابة الصريحة و الوافية عليه، و العصفور الثاني هو بإعطاء إنطباع لدى القاريء البسيط بأن السيد ناصر عجمايا هو بالضد من دعم الكنيسة للمحتاجين أيا كانوا !. و هكذا اسلوب بإتهام ضمني لا يليق بالبطريركية بتاتاً.(الرابط الثاني)
و في الوقت الذي نرجو من البطريركية الموقرة توخي الدقة و الموضوعية في ردودها على أسئلة و استفسارات الرعية بعد فحص و تدقيق جيد لتلك الأسئلة لأن البطريركية ستبقى واجهة بارزة للأمة الكلدانية، يبقى السؤال المطروح بدون جواب شافي لحد الآن!.
ملاحظة: هناك أمر فيه نوع من الغموض وهو: هل كل ما يصدره إعلام بطريركيتنا الموقرة يتم الإطلاع عليه و تدقيقه من قبل غبطة أبينا البطريرك أم لا؟ لأن هناك الكثير من التخبطات و المطبات الاعلامية تسيء الى مكانة البطريركية ورسالتها الدينية لا نعرف من يتحمل مسؤوليتها و الى متى ستستمر؟.

 http://www.kaldaya.net/2015/Articles/03/04_MansourAjmaya2.html
 http://saint-adday.com/permalink/7135.html
 
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!