وكالات – تعتبر أزمة جدري القرود واحدة من التحديات الصحية العالمية التي تتطلب اهتمامًا عاجلاً. فقد تعود أصل هذه العدوى الفيروسية إلى وسط وغرب أفريقيا، لكن انتشارها السريع إلى أكثر من 100 دولة دفع منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية عامة في 23 يوليو 2022.
انتشار جدري القرود
يُعزى الانتشار السريع لجدري القرود إلى عدة عوامل. ينتقل الفيروس من خلال الاتصال المباشر بالجروح والسوائل الجسدية للأفراد المصابين، وأيضًا عبر قطرات الجهاز التنفسي. علاوة على ذلك، يمكن أن ينتقل من الحيوانات إلى البشر، خاصة من خلال العض أو الخدوش، ويحدث ذلك غالبًا أثناء صيد الحيوانات المصابة أو التعامل معها. الفيروس يمكن أن يعيش على المواد الملوثة مثل الملابس والفراش، مما يسهل الانتقال بشكل غير مباشر.
تطور الفيروس
تشير الدراسات الجينية إلى أن فيروس جدري القرود قد خضع لطفرات زادت من قدرته على الانتشار بين البشر، مما يجعله أكثر قابلية للانتقال. وعلى الرغم من ذلك، يتوفر لقاح فعال ومضادات فيروسية تعزز من قدرة السكان على مواجهة انتشار العدوى، مما يميز هذا الوباء عن أوبئة سابقة مثل كوفيد-19.
لقاحات جدري القرود
يعتبر اللقاحان الرئيسيان المتوفران هما JYNNEOS وACAM2000. لقاح JYNNEOS هو لقاح غير قابل للتكاثر، وهو أكثر أمانًا للأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة. يُنصح بعزل الحالات المؤكدة حتى تتشكل القشور وتتعافى، وقد يستغرق هذا فترة تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع. يُراقب المخالطون للحالات عن الأعراض وقد يُطلب منهم الحجر الصحي وفقًا لمستوى الخطر.
أهمية العزل والرعاية الصحية
في مجال الرعاية الصحية، يجب على العاملين استخدام معدات الوقاية الشخصية المناسبة مثل المعاطف والقفازات وأجهزة التنفس الصناعي N95. ينبغي على المرضى تجنب ملامسة الجروح، مع الالتزام بممارسات النظافة الجيدة للحد من انتقال العدوى.
حملات التوعية العامة
تعتبر حملات التوعية العامة عنصراً أساسياً في ردود الفعل على انتشار جدري القرود. تهدف هذه الحملات إلى تعزيز الوعي بين الفئات المعرضة للخطر وتعليمهم التدابير الوقائية اللازمة.
تعزيز مراقبة الأمراض
من الضروري تعزيز أنظمة المراقبة، خصوصًا في المناطق المتضررة، للكشف المبكر عن الحالات والإصابات بجدري القرود. يجب الاستجابة السريعة لهذه الحالات للاحتواء ومنع تفشي المرض بشكل أكبر.
بالتالي، يعد التعاون بين الدول والمنظمات الصحية ضرورة ملحة لمواجهة التحديات التي يحملها جدري القرود، والعمل على ضمان صحة وسلامة المجتمعات على المستوى العالمي.
