الحوار الهاديء

سيّدة العالم

بقلم: زينة محمد الجانودي

خلق الله سبحانه وتعالى لكلّ امرأة مواطن قوّة في داخلها تستطيع النّجاح من خلالها، وأنوثتها هي سرّ جاذبيّتها التي خصّها الله بها، كما وضع الله فيها سرّ القدرة على تحمّل شتّى أنواع المصاعب والآلام، ممّا يجعلها عنوان للتّقدير والتّكريم والاحترام.

وقد بلغت الكثير من النّساء الأهداف السّامية، وبرزت في العديد من المجالات، وتميّزت في مختلف نواحي الحياة.

ولكنّ التميّز الأقوى كان ومازال لسيّدة العالم التي تختلف عن مثيلاتها من نساء الأرض، والتي أصبحت مثالا يحتذى للنّساء في كلّ دول العالم، هي المرأة الفلسطينيّة التي مفردات اللّغة وبلاغتها قاصرة عن التّعبير الحقيقي الذي يجب أن توصف به هذه المرأة العظيمة، التي عانتْ كثيرا على مراحل التاريخ البشري والواقع المعاصر، من ظلم واستغلال واعتداء وانتهاك لإنسانيّتها وكرامتها، فقد ولدت من رحم المعاناة.

إنّ المرأة الفلسطينيّة تتعرّض لمشكلات مأساويّة عديدة، ولكنّها جسّدت أسمى آيات النّضال والتّضحية، وأروع ملاحم الصّمود والتّحدي والفداء، ونفذّت العديد من العمليّات العسكريّة البطوليّة ضدّ الاحتلال الجائر من أجل حريّة وطنها، فهي تتعالى على جراحها وتبقى أبيّة صلبة، ويتمّ استهدافها من العدوّ باختطافها وسجنها وتعذيبها ولكنّها لا تهاب ولا تخاف، تواجه المحتلّ بما تملكه من قوّة لتدافع عن بيتها و وطنها، وتستمرّ في نضالها ومقاومتها بكلّ إرادة، عزيزة النّفس وشامخة الرّأس كشموخ الجبال.

إنّ الحديث عن المرأة الفلسطينيّة ونضالاتها لا ينتهي، فلا تتّسع الكلمات ولا السّطور للكتابة عنها وعن صمودها، فقد أثبتت نفسها و برزت قدراتها في موقعها القياديّ والمقاوم، وكان لها أثرا عظيما في الدّفاع عن أرض وطنها وقهر العدوّ.

وتثبت القصص أنّ اسم المرأة الفلسطينيّة التصق بالشّجاعة والمقاومة بمختلف أشكالها، ومواجهة تحدّيات كبيرة استنزفت حياتها، ويفيض السّجل الفلسطيني، بأسماء نجوم فلسطينيّة تركْن بصمات واضحة في الوعي الشّعبي الفلسطيني.

كلّ فلسطينيّة هي رسالة عظيمة بالكبرياء والكرامة، ومنبع عطاء متدفّق لأسرتها ولوطنها على حدّ سواء.

كلّ فلسطينيّة تؤمن بأنّه لا تردّد ولا تراجع ولا انحناء، وترفع اسم فلسطين عاليا.

كلّ فلسطينيّة هي سور منيع يحيي نبض الثورة، وقد تَذبُل الأوطان ولا يبعثها سوى امرأة تحترف المقاومة كما تحترف الأمومة، التي تربّي وتُنشِئ المناضلين والثّوار والأحرار.

وكافّة الألقاب البطوليّة والفدائيّة لا تفي بدورها الثّائر البطوليّ في النّضال الفلسطيني، التي سطرّت خلاله أبرز ملاحم البطولة والفداء، والذي جعل نبراس المقاومة الفلسطينيّة السّمة الأساسيّة لها.

تحيّة إجلال وإكبار لأرواح الشّهيدات والجريحات والأسيرات والأمّهات الثّائرات اللواتي قدّمْن الكثير لفلسطين.

تحيّة عزّ وشرف لكِ أيتها الفلسطينيّة العظيمة، فأنتِ العظيمة بنت العظيمة لأنّك فلسطين ورمز عزّتها، وطريق الجنّة تحت قدميْكِ، ومفتاح القدس بين يديْكِ، فغدًا سيرفع أشبالكِ علم فلسطين، فوق مآذن ومساجد وكنائس القدس الشّريف لترفرف رايات الحريّة عالية وتعانق سماء الوطن.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!