زعماء مجموعة السبع في إيطاليا لحل قضايا سياسية مُلحة والتوصل لاتفاق بشأن مساعدة أوكرانيا

وتستضيف الرئاسة الإيطالية اجتماع “غراند سيت”، وهو الاسم الذي يطلق على مجموعة الدول السبع الاقتصادية الغربية الأكثر أهمية في إيطاليا، في منتجع بورجو إجنازيا الفاخر المنعزل في ريف بوليا، وسط بساتين الزيتون.
وتأتي قمة مجموعة السبع بعد أقل من أسبوع من سيطرة الأحزاب اليمينية المتطرفة على الانتخابات البرلمانية الأوروبية وقبل الانتخابات الحاسمة في فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. تعقد قمة مجموعة السبع وسط مخاوف مثيرة للقلق بشأن عودة الشعبوية.

وفي حفل عشاء رسمي أقيم على شرف بايدن في قصر الإليزيه بباريس الأسبوع الماضي، تحدث المشرعون الفرنسيون بشفافية عن مخاوفهم بشأن فوز محتمل لدونالد ترامب، وفقًا لأحد الحاضرين.
كان ذلك قبل يوم واحد من تكبد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خسائر فادحة أمام اليمين المتطرف، مما دفعه إلى حل الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات مبكرة.
وتشكل المخاوف بشأن الهجرة وعبء الدفاع عن أوكرانيا جزءاً من الدافع وراء التحول نحو اليمين. وكانت هذه قضايا مركزية لمجموعة السبع منذ انضمام بايدن إلى المجموعة في عام 2021، وتعد بأن تكون مرة أخرى الموضوع الرئيسي لقمة هذا العام.
ويتعرض القادة لضغوط لإيجاد سبل لتغيير الزخم في ساحة المعركة، مع استحواذ روسيا على زمام المبادرة وسط تأخير في الدعم الأمريكي، الأمر الذي اعتذر عنه بايدن لزيلينسكي الأسبوع الماضي، قائلا: “لقد واجهنا صعوبة في إقرار مشروع القانون، وكان علينا أن نفعل ذلك”. الموافقة على بعض “أعضائنا المحافظين جدًا، الذين كان لديهم أموال، قاموا بحظره… لكننا أنجزنا الأمر أخيرًا.”

والحقيقة أن شبح التغير في القيادة في الولايات المتحدة وخارجها يشكل الخلفية غير المستقرة لقمة مجموعة السبع هذا العام، وهو ما يضيف درجة من الإلحاح إلى عمل هذه المجموعة.

وقبل القمة، كان الدبلوماسيون يضعون اللمسات الأخيرة على خطط لإقراض أوكرانيا عشرات المليارات من الدولارات لإعادة بناء بنيتها التحتية المدمرة، بتمويل من فوائد الأصول الروسية المجمدة. وكانت الخطة المعقدة إلى حد ما، والتي استغرقت سنوات من الحلفاء الغربيين للتوصل إلى توافق في الآراء بشأنها، لا تزال قيد المناقشة أثناء سفر بايدن إلى إيطاليا.
كان بايدن يخطط لطرح اتفاقية أمنية ثنائية جديدة مع أوكرانيا، وهي صفقة ترسم مسارًا للعلاقة الأمنية طويلة الأمد بين الولايات المتحدة وكييف، ولكن يمكن أيضًا عكس ذلك من قبل الإدارات الأمريكية المستقبلية.

قال البيت الأبيض يوم الخميس إن مجموعة السبع حققت تقدما “جيدا للغاية” نحو التوصل إلى اتفاق بشأن استخدام الأصول الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا، وأعرب زعماؤها عن أملهم في التوصل إلى اتفاق خلال القمة التي عقدت في إيطاليا.
ومن المتوقع أن يتم التوصل إلى الاتفاق عندما يجري زعماء الدول، ومن بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن، محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحسب ما أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان.

وقال سوليفان للصحفيين المرافقين لبايدن: “لقد تم إحراز تقدم جيد للغاية في المناقشات بين وفود مجموعة السبع هنا للتوصل إلى اتفاق. نأمل أنه بحلول الوقت الذي يجتمع فيه الزعماء اليوم (الخميس)، ستكون لدينا رؤية مشتركة بشأن الطريق إلى الأمام».

ومن المتوقع أن يتضمن الاتفاق قرضاً لكييف بقيمة 50 مليار دولار، ستحصل عليه مقابل الأرباح المتوقعة من الفوائد على أصول البنك المركزي بقيمة 325 مليار دولار، والتي تم تجميدها بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير 2022.
لكن سوليفان قال إن الوفود لا تزال تحاول تحديد التفاصيل، بما في ذلك عدد الدول التي ستتحرك وما هي الوسائل المالية التي ستستخدم.

وأضاف أن “الرئاسة الإيطالية (لدول مجموعة السبع) قامت بعمل جيد في جمع مختلف الأطراف حول الطاولة”، بحسب وكالة فرانس برس.
وتابع قائلا: “لقد قررنا على الأسس، لكن هناك بعض التفاصيل التي يجب على الخبراء العمل عليها بناء على أجندة محددة”.
وسيجتمع بايدن أيضًا بشكل منفصل مع زيلينسكي على هامش قمة مجموعة السبع يوم الخميس للتوقيع على اتفاقية أمنية ثنائية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، وسيعقد الرئيسان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا.

قد تكون أيضا مهتما ب:

ولي العهد السعودي يعتذر عن حضور قمة مجموعة السبع

وتأمل مجموعة السبع في التوصل إلى اتفاق بشأن الأصول الروسية المجمدة