الحوار الهاديء

رُبَّ ضارةٍ نافعة:هل ألقت قضية الراهب أيوب شوكت الضوء على مايجري داخل الخورنات الكلدانية في العالم؟

الكاتب: جاك يوسف الهوزي
رُبَّ ضارةٍ نافعة:هل ألقت قضية الراهب أيوب شوكت الضوء على مايجري داخل الخورنات الكلدانية في العالم؟
قد يكون الراهب ايوب شوكت كاهناً متواضعاً، مُحبْاً وذا قلبٍ كبير جَذَبَ إليه العشرات وربما المئات من أبناء رعية فانكوفر الكلدانية بتصرفاته وأفعاله معهم خلال المدة التي قضاها بينهم.إلاّ أن هذا كله لايعطيه حق عصيان أوامر رئاسة كنيسته وتأجير كنيسة خاصة به بإعتباره مواطناً كندياً حراً !منطقيا، لايقدم راهب وكاهن يتحلّى بكل هذه الصفات الحميدة على ما أَقدَمَ إليه الراهب أيوب مالم يكن ذلك (تمثيلاً) لغايات أخرى، وتَوفُر الأرضية الخصبة لذلك، فوجد في توتر علاقة كاهن الرعية مع شريحة من أبناء الخورنة، لأسباب سنأتي الى ذكرها، منفذاً ومُبرراً لما فعلهُ.لماذا إنجذَبَت شريحة من الناس إليه؟يبدو أن الناس الذين إلتحقوا به (أتباعه) كانت لهم مشاكل مع كاهن الرعية، والحق يُقال بأنّ العديد من الكهنة يتصرفون وكأنّ كل مافي رعيتهم هو مُلك صرف لهم، حتى الناس أنفسهم، يتعاملون معهم بفوقية، ومنهم من يسمح لنفسه حتى بإنتهارهم داخل الكنيسة وخارجها إذا لم يُلَبّوا مطالبه دون أي مراعاة لمشاعرهم وكأنهم روبوتات لامشاعر لها! إضافةَ الى جشع الأخرين ومعاملة أبناء الرعية على أساس المحسوبية والمناطقية والقائمة تطول.والسبب هو عدم متابعة أولئك الكهنة الذين يعتقدون بأن وضعهم القانوني يعطيهم كل الحق في ممارساتهم هذه البعيدة كل البعد عن الخدمة الكهنوتية الحقيقية.من الطبيعي، أن تجعل مثل هذه الأفعال الناس تدير وجهها عن أولئك الكهنة وتبحث عن بدائل ملائمة تتمثل أحياناً في اللجوء الى الكنائس الأخرى، أو تتوفر خيارات أخرى في حالات نادرة ، كما حصل في خورنة فانكوفر، وتمثّلتْ بوجود الراهب شوكت أيوب فيها (ولو بشكل غير قانوني)، فوجد الناس ضالتهم فيه ليكون البديل عن كاهن رعيتهم الذي إختلفوا معه لأسباب متعددة.وهنا إلتقت مصلحة هؤلاء الناس مع مصلحة الراهب المذكور لأن كلا الطرفين بحاجة لبعضيهما البعض، هم يرون فيه الأب الحنون الذي يبحثون عنه، وهو يرى فيهم دعما لموقفه الضعيف والغير قانوني، لذلك يلجأ الى كسب محبة الناس لتحقيق غاياته.وكما أسلفنا، فإن رجل الدين الذي يتصف بكل هذه الصفات الحميدة، لايمكن له بأي شكل من الأشكال، أن يكون حجر عثرة في طريق إخوة يسوع الصغار، أو يتحدى أوامر رؤسائه الروحيين.لذلك يُعتبر ماقام به الراهب أيوب بتأجيره، أو موافقته على تأجير كنيسة مستقلة تجاوزاً وليس مساعدة الناس كما يعتقدون.ماهو الحل؟مشكلة أو حالة الراهب أيوب حصلت في رعية كلدانية حصراً، إلاّ أنها أماطت اللثام عن سلبيات كثيرة مماثلة تحصل في خورنات أخرى متعددة بسبب (دكتاتورية) بعض الكهنة التي أدّتْ الى عزوف الكثيرين عن التردد الى الكنائس الكلدانية.ولو لم يتواجد الراهب أيوب في خورنة فانكوفر، لما سلّطَ أحد الضوء على السلبيات التي تحصل فيها، وهي ليست إستثناءاً عن خورنات أخرى كثيرة، وربما ما يحصل في غيرها من الخورنات هو أعظَمْ.فالمشكلة لاتكمن فقط في الرهبان والكهنة الذين تركوا أديرتهم وأبرشياتهم بشكل غير قانوني، وإنما أيضاََ في الكهنة الذين حوّلوا خورناتهم الى مايشبه (المشايخ)، ربما تَجَذّرهم في خورنة محددة لسنوات طويلة، خاصة في المناطق التي لايتواجد مطران فيها، كأوربا مثلاََ، جعل ولاء الكثير من الناس في للكاهن أكثر من كونه لكنيستهم الكلدانية، فإذا إختلفوا معه عليهم البحث عن كنيسة أخرى.نتمنى أن تلتفت رئاسة كنيستنا الموقرة لهذه الظاهرة قبل أن تتفاقم.من هذا المنطلق نقول:ربما كانت حالة الراهب أيوب شوكت -رغم سلبياتها- نافعة لتسليط الضوء على مايحصل داخل الخورنات الكلدانية البعيدة عن المركز..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!