الحوار الهاديء

دونالد ترامب قره قوش

الكاتب: جلال برنو
بقلم : جلال برنو JAN.29,2017

بصراحة لقد سئمنا من مراوغة و أكاذيب السياسيين مما سبق من الرؤساء الأمريكيين فاستبشرنا خيراً بوصول رجل أعمال بوزن دونالد ترامب الى سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية وكالمألوف أن رجل الأعمال همهُ يَنصَّب بمسألة حساب الربح والخسارة في كل عمل يقوم بهِ … وبالذات دونالد ترامب وكما رأيناه في أيام الحملة الانتخابية حيث كان الذي في قلبهِ على لِسانهِ ، وبناء على هذهِ الميزة الحسنة قلت لكم أنني ومعي كثيرين استبشرنا خيراً ، ولكن الذي خيَّب ظني بهِ هو علاقتهُ بِ بهاء الدين قره قوش واليكم هذا النوع من الحكم وباختصار شديد :يُحكى أن قره قوش الحاكم حكم على رجل طويل القامة بسبب جرم اقترفهُ بالاعدام شنقاً حتى الموت ، ولما جاء بهِ الحراس الى المشنقة وبدأوا بتنفيذ الحكم تفاجئوا بأن قدمي الرجل تلامس الارض ، مما حدا بالحراس أن يبلغوا الحاكم قرقوش بعدم اكتمال عملية الشنق بسبب كون الرجل طويل القامة ، فأمر الحاكم قره قوش باستحضار رجل قصير القامة عوضاً عنهُ واكتملت عملية الشنق بسهولة و يُسر … مات الرجل القصير وذنبهُ الوحيد كونهُ قصير القامة أما قره قوش استراح و أشعل غليونهُ وبرم شواربهُ ! ربما لاعتقادهِ بصواب حكمهِ .أعتقدْ بأن لهذهِ القصة علاقة أو رباط بِسالفة السيد ترامب ، حيث أنه في اليوم السابع من دخولهِ البيت الأبيض وقَّع على قرار أو أمر تنفيذي يمنع بموجبه رعايا 7 دول من دخول الولايات المتحدة الأمريكية ولمدة 90 يوماً ( ربما قابلة للتمديد ) باستثناء الأقليات الدينية المضطهدة في البلدان المذكورة ويشمل ذلك حاملي البطاقة الخضراء ( الكَرينْ كاردْ ) والتي تعطي لحاملها حق الاقامة في الولايات المتحدة الأمريكية ، أولئك المولودين في احدى الدول السبعة ، بالأضافة الى الحاصلين على فيزا دخول من اللاجئين والمهاجرين بالطرق الرسمية .هذا الأمر التنفيذي لعمري انهُ أمر عجيب غريب ، حسناً مستر ترامب اسمح لنا ببعض الأسئلة بهذا الخصوص يا سيادة الرئيس :السؤال الأول : أعتقد أن أمرك هذا مستعجل وفوري ، ببساطة لأنك لم تعطي الفرصة للمسافرين الى خارج بلادك في هذهِ الأيام لتسوية أمورهم وشد حقائبهم ، وحتى فرصة توديع أقاربهم … ألاترى أنك مجحف و مخطاً في أمرك هذا ؟السؤال الثاني : لقد ذكرتم في أمركم القره قوشي ” استثناء أتباع الأقليات الدينية المضطهدة ” هذهِ العبارة تبدو غامضة يا سيادة الرئيس ويمكن أن تكون ايجابية للبعض ، طبعاً لأتباع الأقليات الدينية المضطهدة وسلبية للبعض الآخر ومحل انتقاد وشجب من قبل تلك المنظمات التافهة مثل منظمات حقوق الانسان التي غالباً ما ينخرط فيها ناس ” تنبلية ” متقاعدين لا نفع لهم .وفي دائرة هذهِ النقطة بالذات ، كيف يكون بمقدور منفذي أمركم هذا تمييز ذلك المنتمي الى الأقليات الدينية المضطهدة عن غيرهِ وهو في المطار وأمام بوابات العبور على الحدود الأمريكية ؟ صحيح أن ملامح الشخص أحياناً و اسمه قد تساعد المحقق في تمييز انتماء الشخص ولكن هذا لا يُمكن أن يكون بكل الأحوال كافياً لاثبات هوية الشخص ، علماً أن أسماء أتباع كنيستنا الكلدانية الموقرة أغلبها أسماء عربية و أحياناً اسلامية وكذلك أسماء الكثير من أخوتنا الصابئة والايزيدية والكاكائية وغيرهم من الاقليات الدينية .السؤال الثالث : طيب يا سيادة الرئيس لقد اخترت 7 دول من بين العشرات من الدول التي تعتقد حضرتكَ و ادارتكَ بأنها مصدرة للار*ها*ب دون أن توضح المعايير التي اعتمدتها في صياغة بنود أمرك هذا ، فهل يعني أن القادم من سوريا والعراق يمكن أن يكون ار*ها*بياً أمّا القادم من المملكة العربية السعودية و من قندهار و توزا بورا في أفغنستان ومن تركيا أردوكَان ليس فيهم مَن لهُ صلة بالار*ها*ب . ما هذا المنطق يا سيادة الرئيس!!!أنت منعت رعايا اليمن السعيد من دخول أمريكا ! تفضل يا سيادة الرئيس … ما يلي كان رد أحد اليمنيين خلال مقابلة صحفية سريعة للاستماع الى رأي الشارع اليمني بخصوص الأمر موضع الحديث حيث قال :قسماً عظماً اذا منع ترامب اليمنيين من دخول أمريكا فسوف نمنع جميع الأمريكان من دخول اليمن !!!(صاحبنا عبالة الأمريكان لازمين سرى سعياً لِدخول اليمن السعي————–يد)..

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!