الحوار الهاديء

خطوة صحيحة لقداسة البطريركين كوركيس صليوا وأدي الثاني

الكاتب: موفق نيسكو
لم ألاحظ هذه السنة أن قداسة البطريركين كوركيس صليوا وأدي الثاني قد وجها رسالة بعيد أكيتو، وإن صح ذلك يكون البطريركان قد سجلا خطوة جديدة في الاتجاه الصحيح تستحق الثناء، وهي عدم توجيه رسالة تهنئة بعيد أكيتو الوثني.
إن الاحتفال بالأعياد التاريخية مقتصر على العلمانيين ومن كل الأديان، وليس على الكنيسة، فالكنيسة ليس لها إلاَّ تقويميان للاحتفال بهما فقط، هو عيد رأس السنة الميلادية، وعيد رأس السنة الطقسية الكنسية.
وكانت الأحزاب الآشورية قد قررت الاحتفال بأكيتو سنة 1968م لأغراض سياسية، وتم الاحتفال به لأول مرة من قِبلهم سنة 1970م، وهي أول مرة في التاريخ المسيحي يتم الاحتفال به من أبناء الكنيسة.
وكان البطريركان دنخا الرابع وأدي الثاني قد سايرا الأحزاب السياسية ومذ سنوات قليلة فقط ووجها رسالة تهنئة بهذه المناسبة.
إن الخطوة التي اتخذها البطريركين كوركيس صليوا وأدي الثاني هي في الاتجاه الصحيح، والمنتظر منهما اتخاذ خطوات مماثلة وخاصة بحق الاكليريوس المهتمين بالقضايا السياسية والقومية على حساب الدينية الروحية، كتجريد الكاهن برخو اوشانا من رتبة الكهنوت الذي كتب ( ليتهم يسمونا باسمنا القومي الآشوري، لا المسيحي)، وفسح المجال له بممارسة السياسة.
كما المؤمل من البطريركين محاسبة الاكليريوس الذين يقومون بتزوير التراث واللغة السريانية لأغراض سياسية، لتعود قوة الكنيسة كنسياً وروحياً ولاهوتياً وثقافياً ولغوياً وطقسياً ،إلى سابق عهده، بعد أن أشغل قسم من الاكليروس أنفسهم بالقضايا السياسية والقومية على حساب المسائل الكنسية الدينية.
لم يُسجل التاريخ أن المسيحيين حتى من العلمانيين احتفلوا بعيد أكيتو، فأكيتو هوعيد ديني وثني احتفل به السومريون لأول مرة، ثم الباب*لي*ون ونظموه بصلوات موجهة للإله مردوخ، واختفت أخبار أكيتو في العصر الكاشي، أمَّا لآشوريين فوصلهم عن طريق البابليين بعد أن غزاهم الملك توكلتي ننورتا الأول (1244-1208 ق.م.) وأخذ تمثال مردوخ، فتوقف الباب*لي*ون عن الاحتفال به 100 عام، وتوكلتي ننورتا احتفل به إرضاءً للبابليين لبسط سيطرته عليهم، وتوقف الاحتفال بأكيتو أيضاً 8 سنوات في عهد سنحاريب و12 سنة في عهد اسرحدون، وأثناء الحرب بين آشور بانيبال ومش-شوم- اوكين، وآخر مرة تم الاحتفال به هو بحدود القرن الثاني قبل الميلاد في مدينة الوركاء.
من صلاة اليوم الخامس لعيد أكيتو الموجهة للإله مردوخ،
ينهض الكاهن قبل شروق الشمس، ويتوضأ بماء دجلة والفرات المحفوظ في المعبد، ثم يلبس جلباب اسمه جدالو ويأتي أمام الإله مردوخ ويصلي:
 
إلهي الذي لا إله غيره
إلهي إلهي ملك البلدان
إله السماء والأرض الذي يقرر المصائر، كن في سلام
 
وبعد أن يٌنهي الكاهن صلاته أمام مردوخ ينتقل أمام تمثال زوجته صربانيتم ويردد:
 
إلهتي الرحيمة، إلهتي كوني بسلام
إلهتي الواهبة، إلهتي الطيبة جداً
إلهتي التي تقبل الصلوات، التي تمنح العطايا
 
وشكراً
موفق نيسكو..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!