مقالات سياسية

تبرير جرائم د*اع*ش بالكتاب المقدس

الكاتب: وردااسحاق
تبريرجرائم د*اع*ش بالكتاب المقدس
يعد د*اع*ش من المنظمات الأرهابية الأكثر خطورة في العالم . كانت نشأته من خلال التدرج في مراحل تأسيسية عدة الى أن أصبح منظمة مستقلة يحمل هذا الأسم . فأولاً كان التنظيم تابع للقاعدة رغم تشكيل منظمة التوحيد والجهاد بزعامة الأرهابي الأردني أبو مصعب الزرقاوي في عام 2004 وبايعه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن واعتبر منظمته جزءاً من تنظيم القاعدة في العراق .
تم ق*ت*ل الزرقاوي فقاد التنظيم أبي حمزة المهاجر ومن بعده أبي عمر البغدادي و الأثنان تم أختيالهما في عام واحد ، وبعد عشرة أيام أختار مجلس الشورى في هذا التنظيم الأرهابي أبي بكر البغدادي . بعد سنة أعلن البغدادي بتسجيل صوتي يدعو الى الغاء جبهة النصرة في سوريا لكي تتحد المنظتان في أسم واحد وهو ( الدولة الأسلامية في العراق والشام ) وأختصارها ( د*اع*ش ) لكن جبهة النصرة أبت أن تتحد مع أبو بكر البغدادي  ، كما تمرد البغدادي ومنظمته على القاعدة معلناً بأن أنشاء دولته الجديدة هي لتأسيس دولة الخ*لافة الأسلامية وتم دعم تنظيمه من قبل دول الخليج وتركيا وخاصة السعودية التي كانت تدعم المنظمات السلفية الوهابية الجهادية منذ ثمانينات القرن الماضي .
أمتاز أرهاب د*اع*ش بالشدة والقسوة فحرقوا أو شووا الضحايا بالنار وهم أحياء أو ذبحوهم أمام الكاميرات ، وحرقوا المدن والقرى وأستولوا على ممتلكاتها من الأموال في البنوك والذهب وأكداس الأسلحة ، واستولوا على الكنائس فنهبوها وحولوها الى جوامع وكل أعمالهم تلك يبررونها بأعمال السلف الصالح ويعتبرونها أسوة حسنة فتراث الأسلام ملىء بمثل هذه الأعمال أبتداءاًمن الخليفة الأول أبو بكر الصديق الذي حرق ( الفجاءة ) لأنه كان أحد معارضيه وهكذا فعل الخلفاء الراشدون والأمويون والعباسيون والتاريخ يشهد لأعمالهم التي كانت تنفذ بأسم الأسلام لكي يعطوا صورة واضحة لألههم بأنه دموي وقاسي ومجرد من الرحمة وهذه رسالتهم لمن لا يتبعهم ولا عذر لمن لا يسلم ويجيب . فموروثهم الديني يقول ( أسلم تسلم ) .
بعد هذه المقدمة نقول بأن د*اع*ش لم تكتفي بتبرير جرائمها بأولياء الأسلام فحسب ، بل تمادت لكي تقول بأنها تقتدي برجال الكتاب المقدس الصالحين كنبي موسى وخليفته يشوع بن نون والملوك شاول وداود ، فيقولون بأن الله في العهد القديم أمر موسى بق*ت*ل أعداء الله في أرض كنعان وأمر يشوع بأزالة مدن كأريحا وق*ت*ل كل من فيها من رجال ونساء وشيوخ وأطفال وحيوانات وحسب أمر الله ، فدمروا المدن والقرى وقضوا بحد السيف على كل من فيها وحتى البقر والغنم والحمير ( يش 21:6 ) تهمة د*اع*ش وتبريراتها الواهية والغبية ومقارنة أفعالها الأجرامية في الق*ت*ل والسلب والتدمير بما جرى في العهد القديم غير صحيح ، فمقارنتها بهذا الشكل قد يوهم الكثيرين فيصدقون ويساوون أعمال موسى ويشوع والآخرين مع أعمال د*اع*ش الأجرامية . وهكذا تم تأييد الفكرة من قبل شيوخ وأئمة كثيرون فهاجموا الكتاب المقدس شيوخ السلفية الذين يدعمون د*اع*ش فيقولون بأن العهد القديم يصور الله بأنه إله الدم والأرهاب وقد أمر رجاله المختارين أن يفعلوا بأعدائهم كما يفعل د*اع*ش اليوم . هذا الأتهام يحمل في طياته هدفين الأول واضح والآخر مخفي . فهدفهم الواضح في أتهامهم هو الهجوم على الكتاب المقدس وإظهار صورة الله الدموية المجردة من الرحمة والمحبة ، أي كان لأله العهد القديم نزعة د*اع*شية أجرامية . أما هدفهم المخفي فهو أعطاء تبرير لد*اع*ش والدفاع عن أعمالهم الوحشية بأسلوب أيحائي واضح وخبيث . لكننا نقول أنهم لا يقتدون أبداً برجال العهد القديم المختارين من الله المحب ، بل يقتدون بأوليائهم الذين تفننوا في أساليب الق*ت*ل والأرهاب والسلب بحجة الغنائم .
أخلاق د*اع*ش لا تشبه برجال الله في العهد القديم بل تشبه الوثنية في ذلك العهد فكانت ممارساتهم الوحشية والجنسية المثلية كأهل لوط ، أجل ، لا تشبع غريستهم من الكم الهائل من النساء الأسيرات ومن المجاهدات جهاد النكاح ، بل يبحثون عن الذكور أيضاً لا وبل يبحثون عن الحيوانات كالحمير والماعز وقد تم تصوير المجاهدين في ذات الفعل من قبل طائرات التحالف وبهذا فاقوا الشعوب الوثنية في العهد القديم في رذائلهم . نقرأ في الكتاب المقدس ( وكان أيضاً مأبونون في الأرض ، فعلوا حسب أرجاس الأمم الذين طردهم الرب من أمام بني أسرائيل ) ” 1 مل 14 ” فالمأبون هو الذي يمارس الدعارة المثلية في الهيكل . كما سطر أيوب في سفره أيضاً مشيراً الى أفعالهم والى موتهم المبكر . وهكذا تمارس د*اع*ش كل أنواع وطرق الجنس المحرمة في الكتاب المقدس أكثر من الوثنين في تلك العصور . فعلى الدواعش والمؤيدين لطرقهم الشيطانية أن يفهموا أولاً الكتاب المقدس وغايات قصصه وآياتها وأوامر الله لمختاريه عندما دخلوا الى أرض كنعان التي وعد الله أبراهيم لكي يهبها لذريته . وهل يستطيعوا أن يفهموا الكتاب المقدس بأفكارهم المليئة من الحقد والكراهية ، أم أن الروح القدس هو الذي يكشف للمؤمنين أسرار هذا الكتاب المقدس ؟ نحن المؤمنين لا يمكن أن نشبه د*اع*ش بيشوع بل بالشعوب الوثنية الذين ق*ت*لهم يشوع . فالواجب اليوم هو أن يعمل العالم كله ضد د*اع*ش لكي يعمل كما عمل أيشوع لأجل أبادتهم وأزالة أفكارهم اللاأنسانية وتحريم أعمالهم وأهدافهم من قبل كل الأديان والمعتقدات والمنظمات الأنسانية . مبادىء د*اع*ش تناقض كل القييم السماوية والقوانين الأنسانية المعاصرة . هؤلاء الذين يؤمنون بأن أعمالهم ترضي الله ، والله سيكافئهم بثواب منتظر وحتى ق*ت*لهم للمسيحيين الذين يعتبرهم كتابهم أهل الذمة . وهكذا ينطبق عليهم قول الرب يسوع لتلاميذه
( بل سيأتي وقت يظن فيه من يق*ت*لكم أنه يؤدي خدمة لله )” يو 2:16 ” .
 هكذا يقلب د*اع*ش الوثني كل الموازين لكي يعتبر الق*ت*ل فريضة ، والنهب والأختصاب ديناً والحرق والتهجير وبيع الأسرى صلاحاً وواجباً يرضي الههم ، لا وبل يحسبونه جهاداً مقدساً ومن يسير في دروبهم فأنه يسير نحو الله .
د*اع*ش مرض خطير في جسد الأنسانية فعلى البشرية كلها أن تهب وبسرعة لأستأصال هذا الورم لكي لا يفسد باقي البشرية .
الله الحقيقي محب وطويل الأناة وهكذا أطال صبره مع الوثنية في العهد القديم ، لا وبل أرسل اليهم رسل لكي يتوبوا لأنه يحب الخطاة ويرفض الخطيئة . ففي العهد القديم أرسل لوط الى سادوم ويونان الى نينوى لكي يحذرهم من أفعالهم التي تضرهم وتضر الشعوب المؤمنة به ولكي يتركوا آلهتهم ويعبدوه . هؤلاء الذين كانوا يقدمون أولادهم قرابين لتلك الآلهة أولأجازتهم في النار من أجل أن يحصلوا الخصوبة والرضى من تلك الآلهة ، فكانوا يقدمون أولادهم قرابين لتلك الأصنام الصماء رغم تحذيرات الله لهم عن طريق أنبيائه ، قال ( لا تعط من زرعك للأجازة لمولك لئلا تدنس أسم الهك . أنا الرب ) ” لا 18 ” وفي أصحاح 16 من نفس السفر نقرأ عن تحذيرات الله الواضحة عن النجاسة . كذلك يحذر الملوك الذين لم يعملوا المستقيم في عينيه كآحاز الذي لم يسير في الطريق الذي سار به داود أبيه ، حتى أنه عبر أبنه في النار حسب أرجاس الأمم الذين طردهم الرب أمام بني أسرائيل . وهكذا يحذر الله شعبه عندما أخطأوا اليه بعد أن أصعدهم من أرض العبودية في مصر وحررهم من يد فرعون لكنهم أتقوا آلهة أخرى وأوقدوا لها على المرتفعات مثل الأمم الوثنية وعملوا أمور قبيحة كأعمال د*اع*ش لأغاضة الرب ، وعبدوا الأصنام التي قال الرب لهم عنها ( لا تعملوا هذا الأمر ) وهكذا تركوا كل وصايا الرب وطرقه . وحتى سليمان الملك الذي أختاره الله لبناء هيكل قدسه بدلاً من أبيه داود ، جامل زوجاته الوثنيات في عبادتهم للأصنام .
نقول بأن د*اع*ش يشبهون الوثنية التي كتب عنها في الكتاب المقدس ، لأن في آلهة الوثنية التي كانت في بابل أو كنعان أو في بلاد اليونان كانت عبادتها ترمز الى أمرين هما الجنس ( في هذا العالم وفي الآخرة ) والعن*ف . وها هي د*اع*ش تنادي بالقوة والبطش والجنس ، بل أعتبروا الجنس طريقة في الجهاد . أنهم الصورة الحية لعبادة الأوثان التي حاربها يشوع وأزالها . فعلى البشرية اليوم أن لا تنخدع بأقوالهم وأفعالهم بأن في العهد القديم  قصص ومواقف وآيات تؤيد شريعتهم وأعمالهم الأجرامية .، بل أعمالهم تشبه تلك العبادات الوثنية . عندما يدرك العالم حقيقتهم جيداً عندئذٍ يكون القضاء عليهم وعلى فكرهم الشيطاني الوهابي السلفي والوثني واجب على جميع الأمم . وعلى كل من يؤمن بالله الحقيقي المحب لكل البشر أن يعرف بأنه عندما أخطأ اليه شعبه المختار عاقبهم واسلمهم لأعداءهم لأن ليس عند الله محاباة . كما جعلهم يتيهون في صحراء سيناء 40 سنة لكي يندثروا في الرمال ولم يسمح لأحد منهم بالدخول الى أرض الميعاد من ذلك الجيل الا يشوع بن نون وكالب بن يفنة . الله المحب لا يُخدَع ، فبسبب محبته أنذر شعب نينوى وتابوا فعفاهم . لكنهم عندما عادوا الى الخطيئة وعبادة الأوثان كد*اع*ش أرسل لهم الدمار والخراب وأمحى أسم دولتهم الى الأبد وكتب الوحي الألهي عنهم سفراً كاملاً وهو سفر ناحوم الراقد في ألقوش .
ختاماً نقول الله لا يساوم على مبادئه أبداً . وهكذا سيعلن غضبه من السماء على كل فجور د*اع*ش وآثامه وأحتقاره للطف وطول أناة الله ، كما يقول رب المجد في ” رو2 ” وهكذا حذر الله لكل من لا يتوب عن أعماله الخاطئة ( طالع لو 13 ) أنذرات الله هي منذ بدأ الخليقة وعقوبته لا ترحم الأنسان والحيوان والزرع كما حدث في سادوم وعمورة وفي العالم كله بسبب الطو*فا*ن الشامل ما عدا نوح وعائلته . كل أنواع الفساد نجده عند د*اع*ش من ق*ت*ل ونجاسة والشذوذ الجنسي  وبيع النساء والأطفال في سوق النخاسة وغيرها  من الأعمال المشينة التي فاقوا بها أهل سادوم وعمورة الذين حرقهم الله بالنار والكبريت هكذا سيزيل د*اع*ش وأفكاره من الوجود ويصدر بحقه الأمر الألهي لأزالته فيستخدم الأمم في أبادته كما أستعمل في ضرب بابل ونينوى ويجعل جثث تنظيمه طعاماً لطيور السماء ووحوش الأرض .
نهاية كل شىء قد أقترب فعلى أقزام د*اع*ش والدوَل التي تعضدهم أن يتعقلوا ويصحوا ويعودوا الى تعاليم الله الحقيقي ” 1بط 7:4″ بعد أن يقرأوا الكتاب المقدس بأيمان طالبين من الرب أن يفتح بصيرتهم وأذهانهم لفهم رسالته لكي يؤمنوا بمبادئه السماوية المبنية على محبة الجميع . ونحن نطلب ونقول :
ليفتح الرب بصيرتهم لكي يروا نور المسيح خاتم كل نبوة فيعلنوا أيمانهم قائلين ( آمين تعال أيها الرب يسوع ) ” رؤ 20:22″ فيكون لهم الخلاص .
بقلم
وردا أسحاق عيسى
وندزر – كندا  
 
   ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!