مقالات عامة

تاخير الرواتب لمن يحارب و يدافع عن البلد

احمد عبد الصاحب كريم

احمد عبد الصاحب كريم    

 

 

تاخير الرواتب لمن يحارب و يدافع عن البلد

علينا ان لا نستغرب من مقولة (العراق بلد العجائب) لاننا جميعا في هذا البلد الجميل عشنا و شاهدنا الكثير من العجائب العشرات من المليارات تصرف على الكهرباء و التي يجب ان تولد طاقة كهربائية لجميع ول الشرق الاوسط و لكننا لغاية الان ننفق الكثير من الاموال من جيوبنا الخاصة للاشتراك في المولدات الاهلية و ذلك لعدم وجود كهرباء وطنية كافية و طيور تاكل (700) طن من الحنطة بقيمة (400) مليار دينار و كأنها طيور الرخ الاسطورية في قصص السندباد البحري و الكثير من الاعاجيب منذ عام 2003 و لغاية الان اما اغرب العجائب هي عدم وجود عقول تستطيع ان تقود البلد و كأن العراق اصابه العقم ستة حكومات توالت على قيادة العراق ابتداءا من مجلس الحكم و انتهاءا بحكومة المستقيل جبرا عادل عبد المهدي و الحكومة الحالية لا يمكننا الحكم عليها حاليا لان تشكلت حديثا الحكومات السابقة اعتمدت على ايرادات النفط في موازنة الدولة و لم تعتمد على الصناعة الوطنية و الزراعة و التجارة و المنافذ الحدودية و صناعة تكرير النفط و الغاز و البتروكيمياويات و تنويع واردات الدولة و اهمال الايدي العاملة حيث قامت بوضع سلم رواتب ظالم و غير عادل نهائيا ظلم اغلبية الوزارات و موظفي موظفي الدولة و تم تفصيله على مجموعة من المؤسسات و الهيئات و الوزارات و موظفي الرئاسات الثلاث حيث يستلمون رواتب بالملايين و هي مؤسسات و هيئات غير منتجة و غير فعالة و مستهلكة و عملها بسيط جدا و هناك باقي الوزارات التي تدير عجلة الدولة و هي وزارات فعالة و لولاها لانهارت الدولة و موظفيها يستلمون رواتب (بالملاليم) لا يكفي لعشرة ايام في افضل الحالات و هذه الوزارات تعمل في مختلف الظروف في السلم و في للحرب في العطل و المناسبات الوطنية و الدينية و في الظروف الاستثنائية و الكوارث الطبيعية و انتشار الاوبئة و الامراض و لكن هذا الاهمال و التهميش المتعمد لملاكات وزارة الصحة ارجعنا الى اعوام (2014 – 2015) عندما دخل تنظيم د*اع*ش و عاث في الارض الفساد و الخراب و الدمار و لولا فتوى الجهاد الكفائي التي على اثرها تشكلت قوات الحشد الشعبي لمساندة اخوانهم في القوات الامنية تسندهم ملاكات وزارة الصحة الطبية و الصحية و الادارية و الساندة في حرب الوجود و البحث عن الذات و الدفاع عن ابناء الوطن و تم تقديم الالف من الشهداء و الجرحى لم تقوم الدولة بصرف رواتب قوات الحشد الشعبي لاكثر من عام بينما المؤسسات و الهيئات المنعمة لم نسمع لها اي دور في هذه الحرب ، و الان التاريخ يعيد نفسه جميع وزارات الدولة في عطلة لاكثر من ثلاثة اشهر او بدوام جزئي استلمت رواتب موظفيها باوقاتها بينما موظفي وزارة الصحة و مديرياتها (الجيش الابيض) في جميع العراق لم تستلم الرواتب لغاية هذه اللحظة حيث انقضى ثلث الشهر تقريبا و هم بدون رواتب علما انهم مستمرين بالدوام يوميا  هم يحاربون العدو الاكبر و الخفي فيروس كور*و*نا و اصيب المئات منهم بالعدوى و هم يقومون بتقديم الخدمات الطبية و الصحية للمصابين على الرغم من حظر التجول و عدم وجود وسائل نقل تقلهم الى اماكن عملهم و نلاحظ خطأ المسؤولين في الدولة و اهمالهم يتكرر من خلال صرف رواتب الوزارات التي هي في اجازة طويلة و تاخير رواتب الوزارة التي تحارب و تدافع عن ابناء العراق و عن المسؤول و عائلته في حال اصابتهم بالعدوى  ، هل هذه هي العدالة يا قادة العراق و يا صناع القرار و هل هي العدالة في بلاد العجائب ام ان عيون المسؤولين لا ترى الشمس من خلال الغربال ام ان الغباء و الحماقة تلعب دورها في تسيرهم .

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!