الحوار الهاديء

اين حقوق الأقليات الدينية في العالم الأسلامي ؟

الكاتب: قيصر السناطي
 اين حقوق الأقليات الدينية في العالم الأسلامي ؟

قيصر السناطي
لقد عانت الأقليات الدينية في العالم الأسلامي من تمييز وتفرقة منذ مجيء الأسلام ولحد الأن على الرغم من ان الأقليات الدينية ليس لها طموح او رغبة في السيطرة على السلطة او التدخل في الشؤون السياسية في هذه البلدان . بل كانت دائما تبحث عن الأمان والمساوات مع الأغلبية المسلمة ، وكانت تقبل بالحد الأدنى من حقوقها وأنها كانت تدرك ان الأغلبية المسلمة لاتقبل بمساواتها بالأقليات غير المسلمة لكون الأسلام يعطيها امتيازا بسبب الثقافة التي اكتسبوها ومارسوها خلال السيطرة على تلك البلدان التي كانت مسيحية كما كان الحال في العراق وبعض البلدان الشرق الأوسط ، اما بلاد فارس وتركيا فقد تحولت الى الأسلام واصبحت الأغلبية المسلمة تمارس القمع والأضطهاد بحق المسيحيين واليهود والديانات الأخرى .
 حيث ق*ت*ل الأتراك مليون ونصف من الأرمن وربع مليون من الكلدان والأشورين والسريان خلال الحرب العالمية الأولى اضافة الى مجازر سميل في العراق ، وكان السبب الرئيسى في كل هذا هو التعصب الديني للأغلبية المسلمة التي كانت صاحبة القرار في كل الأمور ،والـتأريخ شاهد على هذا الظلم  ، كما تم ترحيل اليهود من العراق في االخمسينات من القرن الماضي وتمت مصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة،وهذه الأشياء كانت تمارس علنا دون خجل او خوف من احد بسبب الدكتاوتوريات التي حكمت خلال 1400 سنة من من حكم الأغلبية المسلمة ، لقد كان الواقع السياسي سابقا في العالم يختلف عما هوعليه الأن ، فكان نظام القوة هو السائد في ذلك الوقت ، وكانت   الأقليات تامل ان يكون الزمن والتطور سببا في مساوات  الأقليات  الدينية مع الأغلبية المسلمة  ، الى ان هذا الواقع كان يتأرجح بين الصعود والهبوط وحسب مزاج الحاكم ، ولكن في كل الأحوال كان الحكام دائما مع الأغلبية المسلمة لأنها هي مركز الثقل التي تحمي العرش والحكم وكذلك كانت القوانين متحيزة لصالح الأغلبية المسلمة ، وكانت بعيدة كل البعد عن العدالة المساوأت بين ابناء الشعب الواحد ، وبسبب هذا الواقع المرير هاجر القسم الأعظم من هذه الأقليات غير المسلمة الى الدول الحديثة في الأمريكيتين واستراليا واوروبا وهي تبحث عن الحرية وعن المساوات والعدل ، غير ان ما تبقى من هذه الأقليات الدينية في اوطانها الأصلية ظلت متمسكة في ارضها وفي اوطانها رغم الظلم الذي تعرضت له سواء من جراء القوانين غير العادلة كما هو الحال في قانون البطاقة الوطنية في العراق ، اضافة الى اذى المسلمين بسبب التحريض من قبل المنابر الدينية والفتاوى من قبل بعض رجال الدين وعلى مرأى ومسمع هذه الحكومات ،وبعد ان ظهرت التظيمات الأشد تطرفا مثل د*اع*ش واخواتها ،اصبحت هذه الأقليات تتعرض الى الق*ت*ل والتهجير والخطف كما حصل مع المسيحيين والأزيديين في العراق وسوريا ،والحكومات تقف عاجزة عن حماية مواطنيها ،والبعض يدافع عن الأسلام وهو يستشهد ببعض الأيات في الكتب الأسلامية ولكن لا يذكر الأيات التي تدعوا الى محاربة غير المسلمين  الموجودة في الكتب الأسلامية، والتي تقوم بتطبيقها د*اع*ش وأخواتها في الشرق الأوسط وفي العالم ،ان انكار وجود هذه الأيات وهذه الثقافة ليس الا هروبا الى الأمام ، ولن تحل مشكلة التطرف والأرهاب بحق الأقليات غير المسلمة سوى الأعتراف بالخطأ الفكري في الدين الأسلامي الذي يعطى الحقوق للمسلمين على حساب الأقليات الغير المسلمة ، لذلك اذا كانت المراجع الدينية والحكومات صادقة في تطبيق المساوات داخل المجتمع عليها ان تعدل هذه الكتب وتعترف بهذه الثقافة الخاطئة وتفصل الدين عن الدولة ، لكي يعيش الجميع بامان وسلام ويكون  تطبيق القانون على الجميع دون اي تمييز بسبب الدين او اللون او الطائفة كما هو الحال في الدول المتحضرة عندها يمكن يعيش الجميع بأمان وسلام ويمكن ان تكون هذه المجتمعات قد وضعت الخطوة الأولى على الطريق الصحيح في بناء المجتمع بناء وطنيا وأنسانيا سليما ، عندها يمكن ان  تكون هناك عدالة وهذا الأمر يبدو بعيد المنال في هذه المرحلة بسبب الثقافة الخاطئة المتآتية من الكتب الدينية الأسلامية لأغلبية المجتمعات الأسلامية والحكومات على السواء والله من وراء القصد. ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!