مقالات دينية

ايمانويل قديسة حي الزبالين في مصر

مشرف المنتدى الديني

 

 

 “ايمانويل قديسة حي الزبالين في مصر وكيف انقذت الاف الاطفال من التشرد والموت” طوال حياتها

أعداد / جورج حنا شكرو

الراهبة ايمانويل
اسمها الحقيقى مادلين سانكان من مواليد عام 1908 فى بروكسل من أب فرنسى وأم بلجيكية. كانت تنتمى إلى أسرة غنية وهى الابنة الثانية بين ثلاثة أطفال.
فى عام 1914، تعرضت لمأساة كان لها تأثير عظيم فى اختيارها لمسار حياتها كانت على أحد الشواطىء عندما شاهدت والدها يسبح وسط الأمواج، ثم يبتسم لها، وفجأة يختفى من أمام أعينها إلى الأبد.
أكدت إيمانويل أن هذا المشهد جعلها تدرك تماما طبيعة فناء الأشياء مهما تخيلنا دوامها: لا يمكننا التشبث بأمواج الحياة.
فى 1929 التحقت بدير نوتردام فى سيون. ثم كرست بعدها أربعين عاما من حياتها للتدريس للفتيات فى اسطانبول وتونس وغيرها، إلا أنها وجدت نفسها تقوم بتعليم فتيات الطبقات الغنية، وهى التى كانت تحلم أن تهب حياتها لخدمة الفقراء
جاءت إلى مصر وهى تهدف إلى خدمة مصابى الجذام، إلا أن هؤلاء المرضى تم وضعهم داخل منطقة عسكرية، مما كان يستدعى حصولها على تصريح من وزارتى الصحة والخارجية، أى مجموعة من الإجراءات المعقدة، 
بدات رحلة عطاءها عام 1971 بمنطقة عزبة النخل، استأذنت قاطنيها ان تسكن بجوارهم في إحدى عشش الصفيح وكان الجواب ‘أهلا وسهلا بك معنا’.
في عزبة النخل كانت تعمل في الصباح في حضانة الأطفال وليلا كانت تعلم الخياطة للفتيات، وانشئت فصول محو أمية للرجال.
ولم يقتصر الأمر على عزبة النخل بل ذهبت لتطور من منطقة طرة بالمعادي، وعندما علم أهالي حي الزبالين بما فعلته طالبوها لتنضم لمنطقتهم، وهناك عاشت 20 عاما في حي الزبالين أو ‘الجنة’ كما تفضل أن تسميها.
بدأت بالمنطقة ببناء مدرسة لأن المنطقة كانت مزدحمة بالأطفال الغير متعلمين فتم بناء مدرسة جبل المقطم الخاصة الأطفال، وحرصت في بداية عهدها بالمنطقة على القضاء على ظاهرة الزواج المبكر للفتيات، وكانت حجر الأساس في عدد من المشاريع والأبنية للمنطقة منهم مركز دار الفتاة وكنيسة العذراء مريم ومستشفى المحبة، كما ساهمت في بناء عدد من الجوامع، فلم تكن تفرق بين مسلم ومسيحي فهي كانت تخدم مجتمع فقير
طوال مدة إقامتها فى مصر، لم تكن الأخت إيمانويل تميز فى تعاملها بين مسلم ومسيحى، كانت تقدم المساعدة للجميع وتبذل كل ما بوسعها للتقريب بين الاثنين. وبالتالى كان الجميع، مسلمين أو مسيحيين، يحبونها. كانت خطة عملها واضحة: “لا محاولة لدعوة المسلمين لترك دينهم، وإنما محاولة للفهم المتبادل، عن طريق المحبة من خلال كل الأديان” وقد علقت على باب الكوخ التى تسكن فيه هلال وصليب ووضعت جملة “الله محبة”. كانت على الدوام تدعو إلى ” احترام الآخر” وتردد قائلة: “على عكس ما قال كاتب الوجودية الفرنسى جون بول سارتر: الآخرون هم الجحيم أقول إن الآخرين هم الجنة، بشرط وجود قدر ما من المحبة فى قلوبنا ولقد قضيت عشرين عاما فى الجنة بالقرب من الزبالين فى القاهرة”.
وتكفلت بدفع 55 ألف جنيه، وهو مبلغ مهول في ذلك الوقت، لتدخل الكهرباء للمنطقة، ويظل كل بيت حتى الآن يدين بالفضل لها في ذلك.
حصلت على الجنسية المصرية عام 1991 منحها لها مبارك نظرا لجهودها في مصر، بعد أن طلبت هي ذلك من زوجته سوزان مبارك.
لم تتردد الأخت إيمانويل في محطتها الثانية بمصر في التوجه الي نيويورك مع ابنها الروحي خبير البيئة الدولي الدكتور منير نعمة الله وتقنع البنك الدولي بلباقة شديدة بأهمية الاهتمام بحي منشية ناصر ليري مشروع التنمية الحضارية الأول النور بمنطقة المقطم‏‏ بعد ان شرحت أهمية مصر بالنسبة للانسانية‏,‏ وتحدثت باسم مصر وطبقة جامعي القمامة‏,‏ وليسجل البرنامج التنموي البيئي لجامعي القمامة نجاحا ضخما خلال قمة الأرض بـ ريو بالبرازيل عام‏1992.‏
ورغم انها تجولت في جميع دول وعواصم العالم إلا انها أحبت مصر وشعبها وكانت دائما ما تقول أن مصر شعب مضياف وكريم ولديه قدرة على تغيير نفسه للأفضل

Image may contain: 1 person, smiling, eyeglasses and closeup

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!