اخبار الكنيسة الكلدانية

الهوية الكلدانية: بين الاعتراف الأصيل والتسميات الدخيلة – نحو مجتمع عادل ومتجذر

الهوية الكلدانية: بين الاعتراف الأصيل والتسميات الدخيلة – نحو مجتمع عادل ومتجذر

نقلا عن صفحة عنكاوا بلدة كلدانية 

في عالم يتغير بسرعة، وتُعاد فيه صياغة الهويات الجماعية في ظل صراعات سياسية وثقافية، تبرز الحاجة الملحّة للاعتراف الواضح والدقيق بالهويات التاريخية، ومن ضمنها الهوية القومية الكلدانية. إن القضية لا تتعلق فقط بالاسم، بل بمصير شعب، ووجود ثقافي ولغوي وحضاري يواجه تحديات الطمس والتذويب.

الهوية الكلدانية: وجود أصيل لا يحتاج إلى تبرير

الكلدان شعب سامي عريق، يمتد وجوده التاريخي إلى آلاف السنين في بلاد ما بين النهرين، وكان لهم إسهام بارز في الحضارة البابلية، في العلوم والفلك والكتابة والدين. وقد استمر وجودهم عبر العصور، رغم التحولات الجيوسياسية والدينية، محافظين على لغتهم، وطقوسهم، وتراثهم الروحي، لا سيما من خلال الكنيسة الكلدانية التي شكلت ركيزة أساسية في حفظ الهوية القومية.

إن الإقرار بهذه الهوية ليس مجاملةً أو شأناً ثقافياً محضاً، بل هو حق إنساني وقانوني منصوص عليه في المواثيق الدولية التي تضمن لكل شعب أصيل حقه في التسمية الذاتية، وحقه في الحفاظ على لغته وتراثه ومؤسساته التربوية والدينية والثقافية.

خطر التسميات الدخيلة والقطارية

في العقود الأخيرة، ظهرت دعوات إلى اعتماد تسميات هجينة أو ما يُعرف بالتسميات “القطارية” (مثل “سريان وآشوريين وكلدان”) تحت شعار “الوحدة”، لكنها في الحقيقة تضعف الكل وتلغي خصوصية كل طرف، بدلًا من أن تحفظها.

هذه التسميات تخدم أجندات سياسية أو حزبية، وغالبًا ما تكون مدفوعة بمشاريع اندماجية هدفها طمس الهويات التاريخية الدقيقة، وإعادة صياغة واقع يتناسب مع مصالح معينة. إنها لا تخدم الكلدان، ولا الآشوريين، ولا السريان، بل تخلق كياناً مشوشاً بلا عمق تاريخي ولا أرضية قانونية للمطالبة بالحقوق.

الهوية ليست شعاراً عاطفياً، بل أساس قانوني، وركيزة وجودية، وشرطٌ لتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية. الاعتراف بالهوية الكلدانية هو فعل حق، وليس إنكار الآخرين، بل تحرير الذات من الذوبان، وبناء مستقبل قائم على الأصالة والانفتاح المسؤول.

وفي وجه كل محاولات التذويب، تبقى الكلدانية ليست مجرد اسم، بل وعد حضاري ممتد من بابل إلى عنكاوا، ومن أور إلى قلب العالم المعاصر.

ملاحظة: هذا الخبر الهوية الكلدانية: بين الاعتراف الأصيل والتسميات الدخيلة – نحو مجتمع عادل ومتجذر نشر أولاً على موقع (البطريركية الكلدانية) ولا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. يمكنك الإطلاع على تفاصيل الخبر كما ورد من (مصدر الخبر)

عرضنا لكم أعلاه تفاصيل ومعلومات عن خبر الهوية الكلدانية: بين الاعتراف الأصيل والتسميات الدخيلة – نحو مجتمع عادل ومتجذر . نأمل أن نكون قد تمكنا من إمدادك بكل التفاصيل والمعلومات عن هذا الخبر الذي نشر في موقعنا في قسم أخبار مسيحية. ومن الجدير بالذكر بأن فريق التحرير قام بنقل الخبر وربما قام بالتعديل عليه أو الاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة تطورات هذا الخبر من المصدر.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!