مقالات دينية

المذاهب التي تسعى نحو التجديد

الكاتب: وردااسحاق
المذاهب التي تسعى نحو التجديد
الرب يسوع أسس كنيسته المقدسة على صخرة أيمان الرسل الأثني عشر الذين وضعوا لكنيسته  قوانين وأسس ثابتة وحسب تعليم ووصايا الرب وتقاليد كنسية فيجب التمسك بها لكي لا تتزعزع الكنيسة فيتصدع البنيان . فالذين لا يلتزمون بتلك التقاليد ويستخفون بمن يحافظ عليها فأنهم لا يلتزمون حتى بتعاليم الكتاب المقدس الذي يقول على لسان الرسول بولس ( وإني أمدحكم أيها الأخوة لأنكم تذكروني في كل شىء وتحافظون على التقاليد كما سلّمها اليكم ) ” 1قو 2:11″ وهكذا يكرر بولس الرسول ويؤكد أهمية التقاليد المروثة التي نشأت مع الكنيسة الأولى لتستمر مدى الأجيال ، ولكي يعوا جيداً الذين يسعوا الى التجديد والأنشقاق بأن الكتاب المقدس يدعوهم الى الألتزام بالتقليد . قال مار بولس ( فأثبتوا إذاً أيها الأخوة ، وتمسكوا بالتقاليد التي تعلمتموها إما بكلامنا وإما برسالتنا ) ” 1تس 14:2 ” الكثيرون يسعون الى التجديد ، فنقول لهم ، وهل يجوز تجديد كنيسة الرب على هوانا ؟ الجواب ، لا يجوز التجديد والتغيير في الكنيسة وتعليمها بل يجب أن يكون التجديد في داخل الأنسان وذلك بالتوبة والمغفرة والمصالحة والتخطي نحو التقارب والوحدة   . قال الرسول بطرس ليسوع ( هوذا نحن تركنا كل شىء وتبعناك فماذا يكون لنا ؟ فقال لهم يسوع : الحق أقول لكم ، أنه عندما يجلس إبن الأنسان على عرش مجده في زمن التجديد ، تجلسون أنتم الذين تبعتموني على أثني عشر عرشاً لتدينوا أسباط أسرائيل الأثني عشر ) ” مت 19 : 27-28 ” فالمتجددون الحقيقيون هم بطرس والرسل ولا تجديد خارج عن تعليمهم المدون للأجيال في العهد الجديد . والرب يسوع أيد كل ما يصدر منهم الى العالم قائلاً ( من سمع منكم فقد سمع مني ، ومن أحتقركم فقد أحتقرني ، ومن أحتقرني أحتقر الذي أرسلني ) ” لو 16:10 ” وهكذا تكونت الكنيسة . وكنيسة اليوم هي أمتداد لتلك الكنيسة وتمثل كنيسة الرسل الأطهار . فعلى الجميع الألتزام بتعليمها المستمر منذ عهد الرسل ومن لا يسمع اليها ، بل يتمرد بحجة التجديد فيصبح كالوثني والعشار وحسب الآية ( وإن لم يسمع من البيعة فليكن عندك كالوثني وجابي الضرائب ) ” مت 17:18 ” .
في عهد الرسل برز الكثيرين  من المؤمنين وقاوموا تعليم الرسل لكي يؤسسوا لهم كنائس مستقلة . أي أرادوا المقاومة وتجديد العقيدة ، فتكونت منهم مذاهب منشقة كالنصارى والغنوصية وغيرها قاوموهم الرسل جميعاً وكما هو واضح من رسائلهم لكي يحافظوا على تعليم الكنيسة وتقليدها . لهذا قال الرسول بولس لهؤلاء المتقلبين ( إني لمتعجب كيف تنتقلون هكذا سريعاً عن الذي دعاكم بنعمة المسيح ، الى أنجيل آخر وإن لم يكن أنجيل آخر . لكن قوماً يبلبلونكم ويريدون أن يقبلوا إنجيل المسيح . ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بخلاف ما بشرناكم به فليكن مبسلاً . كما قلنا سابقاً . أقول الآن أيضاً : إن بشركم أحد بخلاف ما بشرناكم به فليكن مبسلاً . كما قلنا سابقاً أقول الآن أيضاً : أن نبشركم أحد بخلاف ما تلقيتم فليكن مبسلاً ) ” غل 1: 6- 9  ” . وهكذا يدعوا بولس المؤمنين بالأستمرار على تعليم الكنيسة الموروث لهذا أمر تلميذه تيموثاوس قائلاً ( فأستمر أنت على ما تعلمته وأتمنت عليه ، متذكراً من تعلمت منهم ) ” 2 تيمو 14:3″ وهكذا تنبأ قائلاً ( فإنه سيأتي زمان لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل على وفق شهواتهم يكدسون معلمين فوق معلمين بسبب أستحكاك آذانهم ) ” 2 تيمو 3:4 ” فينصحه قائلاً ( وأنت يا أبني فتشدد في النعمة التي في المسيح يسوع وما سمعته مني ” أي التقليد ” لدى شهود كثيرين ، أستودعه أناسا أمناء ، أهلاً لأن يعلموا الآخرين ) : 2 تيمو 2: 1-2 ”
وهكذا اليوم نجد المجددين يتجولون في الشوارع ويطرقون الأبواب مستأذنين أهلها للدخول من أجل زرع تعايمهم الخاطئة ويسقط في شباكهم الضعفاء في الأيمان والعلم . ومن الأفضل لكل مؤمن أن لا يستقبلهم في بيوتهم وحسب الآية ( فمن أتاكم ولم يأتي بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام ، فإن من قال له سلام ، فقد أشترك في أعماله الشريرة ) ” 2 يو10-11 ” . لماذا كان الرسول يوحنا شديداً في أقواله ؟ يجيب هو قائلاً ( أناس آراؤهم فاسدة مرذولة من جهة الأيمان . لكنهم لا ينجحون كثيراً ، لأن حمقهم يتضح للجميع ) ” 3 يو 8-9 ” وهكذا تعرف الرسول بولس على نياتهم فقال ( ومنكم سيقوم رجال يتكلمون بأقوال فاسدة ليجتذبوا التلاميذ وراءهم ) ” أع 30 : 20 ” . وقال أيضاً ( لا بد من البدع بينكم ليظهر فيكم المزكون ) ” 1 قو 19:11 ” .    
وهكذا برز في عهد الرسل معلمون كذبة يدرسون بدع هلاك ناكرين الرب يسوع نفسه ( منهم من أنكر ” لاهوته ” جالبين على أنفسهم هلاكاً . ) . واليوم أيضاً المتجددون يكسبون الناس متظاهرين بأنهم مؤمنين وحريصين على الأيمان ونشيطين في نشر الأيمان فيظهرون بزخرفة الكلام فأن لمثل هؤلاء المظلّين قال بطرس الرسول عنهم بأنهم يجلبون على أنفسهم دماراً سريعاً ” 2 بط 2: 1 ” أمثالهم يخلقون الشكوك في أيمان وتعليم المؤمنين متوهمين بأنهم يخدمون رسالة المسيح بتبشيرهم الخاطىء المضاد للتعليم القويم وبالدعاء والمساعدات المالية والصلاة على المرضى وزيارتهم  ، هكذا يخدعون الكثيرين . قال الرسول يوحنا ( أيها الأحباء لا تصدقوا ك روح ، بل أختبروا الأرواح ، هل هي من الله ، لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم ) ” 1 يو 1:4″ كما أحذر بولس المؤمنين قائلاً ( إخذروا الكلاب ، أخذروا عملة السوء ، أحذروا ذوي القطع ) ” في 2:3 ” وهكذا يعطي الرسول بولس أهمية قسوى للموضوع فينذر المؤمنين من السماع الى تعليم المتجددين متوسلاً ، فقال ( ولكن ، أتوسل اليكم ، أيها الأخوة ، أن تنتبهوا الى مثيري الأنقسامات والعثرات ، خلافاً للتعليم الذي تعلمتم ، وأن تبتعدوا عنهم فإن أمثال هؤلاء لا يخدمون ربنا يسوع المسيح بل يخدمون بطونهم ، وبكلماتهم الطيبة وأقوالهم المعسولة يضللون قلوب البسطاء ) .
ليحفظ الرب بيعته المقدسة الرسولية من كل التعاليم الخاطئة ويضع كلمته الخلاصية في أفواه قادته المؤمنين لكي يحافظوا على كنيسته الجامعة الرسولية الواحدة لأنها جسده المقدس وهو رأسها . ليتبارك أسمه القدوس .
بقلم
وردا أسحاق عيسى
 وندزر – كندا
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!