مقالات عامة

القس توما ابراهيم في ذمة الخلود شخصية أحبة الحياة وعرفت ان الموت هي قدرة رب العالمين

الكاتب: أسيت يلده خائي

القس توما ابراهيم

 

 

الأركذياقون هي إحدى الدرجات الكنسية تعطي لمن يخدمون الكنيسة بإخلاص وأمان ،هي كلمة يونانية معناها رئيس القساوسة وأعطية للقس توما اوراها لأخلاصة التام لكنسيته الاركذياقون (ܐܪܟܕܝܩܘܢ)أمين سر البطريرك او الاسقف، وهو رئيس القسس، من طغمة الكهنة ويعد من محل الزائرين. والشخص المخصص لخدمة الزيارة والاركذيوقانية عليه ان يكون حكيما ومتكلما ورحوما وحسن الالتفاتة وعارفا بالخدم الكنسية والانظمة والقوانين ومعنى اسمه “رئيس الخدمة” وهو رئيس القسس. ولذا جميع القسس والشمامسة يطيعون اوامره ويخضعون له، وهو منظم الكنيسة ويقيم كل واحد في محله، وحينما يحدث ان يكون مع القسس في الجوقة (ܓܘܕܐ) فله ان يبدأ ويختم الصلوات، فهي له بنوع خاص عندما لا يوجد واحد من رؤساء الكهنة هناك، وهو يأمر القسيس ان يدخل المذبح ويقرأ الانجيل ويقدس الاسرار المحيية، وهو الذي يجلس الكهنة على الكراسي، وحينما يذهب احد ابناء الكنيسة الى اي محل فينبغي ان يذهب بسماحه وليس من تلقاء ذاته. وزيه ان يلبس الثوب وعلى رأسه يضع الجبة. وهو الذي يقيم مع البطريرك او الأسقف ويحمل عصا الطقس ويقول: “السلام معنا”.
ويضع البخور ويكمل بعد البطريرك او الاسقف وهو يضع الماء على ايديه ويقف امامه دائما. ويبدأ الصلاة ويجلس امامه في القلاية حينما يسمح له بالجلوس. وكما انه لا يجب ان تترك الكنائس من دون تدبير الاساقفة الذين هم رؤساء الكنيسة، هكذا لا يجب ان يبتعد الاركذياقون خلال الاوقات المخصصة للخدمات والاجتماعات الكنسية .
الرب اعطى والرب اخذ وليكن اسم الرب مباركا
ان مكان المؤمنين هو فوق ، على ساحة الابدية ، حيث ستلقى سفينتك مراسيها
وحيث قد سبقك الرب ليعد لك المكان الذي تشتهيه لنفسك ، والذي طالما سعيت
اليه ، دون ان تجده أبدا لنفسك هنا على الارض . لنرتل كلنا ترتيلة العزاء والتي نرتلها في كنائسنا المقدسة عن روحه الطاهرة . هذا هو الموت الذي يحصد السنبل الضعيف اليابس كما يقطع زهر الربيع الأخضر. لم يرحم إبراهيم لقداسته وبره. ولا موسى لوداعته. ولا يوسف لعفته. ولا لسليمان لحكمته ولا شمشون لقوته. ولا داود لطهارة قلبه. ولا راحيل لجمالها. ولا أستير لغيرتها. حياة قصيرة متغيرة زائلة يختمها الموت في ساعة لا نعلمها ( مِنْ أَجْلِ ذلِكَ هُمْ أَمَامَ عَرْشِ اللهِ، وَيَخْدِمُونَهُ نَهَارًا وَلَيْلاً فِي هَيْكَلِهِ، وَالْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ يَحِلُّ فَوْقَهُمْ. ١٦ لَنْ يَجُوعُوا بَعْدُ، وَلَنْ يَعْطَشُوا بَعْدُ، وَلاَ تَقَعُ عَلَيْهِمِ الشَّمْسُ وَلاَ شَيْءٌ مِنَ الْحَرِّ، ١٧ لأَنَّ الْخَرُوفَ الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ، وَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ) هنا تتوقف حروفي حزينة
وينعي قلمي المتواضع وفاة القس توما ابراهيم الله يرحمه كنت مرشدا لكل من خرجا في طريقك وتلاقاه بروح المرح ،..حيث وافته المنية صباح الأحد
المصادف ٩-١٠-٢٠١٦- في كندا بعيدا عن الوطن الذي خدم كنيسته لسنوات طويلة بعد صراع طويل مع المرض الف رحمه على روحك الطاهرة وطيبة النفس وامتنان صادق مع نفسه ومع كل البشر حقا فقدت الكنيسة ابا فاضلا وخادما الكنيسة باخلاص وتفاني الرحمه لروح العظيمة وأحرز التعازي الى العا ئلة الكريمة والى الكنيسة التي لم ترى منك الى الوفاء وكرم الخلق ومعلما لوصايا وحب الرب تاركا وراءه ذكريات المحبة ومتأثرا للقادمين. ان القلم يعجز عن الأتيـان بعبارات تعبر عن هذه الشخصية الكنسية والأجتمـاعية الكبيرة نظرا لمسيرته الطويلة الحـافلة بـالعطـاء لخدمة الكلمة ورعـاية ابـنـاء شعبه المؤمن ، فمهمـا كتبنـــا عنه لا نستطيع ايفـائه ، ولكن ذكراه ستبقى خـالدة في اذهـاننـا وذهن كل انسان عرفه وخـاصة انه انتقل الى جوار الآب السمـاوي في غير أوانه بشكل مفاجئ وغير متوقع وهو في مقتبل عمره وقمة عطائه في ظروف صعبة يعيشها شعبنا العراقي بشكل عام والمسيحي بشكل خاص في تـاريخ العالم. ايهـا المسافر عبر السحاب الراحل الى مـا وراء الغمـام في السماء العليـــا ، كيف مضيت سريعـا دون وداع ، وكنت لنا كالخيمة الكبيرة نتفيأ تحت ظلها في الجهير, وشجرة حياتك الخضراء رغم ذبولها قليلا بفعل السنين ألا أنها كانت في قمة عطـائهـا …؟ هل سئمت الحياة بسبب معـانـاة وطنك الحبيب وابنائه الأعزاء في الزمن الصعب ؟ فابيت الضيم وتساميت في العطاء فعدت الى منابع الصفاء بعد حياة طويلة حافلة بالعطـاء تـاركا أهلك وأبناء رعيتك وزملائك ومحبيك بلا حبيب . كنـا نتمنى ان نكون واياكم في الوطن الحبيب وأنتم تودعون الراحل الكبير الأنسان الرائع الاب الفاضل توما الى مثواه الأخير ليوارى الثرى , ثرى العراق الحبيب ارض الآبـاء والأجداد في كنيسة مار أدي الى جـانب من رحلوا قبله من الآباء الكهنة الأجلاء وقرب شهداء العراق الأبرار، ولكننـا للأسف الشديد نعيش كلينا في الغربة المقيتة , لنشارككم ونعزيكم بحرارة ولنشد من ازركم فليس هناك لحظات اصعب في حياة الأنسان من لحظات توديع الأحبة الوداع الأخير لا سيمـا حينمـا يكونون رموزا عائلية وعلمية وثقافية ودينية واجتماعية كبيرة ، ان القلم يعجز عن الأتيان بالكلمات المعبرة لوفاء ولو جزءا من الدين الذي للفقيد الكبير علينـا نحن معشر أقربائه وأصدقائه بمواقفه المشرفة مع الجميع وأنسانيته لسنوات طويلة والتي لا يمكن نسيانها أبدا لأن بصماتها ستبقى ولن تزول أبدا ، عشت اياما بعيدا عن الوطن المفدى الاف الأميال ، ان مثل هذه الأخبار المؤلمة تزيد من وحشتنا في الغربة المقيتة وتحز في نفوسنـا الحزينة . لقد رحل الاب توما عنا جسدا لكنه سيبقى حيـا في أذهـاننـــا وأذهان الأجيال القادمة وعلى مر الزمن من خلال أيمانه وانسانيته ودماثة أخلاقه واعماله الرائعة في مجالات عديدة وخاصة مكتبته الزاخرة بالكتب القيمة والنفيسة في مجالات الدين والعلم والمعرفة والتي ستبقى منارا للاجيال القادمة من ابناء شعبنا المسيحي وكل طالب علم ومعرفة ، وستبقى روحه ترفرف في الفضاء سواء في العراق أو في المهجر والى الأبد .الاب الفاضل توما ابراهيم القس توما الفقيد من مواليد عام 1949 في منطقة برواري بالا، ومن عائلة كهنوتية أباً عن جد، درس لغة الام على أيدي والده وشمامسة مار موشي. وفي بغداد عام 1962 درس على يد معلمه القدير الخوري كاكو لازار وفيها أكمل دراسة الابتدائية والثانوية في الفنون والثقافة الاهلية.لاركذياقون الراحل، متزوج وله ثلاثة أبناء واربعة بنات،
في عام 1967 حصل على شهادة الدبلوم الممتاز من جمعية الكتاب المقدس في لبنان.
عام 1968 رسم شماساً انجيلياً بوضع يد مثلث الرحمات مار يوسف خنانيشو لخدمة كنيسة القديس مار قرداغ الشهيد.
وفي عام 1969 رسم كاهناً لنفس الكنيسة.
عام 1972 نقل بأمر قداسة البطريرك الشهيد مار ايشاي شمعون الى سان فرانسيسكو ككاهن وسكرتير لقداسته ورئيساً لتحرير مجلة “نور المشرق”.
وفي عام 1973 عاد بأمر قداسته الى رعيته في كنيسة مار قرداغ الشهيد ليتم تعينه محاضراً في المدرسة الكهنوتية.
في عامي 1976/1977 وبعد انتقال مثلث الرحمات مار يوسف خنانيشو الى الاخدار السماوية، انتخب عضواً للجنة الثلاثية القائمة باعمال كنيسة المشرق الاشورية في العراق. وفي سنة 1978 كان احد اعضاء المجمع السنهاديقي برئاسة مثلث الرحمات قداسة مار دنخا الرابع وغبطة المطران الراحل مار نرساي دي باز، وفي المجمع نفسه كرم بدرجة الخور أسقف من قبل المطران الراحل مار نرساي دي باز.
عين عضوا في المجلس الشرعي لكنيسة المشرق الاشورية في العراق.
وفي عام 1999 عين رئيساً لتحرير مجلة قيثارة الروح لغاية عام 2006
وللاركذياقون الراحل اعمال ومؤلفات لاهوتية وثقافية كثيرة، تصل الى اكثر من ستين مقالة ومؤلف.1- ترجام لمار افرام في اللغة الفصحى
2- ترجام لمار نرساي (كنارة الروح) في الفصحى .
3- ترجام لمار موشي الطوباوي في الفصحى .
4- ترجام في النفس الناطقة في الفصحى .
5- مقالة في تسميات المسيح .
6- مقالة بين عيدين الميلاد والدنح .
7- تفسير قداس كنيسة المشرق لإبراهيم أبن ليفي القطري .
8- الأسئلة الستة وأجوبتها .
9- شيء من تاريخ نشاءة كنيسة المشرق عربي و أنكليزي .
10- مقالة رئاسة التحرير .
11- في السجد على الصليب .
12- تفسير الخدم المساء والفجر “الصباح”.
13- مقالة تحليلية في ماهية سفر مزامير داود.
14- مقالة تحليلية في النفس الناطقة .
15- مقالة في مسكن الزمان .
16- مقالة في خلق العالم .
17- مقالة في كتاب الأيام الستة .
18- مقالة التحرير .
19- مقتطفات حكمية مع الأسئلة والأجوبة .
20- مقال تحليلي في الكلمة صار جسداً وحل فينا .
21- مقالة في دخول الرب المسيح الى اورشليم .
22- مقالة في فصح الرب المسيح.
23- مقالة في كتاب النحلة لسليمان البصري.
24- أجوبة أرسطاديس الفيلسوف في المسيحية .
25- مقالة في ترجمة عيد السعانيين.
26- ترجمة عيد الفصح سنة صلب رب المسيح.
27- مقالة عن كنيسة المشرق وكوخي .
28- مقالة افتتاحية .
29- مقالة أفتتاحية.
30- مقالة في سيرة الطوباوي مار يوسف خنانيشوع.
31- مقالة في يعقوب افراهاط.
32- سبب تأليف يوخنا لأنجيله .
33- مناظرة لاهوتية في الأيمان .
34- مقالة طويلة في سيرة الخوري بولس بيدارو.
35- مقالة عن العرب وموطنيهم قبل الأسلام .
36- مقالة عن مار توما الرسول ” لنذهب نحن أيضاً لكي نموت معهُ”؟!
37- مقالة حول الصوم الرباني الكبير .
38- بحث في اللغات السامية ، مخطوطة .
39- رد لاهوتي في أن المسيح هو أبن الله.
40- دراسة في خصائص الحيوانات .
41- مقالة عن مار باواي الكبير .
42- مقالة “أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والأبن والروح القدس .
43- ونفخ فيهِ وجعله ناطقاً .
44- مقالة التحرير بحث.
45- مدخل التحرير .
46- من كنز الحكمة لمار عوديشوع الطوباوي ” قصيدة مثيرة”
47- مدخل التحرير “مقال”
48- كلمة التحرير .
49- بحث في الأسكوليون .
50- مدخل في التحرير.
51- رد على اللذين يفحصون عن وجود الله يجدونه عن طريق خلائقهِ .
52- أفتتاحية التحرير .
53- رجال الجليل يقومون مع هذا الجيل في الدينونة .
54- التحرير “مقالة”
55- مقال في عيد الصليب .
56- بحث تحريري .
57- سيرة لمار أثاناسيوس بطريرك الأسكندرية .
58- مقالة مع ترنيمة غن البشارة .
59- وله قصائد عدة لم تطبع .
60- وأشرف بكل جهد على أكثر من 32 دورة صيفية
وكنسية مار قرداغ الشهيد تقع في منطة كمب الكيلاني احد مناطق العاصمة العراقية بغداد تقع في الشطر الشرقي من المدينة في جهة الرصافة حيث كانت هذة المنطقة غالبيتها من المسيحين حيث عرفت أيضا بأسم (كمب الأرمن) لكن مع الأسف كل منطقة من مناطقنا الجميلة تفقد سكانها الأصلين
واخيرا علينا ان لا نبكي على أصدقائنا انها رحمة ان نفقدهم بالموت ولا نفقدهم وهم أحياء
والله الذي منحنا الحياة فهو لا يمكن ان يسلبها بالموت ..فلا يمكن أن يكون الموت سلبا للحياة وانما هو انتقال بها لحياة اخرى بعد الموت ثم حياة اخرى بعد البعث ثم عروج السموات الى مالا نهاية …..الرب يرحمه وارجو واتمنى قد وفقت في كتابتي واعطيت المعلومات الصحيحة التي اخذتها عن هذة الشخصية العظيمة عاشت فدائية بكل ماتملك لكنيسته وشعبة وأسفة على كل كلمة قد اخطات بها والتوفيق من رب العالمين

 

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

 

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!