مقالات سياسية

العراق … بين نظامين !

الكاتب: ماجد عزيزة
العراق … بين نظامين !

ماجد عزيزة /

يقترب منا موعد ذكرى سقوط نظام صدام حسين نتيجة احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية ، ومع اقترابه لا نرى نحن العراقيين ما كانت الغالبية تحلم به من تغيير في نمط الحياة العامة وما يحيط بها من رفاهية وأمان وشبع ، ومع كل الأسف فإن ما حصلنا عليه من ذلك التغيير السخيف هو استبدال ( مجموعة الفاسدين الذين كانوا محيطين بصدام) ، بمجموعة أكبر من الفاسدين ( شفطوا ) أموال البلاد والعباد .. بل شفطوا العراق كله …( أنا هنا ليس في موقف مديح للنظام السابق فلي معه مواقف سلبية كبيرة وكثيرة )… لكني أتسائل :

ما هي حصيلة العراقيين بعد عشر سنوات من التغيير أي ( عقد من الزمان) ؟ ذهب نظام فيه الكثير من الفساد ، وجاء نظام كله فاسد بل أفرز طبقة سياسية فاسدة تلبي مصالحها الخاصة وتختلس المال العام بتزوير العقود والمقاولات وتبييض النقود خارج العراق .

ذهب نظام كان العراق فيه مستقلا وهو سيد نفسه ، وجاء نظام فقد فيه العراق استقلاليته بل ان الدولة العراقية باتت تديرها دول أخرى بنسبة كبيرة تصل في بعض الحالات إلى 100% ! ذهب نظام كان فيه الفرد العراقي يشعر بالكثير من الطمأنينة ويسهر حتى الصباح ، ويلبس ويأكل ويغني كما يريد ، وجاء نظام غابت فيه الطمأنينة والأمن والإستقرار ، وحددت حرية الفرد في العديد من الأمور الفردية . ذهب نظام ق*ت*ل مليون عراقي في حروب ومنازعات مجنونة لم يكن لها أي مبرر ، وجاء نظام ق*ت*ل فيه مليون عراقي عشوائيا ودون مبرر ايضا .

ذهب نظام بنيت فيه مؤسسات الدولة على نظم علمية رصينة ( رغم أن بعض رؤوسها كانت طائفية) ، وجاء نظام غابت فيه مؤسسات الدولة بل غابت الدولة اصلا وبقيت مؤسسات مبنية على اسس طائفية ووزارات كأنها مقاطعات للوزير والحزب الذي ينتمي اليه .

ذهب نظام كان رأسه مريض بجنون العظمة ، لكن الشخصية العراقية وقتها كانت محترمة ومهابة من دول الجوار والمنطقة والعالم ، وجاء نظام بزفة أمريكية مهدت لوجوده بحس طائفي فقد فيه العراق هيبته أمام دول العالم . ذهب نظام صدامي بعثي وجاء نظام طائفي حد التخمة ( يحاول نوري المالكي أن يجيره لصالح دكتاتوريته)  .

ذهب نظام كان سعر الدينار عام 1985 فيه يساوي ثلاث دولارات ، وجاء نظام أصبح سعر كل 1200 دينارا يساوي دولارا واحدا فقط ، ذهب نظام كان فيه العلم العراقي واحدا واليوم هناك ما يقارب 4 اعلام ترفرف داخل جمهورية العراق (المستقلة الموحدة ) وأضعافها ترفرف فوق خيم العشاير والدواوين والأحزاب والتكايا .

ذهب نظام كان العراق فيه متآخيا لا يفرق سكانه بين سني وشيعي ولا كردي وعربي ولا مسلم ومسيحي كلهم سواء ولم نسمع في يوم ان الايام ان هناك قتال طائفي ولا صراع مذهبي ولا تفرقة ، وجاء نظام أصبح فيه غالبية الناس ، لا حديث لهم إلا عن الطائفية وهذا سني وذاك شيعي وووو . ذهب نظام تمكن ( رغم تحفظنا على حروبه) من ايقاف أعتى جيش كانوا يقولون عنه انه ( الخامس على العالم من حيث القوة والتجهيز) ولم يستطع اجتياز الحدود العراقية ، واذا ما اجتازها  اعطى آلاف الق*ت*لى وسرعان ما يطرد منها ، وجاء نظام تمكن فيه ( 11) جنديا ايرانيا من احتلال ( الفكّة) !

ذهب نظام لم يكن أحد يستطيع التقرب من بوابة القصر الجمهوري أو المباني المهمة للدولة ، ولا يستطيع أحد أن يدخل لأية وزارة دون تفتيش دقيق و( قف) .. وجاء نظام تفجر فيه وزارة الداخلية ، وتقتحم وزارة العدل .

ذهب نظام تمنينا أن يذهب إلى غير رجعة ، لما اقترفه بحق المواطنين وأبناء الشعب من جرائم كبيرة وبشعة .. وجاء نظام كنا نأمل أن يكون أفضل من سابقه .. لكن المكرودة ( لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي)!! عموماً العراق بين نظامين لازال يعاني، واستمراره على هذا الواقع سوف يدفعه إلى مخاطر صنعها وأعدها النظام الجديد، الذي بدلاً من توحيد الوطن يسعى إلى تمزيقه..وأستغفر الله .
 
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!