الحوار الهاديء

الشجاعة والإصرار تحقق المستحيل

” إنَّ أسوأ المعتقدات المفيدة للذات, هو الخوف من الفشل ألخوف من الخسارة, أو عدم تحقيق الهدف, الذي وضعته لنفسك” برايان تريس  متحدث تحفيزي ومؤلف تطوير ذاتي أميركي.

وصل المواطن العراقي لخط البداية, فالخوف يعتري كثيرٌ من المواطنين, وعلى الأخص أولئك المشمولين, بالمشاركة في الانتخابات, وهم يمثلون أغلبية الشعب, والسبب فشل من انتخبوهم بأغلبية, في إدارة دفة الحكم.

ألمسير في طريق الحق, لم يمكن يوما سالكا على مدى التأريخ, وقد قال عز من قائل, في كتابه المجيد” ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق” سورة الإسراء آية 56, وقال سبحانه “بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق” الأنبياء 18, دلالة على أن الباطل, لا يمكن أن يدوم.

ما يجري في العراق, في هذه الدورة الانتخابية, صراع بين الفساد والفشل, مع برنامج تثبيت الدولة, التي لا يرغب بها كثيرٌ من الساسة؛ كون مشروع الدولة, يعني تطبيق القوانين, والمحافظة على الأموال العامة, ومحاسبة الفاسدين, وقد قال جَلَ شأنه”  لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون” الزخرف 78, فهل سينتخب المواطنون, القلية التي غُلبت على أمرها, ليشاركوا بقوة من أجل دحض الباطل, الذي يمثل الفساد والفشل, والتشبث بالمناصب وتوزيعها, بدلاً من التسليم والمكوث, في بدورهم بدلاً من الخروج, بثورة الانتخابات من أجل التغيير؟

يحاول بعض الساسة بطرق عدة, منها العمل على تأجيل موعد الانتخابات, ومنها إعلان المقاطعة إعلامياً, من أجل غش المواطن, وإيهامه أنهم بذلك, يعملون من أجل الإصلاح, وما أعمالهم هذه إلا لأجل كسب الوقت, لتنظيم أوراقهم بكيفية السيطرة, على الحكم والبقاء بقوة.

السيد عمار الحكيم, رئيس تحالف قوى الدولة الوطني, أشار بخطابه الذي ألقاه بمناسبة شهر محرم” لسنا عاجزين ولسنا بهذا الفقر, في الرجال والهمم وإرادة البناء,هناك الكثير من الرجال والنساء, المخلصين والأكفاء في أرض الرافدين, وما نعانيه هو غياب شجاعة المسؤولية, في تحمل القرار والمضي فيه.” ما يدلل أن العراق لن يعقم.

يجب أن تمتاز الدولة بالهيبة, ليحترم الشعب من يقود الدولة, وذلك الاحترام لا يمكن أن يكون, دون خدمات حقيقية, ومعرفة كل مسئول عمله, وإقصاء الفوضى التي يعيشها العراق, وَالعمل على سن القوانين, بدلا من سياسة الاجتهادات الحزبية والشخصية, فكم من حقوقٍ ضاعت وسط العمل الفوضوي.

كلماتٍ قليلة بكلماتها, تحمل دلالات كبيرة, قالها السيد عمار الحكيم, من ساحة الخلاني في شهر محرم, وهي:” ما نعانيه هو التردد, وعدم اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية” فهل يدع الشعب العراقي, التردد ويتحلى بالشجاعة, ليمارس حقه ضد الباطل؟

“خُلاصة القول يحتاج المرء منا, للمزيد من الشجاعة ليعيش, لا لكي ينتحر” ألبير كامو فيلسوف فرنسي, والا*نت*حا*ر هنا, ترك الفاسدين على هواهم, الذي لا يصب بمصلحة المواطن والوطن.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!