الحوار الهاديء

السيد الأسد : لماذا تقلصت نسبة الفوز  الى 95 وعُشر بالمائة !

نحن اليوم سوف لا نسخر من الانتخابات السورية ( كذاب كالعادة ) والتي جرت الاسبوع المنصرم ولكننا نبحث عن سبب تقليص نسبه الفوز من تسعة وتسعون وعُشر بالمائة الى خمسة وتسعون وعشر بالمائة ! اين ذهبت اربعة وتسعة بالمائة الاخرى !

في كل الانتخابات العربية يفوز الرئيس ( القديم ) بنسبة لا تقل عن مائة بالمائة ولكن لماذا لم يحصل السيد بشار الاسد هذه المرة على العلامةالكاملة ! نحن لا نتدخل في الشأن السوري ولكننا نتسائل عن النسبة المفقودة فقط ( ليش اربعة وتسعة اعشار قليلة في هذا اليوم الاسود ) ! وهذايعني إن هناك اربعة بالمائة من الشعب السوري لم يُصَوّت للرئيس بشار او ضاعت اوراق الإقتراع في الزحمه ! اتمنى ان يكون هذا الذي حصل وليس هناك مواطن سوري معارض ! وخاصة وبعد ان شاهدنا  بعض النماذج في طريقة الاقتراع والتي لا يضاهيها حتى الانتخابات الألمانية ! لا بل فاقت كل التوقعات وتجاوزت نزاهتها نزاهة الإنتخابات الفلندية ! هل رأيتم ضيافة وكرم يضاهي المراقب السوري ! لم يسمحوا للناخب بأن يتعب نفسه ويقترع على الاسم بل كان المراقب يقترع نيابة عنه وبعدها يسلم له الظرف كي يرميه في السلة للتذكار والصورة تكون اجمل ! فهل رأيتم دلع وخدمة سبعة نجوم للمرشح كما حصل للدلوع السوري ( يعني ليش طلبوا منه التلكفة والذهاب الى مركز الانتخاب ! لماذا لم يزور المراقب نفسه الناخب في داره ) والله فكرة !

في مسرحية للزعيم لعادل إمام يفوز  بالإنتخابات الرئاسية بنسبة تسعه وتسعون بالمائة وتسعة اعشار  المائة فيغضب الزعيم ويسأل مدير مخابراتها عن سبب فقدان الواحد بالعشرة بالمائة ! انا عاوز اعرف مين هو هذا النفر ! المخابرات تبدأ البحث عنه ! فكيف اذا كانت النسبةالمفقودة هي بحدود الخمسة بالمائة ! من حق اي مواطن سوري وخاصة الستة او السبعة ملايين  الذين هربوا الى خارج سوريا ان يتسائلوا عن تلك النسبة ! ومن حق المحكمة الدستورية تقديمهم للمحاكمة ( شنو بكيفهُم يُغيّرون النسبة المئوية ) !

نترك الجديات وندخل الى السخرية قليلا . كانت هناك شروط قاسية وشديدة وواضحة لأي مرشح . ومع هذا قدم اكثر من واحد وخمسون مواطن اسمائهم للترشيح ، وطبعاً الذي يُرشح نفسه لمثل هذه الإنتخابات سيكون مُتطلعاً على كل الشروط وإلا كيف سيصبح رئيساً وهو لايعي بشروط الإنتخاب !

تم بعد شهر من تقديم الطلبات الى غربلة تلك الاسماء وعدم السماح لأكثر من شخصين للترشح ( عبد الله سلوم ومحمود احمد مرعي ) والثالث كان السيد بشار الاسد . قائمة من واحد وخمسون مرشح لم توافق المحكمة غير على اثنان منهم فقط ( اعتقد الباقيين طلعوا معتوهين او تائهين مجانين ) ! والله إيران كانت افضل في هذاالشأن ! لقد وافقت على سبعه اسماء بدلاً من ثلاثة ! اما الحملة الإنتخابية للمرشحين !! والله عيب عليك  تفتح هذا الموضوع ! اعتذر .

طيب ! سوريا دخلت في حرب اهلية لأكثر من عشر سنوات ولازالت مسترة ! نصف الاراضي السورية تحت السيطرة الايرانية ! الربع الثالث  مُقسم تحت السيطرة التركية والاكراد والار*ها*بيين ! الربع الاخير تحت السيطرة الروسية والحكومة السورية ( گاعده عندهم بالإيجار ) . وهذا يعني سياسياً وجغرافياً انتهاء الدولة السورية ! هذا بالإضافة الى هروب وهجرة لأكثر من سبعه ملايين سوري الى الجغرافيه المحيطة والبعيدة ! ناهيك عن تحَوّل اغلب المُدن السورية الى اطلالات وهياكل شبحية فاقت خراب المدن الالمانية في الحرب العالمية الثانية ! الليرةالسورية تبخرت ولا تصلح حتى لمسح بلور السيارات ( السوريين يگولون بلور وليس زجاج ) ! الإقتصاد تقلص وانتهى في جيوب بعض الحيتان وباقي الشعب بدأ لا يُفرق بين الحجر والخبز ، بين الحار والبارد ، بين الجوع والشبع ، بين الغاز والماء ، بين الموت والعيش فكيف يحصل الرئيس على هذه النسبة ! انا هنا لستُ ضد بشار الاسد ( على الاقل يبقى اسمه اسد ) ولكن اتسائل فقط عن الشعب الذي اعطى لهذه النسبة ! راح انعوف بشار ونچلب بالشعب !

هل فعلاً هذا هو قرار الشعب الحقيقي ! هل فعلاً هذه هي ثقافة ذلك الشعب ( لو كانت انتخابات باب الحارة كان الفرق افضل ) ! اين هي نسبةالشعب المعارض ! اين دور المعارضة بعد عشر سنوات من الحرب ! ألا يوجد معارضة ( طُز  ) ! وإذا لم تكن هناك معارضة ولا شعب معارض إذا ماذاحصل ولماذا الحرب مستمرة ولا تتوقف ! اذا كان الوضع هكذا فلماذا لا يعود اللآجيء السوري الى دياره ! ألا يوجد شعب تحترمه الحكومة السورية كي تخرج له بهذه النسبة ( سَوّها ستين بالمية ، سبعين بالمية ، مو خمسة وتسعون وعشر ) ! أهم شيء في هذه الانتخابات هو هذا العُشر ( إي مو الشغلة كانت رياضيات فيجب ان يكون هناك كسر وعشر حتى تكون النظرية متطابقة ) الله لا يجبركم !

ألم تخجلوا من شعبكم ! لاء ، الشعب لاء ،  اعرف هو غير موجود ولا ترونه اصلاً ! ألم تخجلوا من انفسكم ! من العالم ! من الاعداء ! من المعارضة كي تخرجوا عليها بهذه النسبة ! هل سيفرح ويقر شعبكم بهذه النسبة ! اعتقد الشعب السوري سيُفاجأ العالم ويقر بها ! يمكن هذه هي ثقافته ! والله فكرة ! وأعتقد فكرة صحيحة !

قالها علي الوردي ، رؤساء مجانين لشعوب جبانة ! وانا اقول لشعوب  متخلفة ! هذا الكلام كان في زمن صدام والعراق وليس لسوريا اليوم ! كل شعوب المنطقة يحكمها رؤساء قدراتهم خارقة وربانية والشعب ليس عليه غير السجود . في ايران سيفوز الشهر القادم مرشح أية الله الخامنئي ( اي هذا على الاقل آية الله مو مثل بشار ) ! اذا ترك العراق لحاله وجرت إنتخابات سيفوز بها التيار الاكثر ار*ها*بي ودموي ! في السعودية ! الله يستر ، خليها مستورة سترك الباري ! في البحرين ! شنو راح إتچلب مو گنا خليها مستورة !

السؤال الجدي الوحيد لهذا اليوم هو : أين يُكمن الخلل ! في الشعب أم الرئيس !

انا واثق ومتأكد ولا يجاريني او يجادلني احد على يقيني والذي هو إن العلة في الشعب وليس الرئيس ( سيد بشار طلعت بريء في النهاية ) !

الشعب هو المتخلف والمتأخر والمتعصب والمتدَيّن والخطر على نفسه والرئيس يعلم بذلك لهذا لا يسمح له بالتصويت ! يقوده كالقطيع الى صناديق الاقتراع ويرمي صوته في سلة المهملات التي بجانب الصندوق والناخب  يرى ذلك ولكنه يعتبرها ارادة ربانية ، وبالتالي وبما إن القائد يحمل جواز سفر إلهي اذاً هو يعلم اكثر مني ومنك ! وهذا هو سر سعادة تلك الشعوب !

عندما تجري انتخابات على مستوى الحزب الواحد في اي مكان عربي يفوز الاكثر دموي ودكتاور وقاتل ! اذا حصلت إنتخابات بين عدد من رجال المال والاقتصاد يفوز الاكثر فساداً وسرقتاً ونهباً ! اذا جرى تصويت في اي مسجد او جامع او كنيسة او دير يفوز مباشرة الاقل اخلاقاً وإيماناً ! اي والله ! اذا جرت انتخابات في اي لجنة اولمبية او رياضية يفوز الاكثر كذباً ومراوغاً وتلاعباً وسمساراً ! اذا جرت إنتخابات في اي تجمع نسائي تفوز دوماً ……………… عيب عليك كافي ! حتى عندما كانت تجري انتخابات مدرسية لأختيار رئيس الاتحاد الطلبي اوهكذا شيء كان يفوز الاكثر استهتاراً ومراهقاً وتافهاً ! هذا هو حال تلك الدول فأين يكمن السبب والعلة والمصيبة ، في الشعب أم المرشح !

يجب ان نكون متيقنين تماماً بأن البلوة والعلة تقع على عاتق الشعب وليس الرئيس او الفائز ! الشعب هو المتخلف وليس القائد !

هذا كان جوهر سخريتنا لهذا اليوم وليس الرئيس المنتخب بشار الاسد !

قبل الحرب السورية جرت إنتخابات وفاز بشار  بنسبة ستة وتسعون بالمائة ! بدأت الحرب الاهلية وبعد اربعة سنوات من الق*ت*ل والدمار جرت الإنتخابات مرة ثانية وفاز بها بشار بنسبة خمسه وتسعون وثلاثة أرباع ! وبعد أن دخلت الحرب عامها الثامن جرت مرة ثالثة إنتخابات وفاز بها الاسد بنسبة سته وتسعون وثمانية أعشار ! وفي الإنتخابات الاخيرة وبعد أن تَدمرت كل المُدن السورية وقُتِل وهلك وضاع أكثر من مليون مواطن وهاجر وتَشرّدَ قرابة  الثمانية مليون سوري   وإنقسمت سوريا الى أجزاء تم إحتلالها من قبل إيران وروسيا وتركيا والاكراد والتحالف ومع هذا يفوز السيد بشار بنسبة خمسة وتسعون وعُشر بالمائة فَمَن الذي يحارب إذاً ! ولماذا الثورة ! ولماذا هذا الدمار والق*ت*ل والتهجير ! مَن الذي ينتخب نفس الرئيس لنفس الفترات ولنفس الدمار وبنفس النسبة ! هل توجد إنتخابات حقيقة فعلاً  ! كل أبواق النظام السوري يأكدون ذلك ( وهذولة لا يكذبون ) إذاً المشكلة ليس في الرئيس بل في الشعب السوري المتخلف ! مو كلت المشكلة في الشعوب وليس في القائد ! طلعت النتيجة الصحيحة !

ملاحظة مهمة : قلتها سابقاً وأكررها اليوم مشكلة العالم الإسلامي إنحصرت بين الدكتاتور والإسلامي المتشدد والشعوب تُفضل الدكتاتور على الاخواني !!! فكرة !! بَس البلوة في إن هذا المتشدد من نفس الشعب ! يعني إنتاج محلي ! إذاً يجب تغير الشعب بأكلمه وليس الرئيس ! والله فكرة !

مبروك لك سيد بشار هذا الفوز الساحق وتستحقه ومبروك للشعوب العربية ثقافتها  الإنتاجية !!

 

لا يمكن للشعوب المتخلفة التقدم دون البدأ من نقطة الصفر !

نيسان سمو 30/05/2021

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!