السليمانية متحمسة لانتخابات كوردستان.. “اقتراع مختلف بوسائل جديدة”

شفق نيوز/ رحب مواطنون في السليمانية بتحديد موعد انتخابات برلمان إقليم كوردستان في 20 من شهر تشرين الأول المقبل، مؤكدين أن الانتخابات هي السبيل الأمثل لتعزيز الديمقراطية وتجاوز هذه المرحلة الحرجة داخلياً وفي المنطقة بشكل عام.

وفي هذا الصدد، قال مراقب المشهد السياسي، فخر عز الدين، في حديث لمراسل وكالة شفق نيوز، إن تأجيل الانتخابات عدة مرات أثر بشكل مباشر على وضع الإقليم داخلياً وخارجياً، مشيراً إلى أن العلاقات بين الأحزاب والقوى الكردية تدهورت وبدأت التأثيرات من خارج الإقليم تظهر في أغلب قراراته بدءاً من قرارات المحكمة الاتحادية العراقية وصولاً إلى موقف الدول الإقليمية والكبرى تجاه القضية.

وأضاف أن إجراء الانتخابات في الموعد الذي حدده رئيس الإقليم سيجنب الإقليم الكثير من الضغوط من بغداد وحتى دول الجوار، لافتا إلى أن تأثيراتها الداخلية ستكون أكثر إيجابية على الوضع الحالي في إقليم كوردستان.

بدوره، يرى هوري كرزان (المراقب السياسي في السليمانية) في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن إجراء الانتخابات خلال هذه الفترة سيكون له انعكاسات إيجابية على أوضاع المواطنين، لا سيما وأن الإقليم يدخل في مفاوضات عميقة مع بغداد من أجل ضمان حقوق مواطني الإقليم من الموازنة والرواتب، وفي حال تشكيل حكومة جديدة في الإقليم، يجب أن تحصل على دعم من حكومة بغداد، وهذا الدعم قد يسهل حل العديد من الملفات المالية العالقة.

وأشار إلى أن هذه الانتخابات ستكون مختلفة عن الجولات السابقة لأسباب عديدة، أهمها أنها ستجري من قبل المفوضية المستقلة للانتخابات في العراق وستخضع لمراقبة دولية، وقد تم تعديل قانونها من دائرة واحدة إلى دوائر متعددة، وكل هذه الأمور الجديدة ستجعل هذه الانتخابات مهمة للجميع.

في هذه الأثناء، أكد المتحدث باسم جماعة “العدالة الإسلامية” محمد الحكيم في تصريح لوكالة شفق نيوز، أن الجماعة كانت ولا تزال تؤكد على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، ومستعدة للمشاركة في الانتخابات في أي موعد يحدد.

أعلن المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني سعدي أحمد بيرة خلال مؤتمر صحفي حضرته وكالة شفق نيوز، ترحيب الحزب بتحديد موعد جديد لانتخابات برلمان إقليم كوردستان، مؤكداً استعدادهم للمشاركة فيها.

وأشار إلى أن “الاتحاد الوطني الكردستاني لم يكن مع تأجيل الانتخابات من البداية، والآن وقد تم تحديد 20 تشرين الأول المقبل لإجراء الانتخابات، فإننا نرحب بذلك ومستعدون لهذه العملية”.

في غضون ذلك، أعرب الزعيم الكردي مسعود بارزاني عن شكره لرئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني لتحديد موعد جديد لإجراء انتخابات الإقليم.

وقال بارزاني في تغريدة على حسابه في موقع “اكس” (تويتر سابقا)، تابعتها وكالة شفق نيوز، “بمناسبة تحديد موعد الجولة السادسة من الانتخابات البرلمانية لإقليم كوردستان، أتقدم بالتهنئة شكرا لرئاسة الإقليم ودعم إجراء انتخابات نزيهة خالية من التدخلات”.

ثمنت الخارجية الأميركية دور رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في جعل أحزاب الإقليم تتفق على إجراء انتخابات الإقليم.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان مقتضب تلقته وكالة شفق نيوز، “نثمن دور رئيس الإقليم في جمع الأطراف على الاتفاق بشأن الانتخابات”.

وأعلنت رئاسة إقليم كردستان العراق، الأربعاء الماضي، أن 20 تشرين الأول/أكتوبر المقبل سيكون موعداً لإجراء انتخابات برلمان الإقليم، بعد عدة تأجيلات بسبب خلافات سياسية، كان آخرها إعلان الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم مقاطعتها. العملية الانتخابية التي كان من المقرر إجراؤها في شهر يونيو الجاري.

ويعد هذا المرسوم الخامس على التوالي بعد فشل الأحزاب السياسية في الإقليم في المضي قدما في الانتخابات التشريعية طوال الفترة السابقة.

يتمتع إقليم كردستان العراق بصلاحيات إدارية واسعة بعيداً عن بغداد، منذ الغزو الأمريكي للبلاد وإقرار الدستور الذي منح المحافظات الكردية الثلاث في أقصى شمال البلاد (دهوك والسليمانية وأربيل) وضعية إقليم كردستان العراق. منطقة ذات صلاحيات أمنية وإدارية واسعة.

ورحبت رئاسة مجلس الوزراء في الإقليم بتحديد موعد جديد لإجراء الانتخابات النيابية التي طال انتظارها.

من جانبه، أكد رئيس الفريق الصحفي في مفوضية الانتخابات عماد جميل في تصريحات صحفية تابعتها وكالة شفق نيوز، أن “الموعد الذي حدده رئيس إقليم كوردستان لإجراء الانتخابات مناسب جداً”، مشيراً إلى أن “هذا التاريخ هو ضمن الفترة التي تستطيع اللجنة خلالها استكمال ما تبقى من أعمالها.” مثل تقديم التحالفات والأحزاب وقوائم المرشحين”.

وأضاف أن المفوضية أنهت استعداداتها المسبقة للانتخابات، من تحديث سجل الناخبين وتسجيلهم وطباعة البطاقات وتوزيعها، وبالتالي بعد انتهاء مرحلة تقديم التحالفات ستبدأ المفوضية مرحلة استلام قوائم المرشحين سواء من التحالفات أو الأحزاب أو المرشحين الأفراد.

وأضاف أن الهيئة ستبدأ أيضاً “بعقودها المالية للشركات العاملة في مجال البرمجيات أو عملها في طباعة ورقة الاقتراع وبقية المستلزمات اللوجستية التي نحتاجها في الانتخابات، كما ستجري الهيئة قرعة مكملة للقرعة السابقة التي أجرتها في وقت سابق”.

أما طلبات الترشيح فتستقبل بعد أن يصدر مجلس المفوضين قراراً يحدد الفترة، «وأعتقد أن هذه الفترة ستكون مباشرة بعد فترة تقديم التحالفات».

وكان من المقرر إجراء انتخابات برلمان كردستان في 10 حزيران/يونيو، إلا أنها تأجلت بعد انسحاب الحزب الديمقراطي الكردستاني من الانتخابات.

وفي فبراير/شباط، أصدرت المحكمة الاتحادية العليا قراراً يحدد عدد أعضاء البرلمان الإقليمي بـ 100 بدلاً من 111، مما يلغي فعلياً الحصة المخصصة للأقليات التركمانية والمسيحية.

ولاقى هذا القرار استياءً من جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني صاحب النفوذ الأكبر في المنطقة.

وردا على ذلك، أعلن الحزب مقاطعة الانتخابات ولم يسجل أيا من مرشحيه، مما أدى إلى أزمة سياسية جديدة في بلد تخوض فيه الكتل السياسية مفاوضات طويلة ومعقدة للوصول إلى اتفاق بشأن أي قرار مهم.

وبعدها أعادت السلطات القضائية خمسة مقاعد مخصصة للأقليات من أصل 100 مقعد، وقرر حينها الحزب الديمقراطي الكردستاني سحب مقاطعته والمشاركة في الانتخابات.