مقالات عن مانكيش

من بلدتي منكيش : الأب البروفيسور شليمون أيشو صارا

Francis

الكاتب: Francis Kalo Khosho

 

من بلدتي منكيش : الأب البروفيسور شليمون أيشو صارا

 

بقلم : فرنسيس كلو خوشو

أعداد الموضوع وطبعه بالعربية الكاتب وردا أسحاق عيسى مع أضافاته الجديدة التي تناسب مقام الراحل صارا ككاهن ودكتور ومؤلف ومترجم وأستاذ ومبدع .

يقول الكاتب فرنسيس : في هذه السلسلة من بلدتي منكيش ، أوِد أن أعرفكم لبعض الشخصيات الأستثنائية من بلدتنا . يجب أولاً أن ننظر الى مستوياتهم العلمية والعملية وأنجازاتهم وأبداعاتهم لكي نقف أمامهم بأحترام ، ومن ثم نوثق ما لديهم لنا وللأجيال لكونهم مفخرةً لنا ولبلدتنا .

 

 Father Dr Solomon

الأب د. شليمون أيشو صارا

 

 

كان الأب شليمون صارا أستاذاً في اللغات واللسانيات في جامعة جورج تاون Georgetown university واشنطن العاصمة الأمريكية .

وكان خبيراً في العلوم التالية : الأصوات ،الأصوات اللفظي ، الأصوات الكلاسيكية العربية ،الخليل وسيبويه ، أبن سينا ، والكلاسيكية العبرية ،

Hayyuj ولغويات الميدان ، وحاسوب لغة البرمجة ، واللسانيات العامة . ولد شليمون صارا في منكيش في أول من أيار عام 1930. والداه أيشو صارا . والدته أشو كلو صارا

( أنتقلت الى رحمة الله وكان عمر شليمون عشر سنوات ، فذاق طعم اليتم منذ نعومة أظافره ) .

تخرج من مدرسة الأبتدائية في منكيش وكان من المتفوقين ، سافر الى بغداد ليعيش في بيت عمه

( كان عمه دنو طباخاً في كلية بغداد وكان السبب في قبول شليمون في تلك الكلية . وشليمون هو أبن اخ  لوقا القصاب ) .

كانت كلية بغداد مدرسة ثانوية نموذجية للأولاد فقط والذين تتراوح أعمارهم ما بين 11-18 سنة . كانت مدرسة أهلية كاثوليكية أسسها وادارها الآباء اليسوعين الأمريكان من مدينة بوسطن في عام 1932 وسرعان ما أنتشرت شهرتها في العراق فأنتمى اليها أبناء الأغنياء والمشاهير .

 

شليمون صارا سنة 1950

 

 

أنا فرنسيس ، كان لي الشرف لأني كنت أحد طلاب تلك الكلية في أوائل الستينات حيث كانت تجربة عظيمة في حياتي الدراسية وعلى أساسها بنيت ثقافتي ومستقبلي من الطلاب المنكيشيين الذين درسوا في كلية بغداد : عميد ساوة عيسى كان ساوة من البارزين في ميدان الرياضة في الكلية

 ميخائيل أيشو موكا ، مرقس أسحاق ، د. جورج أيشو سوسو ، هرمز ميخو مرخو ، د. شمعون دنخا قلو ، د. كوركيس ميخو قلو ، حنا شمعون موكا ،

مرقس جبو قلو ، فريد شمعون داود ، خالد سورو قلو ، د. أوميد بطرس مرخو . لذا كان حضور بلدتي منكيش متميزاً في الكلية بالتأكيد .

الأب صارا هو أول منكيشي وصل الى الولايات المتحدة الأمريكية في شهر أيلول عام 1950 الى شادوبروك في ليونكس ، ماساشوستس ، بعد أن قرر الأنضمام الى جماعة اليسوعين لكي يصبح كاهناً يسوعياً .

 

شادوبروك ، لينوكس ، ماساشوسي

 

الآباء اليسوعيين هم أعضاء في جمعية يسوع ، وهي جماعة دينية دولية ، أسسها القديس أغناطيوس لويولا في القرن السادس عشر . تولى الأب صارا الدورات التحضيرية للكهنوت في معهد لتدريس المبتدئين ، والدورة مدتها سنتان وتكون مكرسة لأستعراض الدراسات الكلاسيكية والفلسفية . ركز الأب صارا على دراسة الفلسفة في كلية ويستون مقاطعة نيو أنجلاند لجمعية يسوع ،

وتخرج في عام 1957 ، ثم عاد الى العراق ليُدَرِس في كلية بغداد لمدة ثلاث سنوات ، ثم عاد الى كلية ويستون لدراسة اللاهوت . بعدها بدأ بدراسة الدكتوراه في اللغويات في جامعة جورج تاون في واشنطن العاصمة . حصل على شهادة الدكتوراه في عام 1968 وكُلِفَ لتعليم اللغة في جامعة جورج تاون ، فبدأ يُدَرِس طلاب البكالوريوس والدراسات العليا كما كان مشرفاً على طلاب رسائل الدكتوراه وعمل فترة رئيساً للقسم

 

الأب صارا عام 1957 في كلية بغداد

 

كان لي شرف اللقاء مع الأب صارا في مناسبات عدة خلال فترة وجوده في واشنطن العاصمة ، ألتمست من تلك اللقاءات بان الأب صارا كان يتحلى بروح عالية ، هادىء الطبع وكان منبر العقل ومحباً للعلم ، كان يغمر الفرح قلبه عندما يلتقي بأحد أبناء قريته ، كان طيب الذكر مثل تاجر حكيم جمع كنز من العلوم والمعرفة ، فقد عكف على القراءةِ والتعليم والتأليف والترجمة ، أضافة الى الكنوز الروحية من العفة والصلاة وخدمة المذبح . كانت سيرته تتميّز بالطهر والتواضع ، كما كان نموذجاً حياً يقتدى به بسيرته الطاهرة . كان لقائي الأول مع الأب صارا في أواخر عام 1986 عندما كنت أبحث في مكتبة الكونغرس

( Library of Congress)

الكتب الموجودة أو المتاحة هناك لغرض الحصول منها ما هو مفيد لتجميع كتابي الذي هو بعنوان  النهرين التوأمين : الآشوريين ، و الكلدان ، والسريان ، الماضي والحاضر

Twin Rivers Bibliography: Assyrian, Chaldean and Syrian Past and Present

هذا الكتاب هو شبه موسوعة صدر في سنة 1987 ويتكون من ستة عشر فصلاً تضم معظم أسماء الكتب التي صدرت عن تاريخ بلاد ما بين النهرين كما يحتوي على ملحقين لسندات الكتب السريانية في مكتبة الكونغرس في واشنطن العاصمة الأمريكية لغاية سنة 1987 ، ونتيجة هذا اللقاء أنتهى الأب صارا عن كتابة مقدمة لكتابي ( الصورة أدناه ) وكان ذلك شرفاً كبيرا لي وسأبقى ممتناً ومفتخراً بتلك الكلمات التي هي لمسة من كتاباته الرائعة في كتابي .

مقدمة كتاب ” النهرين التوأمين ” للأب صارا 

في رحلتي الثانية الى واشنطن فور لقائي بالأب صارا شعرت بالأمان وبحرارة اللقاء ، لم يضجر من كثرة الأسئلة التي طرحتها له ، بل كان صدره واسعاً ينتظر مني المزيد من الأسئلة ، وكان حقاً كنز من المعرفة في الأيمان ، والفلسفة ، وعن الأوساط الأكاديمية وخصوصاً دروس الحياة ، وفي علم اللغات . في تلك الرحلة ذهبت اليه محملاً بالهدايا . أحضرت له الرمان من حديقة بيتي في ولاية كاليفورنيا ، والذي بدأ بسببها حوار مطول بيننا عن الأيام الخوالي في منكيش . ونحن نتذكر كم كنا سعيدين بأختيار الرمان المناسب من الشجرة ، وكيف كنا نفتحها يدوياً ونتناولها بطريقة بعيدة عن أصول الأتكتيت الحديث . وهذا الموضوع دفعنا الى مواضيع عديدة ناقشنا خلالها ذكريات كثيرة وجميلة عن طبيعة حياتنا في منكيش والتي تربطنا مع بعضنا بأواصر قوية مشتركة تبرز في مثل تلك اللقاءات خلال تلك الزيارة أخذني الأب صارا في جولة داخل الحرم الجامعي لجامعة جورج تاون ، بما في ذلك قسم اللغات واللغويات

Department of languages and linguistics

حيث يعمل ويُقيم في الحرم الجامعي . وكانت وحدته السكنية بسيطة جداً ومريحة . لا تحتوي على جهاز التلفاز أو غيره من الأجهزة الحديثة . بل كانت جدرانها الأربعة مغطاة بالرفوف المليئة بالكتب . وكل شىء حوله كان بسيطاً يتسم بالتجرد ، كراهب في صومعته ، وهذا التجرد جعله مصوناً من كل ميل سافل ، فقمع أهواءه وكبح حواسه ونظّمَ سيرته نحو خالقه أتذكر سألته مازحاً فقلت له ، يا ابتاه أأنت تعيش مع الكتب ؟ فعبّرَ قائلاً أنا أحب الكتب . فتذكرت مقولة الكاتب الكندي  روبن شارما Robin Sharma

الذي يقول  عامة الناس لديهم تلفزيونات كبيرة ، لكن العظام لديهم مكتبات كبيرة  والأب صارا هو واحداً من هؤلاء العظام . طرحت له هذا السؤال : كيف التحقت مع الآباء اليسوعيين؟ أجابني ، أنه في أواخر الأربعينات من القرن الماضي ونتيجة أحتكاكه مع الآباء اليسوعيين عندما كان طالباً في كلية بغداد ، شعر بدعوة الله له الى الكهنوت . اجل الله هو الذي يختار تلاميذه كما أختار الرسل الطهار ، فالله هو الذي أصطفاه وأختاره منذ صباه كما أختار صموئيل النبي وأختصه لخدمته . سمع صارا صوت الدعوة ولبى الطلب كأبراهيم الذي سمع صوت الرب في قلبه فترك عشيرته ومدينته العظيمة أور ليرحل بعيداً . هكذا سمع الأب صارا صوت الرب الذي يدعوه الى الكهنوت فأندفع بدون تردد لتلبية النداء السماوي فترك أهله وقريته وبلده ، بلاد أبيه أبراهيم ليرحل بعيداً عن أهيال الجسد وأنحراف الأهواء تاركاً كل شىء في الخلف لكي يتفرغ لأتباع صوت الله في قلبه سألته ، ما هو الفرق بين الكاهن عند اليسوعيين وبين كاهن في الكنيسة الكلدانية ؟ أجاب قائلاً : كهنة اليسوعيين يختلفون عن بقية الكهنة في الكنائس الخرى لأنهم يعيشون في مجتمعٍ متماسك

Tight – knit community

ولهم نذور خاصة بهم وعليهم أتباعها ، وتابع قائلاً ، ليس للآباء اليسوعيين أبرشيات لأدارتها ، بل هم العلم والتعليم ولفهم الأيمان الكاثوليكي ، وبدورهم يسعون لأيصال العلم والأيمان الى الآخرين . سألته أيضاً عن أعماله اليومية ، فأوضح لي أن اليسوعيين أشخاص عاديين لديهم دعوة خاصة في التدريس ، ومساعدة الطلاب وأعداد المحاضرات والألتزام بالدوام الرسمي ، وأضاف قائلاً أنه شخصياً يصلي كل يوم ، ويقوم بخدمة القداس الألهي وتناول وجبات الطعام مع أخوته الكهنة . أتذكر بوضوح خلال جولتنا معاً ، مررني بمقبرة لآباء اليسوعيين وقال لي هنا سأرقد . أشعر بالحزن لمجرد التفكير بتلك الكلمات ، لكنني أنا أثق بأن الأب صارا يستريح الآن بسلام بين زملائه وأخوته الراقدين على رجاء القيامة

الأب شليمون صارا سنة 1959

 

منذ تلك الرحلة ، زار بعض أعضاء عائلتي الأب صارا للأستشارة وتقوية العزم وخاصة أبنتي ( شانن ) عندما كانت في واشنطن في دورة تدريبية ، زارت الأب صارا في مقره فأخذها بجولةٍ في الحرم الجامعي لجورج تاون في محاولة منه لجعلها تشعر بالراحة وتعبيراً عن ترحيبه ومحبته . تقول ، انه أخذني الى محل لبيع الهدايا في الجامعة فسألها لأختيار أي شىء تريده لكي يبقى عندها لذكرى الزيارة . وقالت أنها لا تزال لديها هدية تذكارية من تلك الجامعة في مكتبتها . كذلك زاره أبني ( أندرو ) في وقت لاحق ورحب به هو الآخر وخرج معه وهذا تعبير صادق عن محبته وتقديره لأنه ككاهن مسن ليس هناك ما يدفعه الى الخروج ، لكن كان يحب أن يلتقي بمن يعرفه ويخدمه ويقدم له واجب الضيافة وخاصة من أبناء قريته الغرباء في مدينة واشنطن العظيمة يُعتبر الأب صارا أحد كبار اللغويين في وقتنا الحاضر . وكان معروفاً على نطاق واسع ، لدراسته الدقيقة للغة العربية وخدمته لها بمؤلفاته . وكان مؤثراً في تحليل نحو اللغة العربية للغوي المعروف ( سيبويه ) . ونشر كتاباً عن سيبويه : اللغة العربية وقواعدها : ( سيبويه ( الميل ) : نص ، الترجمة ، والملاحظات وتحليل  في عام 2008

“Sibawayh on Limalab (Inclination): Text, Translation, Notes and Analysis” in 2008

وفي نفس الموضوع كذلك ساهم بعدة مقالات في مجلة اللغة العربية التقليدية ، المجلة الدولية اللأكترونية

( JALT )

كما ساهم الأب صارا في دليل أكسفورد للغة العربية ” اللغويات ” ، الذي حرره جوناثان أوينز بعنوان :

العربية الكلاسيكية ليكسيكو جرافيكالي ” ترتيب أبجدي ، المعجمية ” التقليد “

The Classical Arabic Lexicographical Tradition

ونشر كتاب آخر بعنوان : ( معجم علم الأصوات ، تلفظي ، الصوتية ، السمعية الأنكليزية والعربية )

عام 1999 A Dictionary of Phonetics, Articulatory, Acoustic, Auditory English- Arabic

كذلك نشر كتاب بعنوان : ( أبن سينا : مقال في الصوتيات العربية ) في عام 2009 “Ibn Sina: A Treatise on Arabic Phonetics”

كما نشر قاموس آخر على أمبيرا Embera وهي لغة الهنود الحمر في أميركا الوسطى التي تحكي في بنما وكولومبيا والأكوادور بعنوان ( قاموس ثلاثي من أمبيرا الأسبانية – الأنكليزية )

عام 2001 “A Tri-Lingual Dictionary of Embera-Spanish-English.” كما أنه قام بتجميع قواميس اللغات الأفريقية . أنتدب أيضاً من قبل الجيش الأمريكي لأنتاج عدة مجلدات تعليمية لدورات في اللغة العربية الفصحى الحديثة وفي اللهجة العراقية لمعهد اللغة ( DLI ) في مونتيري بولاية كاليفورنيا أعد الأب صارا أطروحته الدكتوراه وكان واحداً من أول العلماء لدراسة قواعد اللغة من لغته الأم ” الكلدانية ” وكان عنوان أطروحته ( وصف الكلدانية الحديثة : نهج الهيكلي الوظيفي ) سنة 1969 . وعن الموضوع ذاته ، نشر أول كتاب أعده بعنوان

( وصف الكلدانية الحديثة ) سنة 1974 “A Description of Modern Chaldean قَدَمَ هذا العمَل أول وصف للغة الكلدانية الحديثة من وجهة نظر الوظيفة والهيكل . وفي مقدمة كتابه يعتبر مكان الكلدان الحديث مع اللغات السامية في المجموعات الثلاث الرئيسية وفقاً للتوزيع الجغرافي للناطقين بها

1- اللغات السامية شمال شرق بلاد ما بين النهرين  العراق

أ-الأكادية القديمة

ب- البابلية

ج-الآشورية

ومن هذه الثلاثة جاءت الآرامية الشرقية : اللهجات الحديثة التالية

أورمية Urmiah

تورعبدين Turabdin

الكلدانية الحديثة Mangeshi

2- اللغات السامية شمال الغرب ( في سوريا وفلسطين )

3- اللغات السامية في جزيرة العرب وأثيوبيا

يدل كتابه على أن اللهجة التي كانت موضوع التحليل هي اللهجة المنكيشية ، ووصف أن جميع المتحدثين بها هم من سكان البلدة وجميعهم هم مسيحيين ، ويصف بأنه كان هو ، المخبِر الخاص Infomant ، لكون لهجة منكيش الكلدانية الحديثة لغة طفولته ، اللغة الأولى التي تعلمها ، يقول أنه تحدث بها لعشرين سنة بدون أنقطاع

 كتاب البروفيسور صارا 1974 وصف فيه الكلدانية الحديث.

 

كان الأب شليمون أيشو صارا حقاً شخصية رائعة وعالماً رائعاً ، كما كان يمتلك روح المجاملة ، ولطيف الطبع ، كريماً ومحباً للمساعدة

في 8 أب – أغسطس 2016 بارح الحياة الزمنية الأب شليمون أيشو صارا الى الحياة التي لا تبلى في ديار العليين بعد أن تقدم في عمر الشيخوخة  عن عمرٍ ناهز 86 سنة وفي مركز صحة كامبيون The compion health center في ويستون Weston, Mass

وهذا المركز يقدم الخدمة لكبار السن المتقاعدين والعاجزين من أعضاء جمعية يسوع Society of Jesus أما رسالة المركز فهي

العثور على الله في كل شىء وجميع الأشياء في الله أخيراً أقول : كل من رأى هذا الرجل تأثر في شخصه وسيرته وعلمه . أنتقاله الى عالم البقاء كان خسارة كبيرة ، وحزن عميق يبقى في قلوبنا ، كما خسره عالم اللغويات ، وآباء اليسوعيين لأنه خدمهم بتفاني وأنتج لهم الكثير من المجلدات . كما كان أنتقاله الى العالم الآخر خسارة كبيرة لمجتمعنا وخاصة لأبناء قريتنا العزيزة منكيش . وما يسعني الآن إلا أن أقول له أرقد في سلام المسيح يا أبونا شليمون صارا

واليكم النسخة الأنكليزية على الرابط أدناه

From My Home Town Mangeshi: Dr. Solomon Eshoo Sara, S.J

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!