مكافحة التطرف العنيف والخطاب الار*ها*بي
رعد هاشم علي – في إطار النشاطات العلمية والتوعوية التي ينظمها المركز الوطني لعلاج وبحوث السكري في الجامعة المستنصرية، أقيمت صباح يوم الثلاثاء الموافق 1/7/2025 ندوة علمية تثقيفية موسعة بعنوان “مكافحة التطرف العنيف والخطاب الار*ها*بي”، قدمها التدريسيون م.د. رافع قدري متعب وم.د. ثائر راضي بدر وم.د. محمد صباح عواد، بحضور عدد من الأساتذة والتدريسيين والمنتسبين.
افتُتحت الندوة بكلمة ترحيبية تضمنت التأكيد على أهمية تسليط الضوء على هذه الظواهر الخطيرة التي تهدد أمن واستقرار المجتمعات، حتى في البيئات الأكاديمية والطبية، كونها جزءًا لا يتجزأ من المجتمع الذي يتأثر بشكل مباشر أو غير مباشر بمثل هذه الأفكار الهدامة.
استعرض المحاضرون في بداية الندوة المفهوم العلمي للتطرف العنيف، موضحين أن التطرف لا يقتصر فقط على الجانب الفكري بل قد يتحول إلى سلوك عدواني يستهدف الفرد والمجتمع، حيث يتمثل التطرف العنيف في رفض الآخر ورفض التعايش السلمي، والسعي إلى فرض الأفكار بالقوة أو التهديد أو الإكراه. وتطرقوا إلى أن هذا النوع من التطرف لا يظهر فجأة، بل هو نتاج تراكمي لعوامل عديدة، منها الفقر، والبطالة، والتمييز الاجتماعي، والجهل، وانتشار الأمية الفكرية والثقافية، فضلاً عن التأثير السلبي لبعض الخطابات المتطرفة المنتشرة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
ركزت الندوة أيضاً على الآثار الخطيرة التي يخلّفها التطرف العنيف والخطاب الار*ها*بي على المجتمعات، والتي لا تقتصر على الجانب الأمني فحسب، بل تشمل الأضرار النفسية والاجتماعية والاقتصادية. حيث يؤدي انتشار هذه الظواهر إلى تهديد السلم المجتمعي، وزعزعة الاستقرار، وتمزيق النسيج الاجتماعي، بالإضافة إلى التأثير السلبي على الصحة النفسية.
وخلال الندوة، ناقش الأساتذة أهمية التصدي لهذه الظواهر عبر تبني استراتيجيات فعالة ترتكز على تعزيز دور المؤسسات التعليمية في غرس قيم التسامح والحوار ونبذ العن*ف. كما أكدوا على ضرورة أن تضطلع وسائل الإعلام بدورها المهني والأخلاقي في مواجهة الخطاب الار*ها*بي بدلاً من الترويج له بشكل غير مباشر. كذلك تمت الإشارة إلى الدور المحوري للمؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني في تصحيح المفاهيم الخاطئة، وبث ثقافة السلام والتعايش، والعمل على تحصين الأفراد والمجتمعات من الوقوع فريسة للفكر المتطرف.