مقالات دينية

شجرة الحياة وسط الجنة ترمز إلى المسيح

شجرة الحياة وسط الجنة ترمز إلى المسيح

بقلم / وردا إسحاق قلّو

       الله مجداً له ( … غرس أيضاً شجرة الحياة … في وسط الجنة ) ” تك 9:2″

   نقرأ في أسفار عديدة من الكتاب المقدس تتحدث عن شجرة الحياة إبتداءً من سفر التكوين وحتى سفر الرؤيا ، فلماذا تشير هذه الشجرة ، وإلى من ترمز ؟

   سفر التكوين يخبرنا عنها في هذه الآية ( واستنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة بهية للنظر ، ولذيذة للأكل وغرس أيضاً شجرة الحياة ، وشجرة معرفة الخير والشر في وسط الجنة ) ” 9:2 ” . ثم ( قال الرب الإله : ها الإنسان قد صار كواحد منا ، يميّز بين الخير والشر . وقد يمد يده ويتناول من شجرة الحياة ويأكل ، فيحيا إلى الأبد ) ” 22:3″ . فما المقصود بشجرة الحياة إذاً ، ولماذا تنفع ثمارها ؟

     تلك الشجرة كانت حقيقية مغروسة في وسط الجنة وكما يؤكد لنا سفر الرؤيا في الآيات التالية ( … كل من ينتصر سأطعمه من ثمر شجرة الحياة في فردوس الله ) “7:2 ” كما يصف لنا يوحنا الرائي ويقول ( وأراني نهر ماء الحياة صافياً كالبلور ينبع من عرش الله والحمل ويخترق ساحة المدينة ) ” 1:22″ . كما يقول الكتاب : ومن يأكل منها يعيش إلى الأبد . أي تعطي  له الخلود ، لهذا السبب طرد الله الأبوين بعد سقوطهما مباشرةً لكي لا يأكلوا منها فيعيشا إلى الأبد .

   إذاً السفرين الأول والأخير من الكتاب المقدس تبدو الشجرة حقيقية بينما في أسفار أخرى كالأمثال وغيرها يعبرون عنها كرمز يقودنا إلى المسيح ، حيث الحياة الروحية . في سفر الأمثال نطالع عدة آيات تعبّر عن فكر الله وحكمته في شجرة الحياة ، فيقول ( هي شجرة حياة لمن يتشبث بها ، وطوبى لمن يتمسك بها ) ” أم 18:3 ” . وفي مثل آخر نقرأ ( ثمر الصديق شجرة حياة ، ورابح النفوس حكيم ) ” 30:11″ كذلك اللسان السليم ينعش كشجرة حياة .. ) ” 4:15″ فثمار شجرة الحياة تعطي الخلود فتتحول حياة الأنسان إلى حياة أبدية مع المسيح . والكتاب المقدس هو ( كتاب الحياة ) وكما يكتب على غلاف بعض النسخ . لماذا هو كتاب الحياة ؟ الجواب لأنه يحمل كلمة الله للعالم ، لهذا يقول المسيح ( الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة ) ” يو 63:6 ” وكأن المسيح يقدم لكل نفس شجرة حياة فعلى المؤمن أن يتغذى منها لكي يحيى الخلود الأبدي . أي أن شجرة الحياة كانت رمزاً للرب يسوع خالق مصدر الحياة وواهبها . وهذا ما نلتمسه من أقواله الكثيرة التي تحمل الرجاء للحياة الأبدية ، منها قوله ( أنا الخبز الحي الذي نزل من السماء . إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد ، والخبز الذي أقدمه أنا ، هو جسدي ، أبذله من أجل أن يحيى العالم ) ” يو 51:6″ . وفي الأصحاح نفسه نجد آيات كثيرة تعطي للمؤمن الرجاء للحياة الأبدية ، وفي ذلك الخبز نجد الغفران للخطايا ( مت 28:26 ) فالتناول من جسد الرب ودمه هو نفس التناول من شجرة الحياة ، لأن الأفخارستيا إذاً هي ثمار شجرة الحياة الأبدية . والمسيح هو الكرمة التي تغذي الأغصان ، والأغصان هم المؤمنون به لأنه الكرمة الحقيقية ، بل هو شجرة الحياة ، ، وهذا ما نفهمه من قوله ( أنا هو الطريق ، والحق ، والحياة ، لا يأتي أحد إلى الأب إلا بي ) ” يو 6:14 ” وعلى الإنسان أن يحفظ أقواله ويعمل بها ليحيى ، وبحسب وصيته ( الحق الحق أقول لكم أن كان أحد يحفظ كلامي فلن يذوق الموت إلى الأبد ) ” يو 51:8 ” وهذا ما نجده في سفر الأمثال ، تقول الآية ( إحفظ وصاياي فتحيا ) ” أم 4: 4، 22 ” .

   في الختام نقول : سفر الرؤيا أيضاً يؤكد لنا على حفظ الوصايا والعمل بها لكي نستحق شجرة الحياة ، فيقول ( ها انا  آتٍ سريعاً ، ومعي الجزاء الذي أجازي به كل واحد بأعماله … هنيئاً لمن يعملون بوصايا الله ليكون لهم سلطان على شجرة الحياة ، وليدخلوا المدينة من ابوابها ) ” رؤ 22: 12-14 ” .

وللرب المجد دائماً

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!