اخبار منوعة

شهادة تقدير جديدة للجزيرة | سياسة تريند – Trends

شهادة تقدير جديدة للجزيرة | سياسة : عبد الناصر سلامة

رئيس تحرير سابق لجريدة الأهرام المصرية

5/7/2024-|آخر تحديث: 5/7/202402:17 صباحًا (بتوقيت مكة)

وفي كثير من الأحيان حصلت قناة الجزيرة على شهادات تقدير من العديد من العواصم المختلفة والمتخلفة، منها منعها من العمل في هذا البلد أو ذاك، ولم تتراجع القناة دائما وأبدا، أو هذا لم ينتقص من دورها، بل على على العكس من ذلك، كانت تمضي قدما، خاصة في هذه الأماكن التي لا تزال تعيش في حالة من عدم وجود فجوة، ولا تدرك أن العالم تطور تكنولوجيا وإعلاميا إلى درجة أن مثل هذه الممارسات لم تعد ذات جدوى، والتي إذا ما تمت إن دلت على شيء فإنها تشير إلى أننا أمام أنظمة هشة ضعيفة تتجه نحو الانهيار.

وما يؤكد أن الجزيرة كانت دائما على حق، في كل الصراعات التي مرت بها من هذا النوع، هو أنها في النهاية تصدر القرار بتصحيح الأوضاع وإعادة الأمور إلى نصابها، فيما يشبه الاعتذار، وهو ما جعل العمال في الجزيرة يتعاملون مع مثل هذا الهراء. إنهم مرتاحون، متأكدون أن الصحيح فقط هو الذي سيكون صحيحاً، وهي مسألة وقت فقط، من خلال هؤلاء وأولئك الذين يعترفون بخطئهم، لأن القناة اعتادت، منذ انطلاقتها قبل 28 عاماً، على العمل مع حياد منقطع النظير واحترافية عالية المستوى وهذا وذاك سر النجاح. و البقاء و حتى أعلى نسبة مشاهدة إقليميا و دوليا.

الى النور

وعلينا أن نعترف أنه حتى ظهور قنوات الجزيرة، لم يكن هناك ما يسمى بالقنوات الإخبارية بين القنوات الفضائية وغير الفضائية في المنطقة. بل لم يكن هناك مراسلين في مناطق الأحداث الساخنة، حيث اعتمدت القنوات التلفزيونية والصحف العربية بشكل عام بشكل كبير على… 100% من تغطية الصراعات كانت تقع على وكالات الأنباء العالمية التي كانت تعد على أصابع اليد الواحدة على الوقت وهي: (رويترز، الفرنسية، الألمانية، أسوشيتد برس) قبل إطلاق قناة CNN الأمريكية عام 1990، تزامناً مع الحرب. تحرير الكويت التي نالت شهرتها في ذلك الوقت.

غير أن انطلاقة الجزيرة عام 1996 مثلت فتحا جديدا للإعلام العربي والعالمي في الوقت نفسه، حيث توالت الإطلاقات بعد ذلك في محاولة للمنافسة، واستمرت عملية الاعتماد على مراسلين لكل قناة على حدة، لكن الجزيرة وظلت الجزيرة حجر الزاوية في الإعلام العربي على وجه الخصوص، في الوقت الذي تصدرت فيه المنافسة مع كبرى القنوات الأجنبية، حتى فيما يتعلق بالقضايا الداخلية لهذه الدول، مما جعلها أيقونة إعلامية لا يمكن إغفالها عند دراسة الإعلام في أي دولة. من الكليات والمعاهد المتخصصة، لأن التقارير الواردة من الجزيرة أصبحت أمراً عادياً وموثوقاً في جميع عواصم العالم. دون استثناء.

قلق الأنظمة

فمن الطبيعي إذن أن تمثل الجزيرة صداعا لكل الأنظمة الدكتاتورية على وجه الخصوص، ومن الطبيعي أن تمثل قلقا كبيرا على الأنظمة والجهات التي ترتكب جرائم حرب هنا أو ترتكب مجازر بحق المدنيين هناك، لأن تغطية الجزيرة في حد ذاتها، ناهيك عن خصوصياتها، فقد أصبحت وثائق، وتقدم إلى المحاكم الدولية كدليل، وهو ما جعل الكيان الصهيوني يستهدف مراسلي الجزيرة -على وجه الخصوص- منذ اليوم الأول للهجوم على قطاع غ*ز*ة. ليس هذا فحسب، بل استهدفت أيضًا عائلاتهم وعائلاتهم ومنازلهم، ضمن عمليات التهديد والترهيب، في سابقة لم تحدث من قبل في أي من الحروب، أو في أي جزء من العالم.

ويجب أن نعترف بأن قناتي الجزيرة الإخبارية – مباشر والإنجليزية – كانتا صوت المظلومين طوال حرب الإبادة الدائرة حاليا في قطاع غ*ز*ة خلال الأشهر الماضية، وقد نالت استحسانا شعبيا كبيرا على ذلك، وحظيت بموافقة جماهيرية كبيرة. كما حظي باعتراف دولي واسع النطاق بهذا التفوق، لأنه في الوقت نفسه، انكشف سوء الإعلام الغربي الذي طالما طمس الحقيقة، من خلال التعليمات السياسية الرسمية التي تسربت الواحدة تلو الأخرى، والتي تؤكد ذلك على طول، أو منذ عقود ونحن نعيش كذبة كبرى تتعلق بنزاهة الإعلام الغربي، أو بحرية الإعلام الأميركي، ونحو ذلك. الذي – التي.

ولعل أعلى نسب المشاهدة لقنوات الجزيرة على مدار الساعة كانت الناطق الرسمي لها في مواجهة قرارات الحظر أو الحجب، ولعل موقف الحجب والحجب في تصنيف الحريات وحقوق الإنسان دليل على النزاهة والحياد لمؤسسة الجزيرة بشكل عام، إلا عندما يتعلق الأمر بتغطية الجزيرة. مع حرب الإبادة الجماعية والمقابر الجماعية واستهداف المؤسسات الدولية العاملة في المجال الإنساني وتصفية العاملين فيها، أصبحنا أمام الدور الإعلامي الأهم على الإطلاق، أي إيصال للعالم حقيقة مجموعة من الفاشيين أو الق*ت*لة، الذين خدعوا العالم. المجتمع الدولي منذ سبعة عقود، والآن ينتفض العالم ضدهم.

لم يولد اليوم

ومن المؤكد إذن أن قرار الكيان الصهيوني، بإجماع جميع وزراء الحكومة هناك، بمنع الجزيرة من العمل، هو شهادة تقدير جديدة للقناة، رغم أنني شخصيا أرى أن الجزيرة لا تفعل ذلك. بحاجة إلى شهادات من هذا الكيان، سلبية أو إيجابية، لأن العالم في الأسفل. وإلى أقصى الحدود، بدأ يحتقر هذا الكيان بمنتهى الاحتقار، وربما كانت قناة الجزيرة هي العامل الأساسي في هذا الوضع، مما جعلهم غير قادرين على تحمل ذلك الدور الإعلامي، الذي كان بالدرجة الأولى أخلاقيا ومهنيا في نفس الوقت.

لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن قرار ذلك الكيان بعرقلة عمل الجزيرة لم يحدث اليوم أو بالأمس، إذ كان اغتيال الراحلة شيرين أبوعاقلة، في مثل هذا الشهر قبل عامين، تمهيدا للانقلاب. قرار التعطيل والإغلاق، قبل أن تتوالى قائمة الاغتيالات والعرقلة والتي كان أبرزها عائلة وائل الدحدوح، وتوالت هذه الممارسات الواحدة تلو الأخرى حتى بلغت ذروتها بذلك القرار الذي يضاف إلى قائمة القرارات الغبية من تلك الحكومة الأكثر تطرفا وار*ها*با في تاريخ ذلك الكيان الدموي الذي يستمتع بق*ت*ل الأطفال والنساء على مدار الساعة.

وهي نداء لجميع العاملين في مؤسسة الجزيرة والقنوات والمواقع الإلكترونية، أن تكون مثل هذه القرارات أو الممارسات داعمة لكم وتعزز دعم الجميع، مع مراعاة أمرين في غاية الأهمية، أولهما: الخضوع الإعلامي. عربية وغربية في نفس الوقت. نحو القضية ا*لفلس*طينية الأكثر عدالة في التاريخ، كما أقرتها القرارات الدولية والأممية، مما يعني أن تراجع الجزيرة سيمثل ظلماً لهذه القضية من كافة النواحي. الأمر الثاني هو أن الجزيرة قادت الإعلام العربي بشكل خاص إلى محاولات حثيثة نحو الإصلاح والمهنية، والتي نأمل أن تستمر المحاولات، ولو استغرق الإصلاح وقتا طويلا، وهو ما يؤكد أن دور الجزيرة أكبر بكثير من مجرد قناة تلفزيونية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

ملاحظة: هذا الخبر شهادة تقدير جديدة للجزيرة | سياسة تم نشره أولاً على (مصدر الخبر)  ولا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال.
يمكنك الإطلاع على تفاصيل الخبر كما ورد من المصدر.

ومن الجدير بالذكر بأن فريق التحرير قام بنقل الخبر وربما قام بالتعديل عليه اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة تطورات هذا الخبر من المصدر.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!