الحوار الهاديء

لماذا الاستقلال … عفوا الاستفتاء في العراق فقط ؟!

اوراها دنخا سياوش

يتوزع الكرد ما بين العراق وايران وتركيا وسوريا، هذا ما عدا المتواجدين في دول اخرى وفي المهجر. وكما هو معروف فان اصولهم هندو اوربية، تكاثروا واستولوا على شمال العراق الذي كان معروفا ببلاد اشور او اثور، عن طريق تغيير ديموغرافية هذه المنطقة، بأساليب مختلفة. وصاروا يتمردون على السلطات في البلدان المنقسمين فيها، العراق، وايران، وتركيا، وسوريا، واخذوا يشكلون احزاب وفصائل عسكرية للاستيلاء على المناطق التي كثروا فيها عنوة. ففي تركيا كان اوجلان، والعراق البرزاني وايران قاسملو وهكذا، جميعهم ترنو عيونهم الى انشاء دولة يطلقون عليها (كردستان !) الكبرى. لكن وكما هو معروف فان الاستغناء عن السلطة امر صعب خصوصا للذين يمتلكون افكارا واستراتيجيا قبلية وعشائرية، مما يجعل انشاء دولة كبرى تصطدم بمعوقات السلطة هذه. وبسبب مصالح وارتباطات اقليمية ودولية لهؤلاء القادة الكرد تصبح هكذا دولة من الاوهام والتخيلات. لكن من الممكن جدا ان تقوم دولة في احد القواطع وبحسب رغبة دول معينة كبرى كانت او متحالفة مع الدول الكبرى. فالأكراد في تركيا تمردوا وحاربوا وقاتلو الاتراك، لكن موازين القوى العسكرية والسياسية لا تزال بيد السلطات التركية، وهي كما هو معلوم للجميع عضو في الناتو والناتو ملزم للدفاع عنها وعن تقسيمها، لذا فان الاكراد يلاقون صعوبات بالغة في الاستمرار بالتمرد من اجل الاستقلال جنوب شرق تركيا، بسبب هذا الحلف، صعوبات عسكرية وسياسية. كذلك السلطة في ايران فلا تزال قوية، ولها سيطرة على مناطق تواجد الاكراد، وهي مدعومة بشكل او باخر من روسيا. اما سوريا فالوضع اخذ يأخذ شكلا اخر بسبب (الربيع !) السوري، وهنالك احتمال ان يتفاوض الكرد مع السلطات السورية ليجاد صيغة جديدة لوضع الاكراد في سورية بعد ان كانوا لا يمنحون الجنسية هناك، صيغة من الممكن ان تغير من ديموغرافية المنطقة، وتجعلهم يستولون على جزء من سوريا مستقبلاً، وبالتالي يصبح حالهم كحال الكرد في العراق.
اما في العراق، وهو ما يهمنا، فان السياسة العراقية العدائية كانت دائما وابدا من صالح الكرد. فعلاقات العراق كانت سيئة مع جميع الدول التي تحدها تقريباً، هذا بالإضافة الى عداء العراق الشديد لإس*رائي*ل بسبب فلسطين، وكأن اس*رائ*يل اقتطعت فلسطين من العراق، في حين ان البلدان العربية الاخرى، كانت تمتلك علاقات، ومن تحت الطاولة مع اس*رائ*يل، لا بل الانكى كانت تتعاون مع اس*رائ*يل لضرب العراق. كذلك نجد ان اس*رائ*يل وجدت في الكرد افضل منفذ للدخول والوصول الى الفرات، فدعمتهم، سياسيا، وعسكريا، بصورة سرية وحتى علنية، ضد سلطة المركز في بغداد… وكانت حرب الخليج او حرب الكويت هي القشة التي استندت عليها اس*رائ*يل لمد نفوذها خصوصا بعد اعلان اميركا وحلفائها حماية الكرد عام 1991 من خلال فرض حظر جوي على شمال العراق، مما سمح بتشكيل ما اطلق عليه اقليم (كردستان !). ونظرا لطول نفس السياسة، فان الصبر الاس*رائ*يلي، وطول نفسه، جعل الكرد في النهاية يخضعون اليها، لا بل صاروا يتواجدون علناً في (الاقليم !)، ويطالبون بأملاكهم… انظر الرابط. بعد ان تم ازاحة البعث، العدو اللدود لإس*رائي*ل، في عام 2003 .
ولكي تثبت اس*رائ*يل اقدامها اكثر فاكثر، ولكي يتحقق شعارهم من الفرات الى النيل، تعم اعطاء الايعاز الى الكرد لإعلان الاستقلال، وليس الاستفتاء، لان الاستفتاء نتائجه معروفة منذ اليوم الاول من انطلاق التمرد الكردي في شمال العراق. فمعظم الاكراد هم مع الاستفتاء بنعم لاستقلالهم، منذ اكثر من 80 عاماً، والاستفتاء المزمع اجراءه الان هو مجرد محاولة للضحك على الذقون… انه الاستقلال خطوة خطوة، باستخدام تعبير الاستفتاء الذي يسبق الاستقلال، تحت جناح الديمقراطية، وهالة الديمقراطية، وهم منها براء.
اما لماذا الاستفتاء ليس في تركيا ولا في ايران ؟
لمن لا يعلم، فان تركيا كانت افضل حاضنة لليهود الذين تم طردهم من اسبانيا، ايام محاكم التفتيش، فقد التجأوا اليها وعاشوا عصرا ذهبيا فيها. واس*رائ*يل تكن محبة ومودة للأتراك بسبب هذا التاريخ، ولها علاقات متميزة معهم، ولا تزال بالرغم من (عنتريات !) اردوغان. لذا فان المودة هي سياسة اس*رائ*يل مع تركيا، ولا شأن لها بأكراد تركيا، ولا بتمردهم عليها، يكفي انها وضعت قدميها جنب الفرات في شمال العراق. كذلك الحال مع ايران، فان اس*رائ*يل تكن احتراما لها بسبب الخدمة الكبيرة التي اداها لهم كورش وسمح لهم بالعودة من السبي البابلي والآشوري، لذلك نرى ان اس*رائ*يل متمهلة جدا جدا في ضرب النظام الايراني (المعادي !) لإس*رائي*ل حالياً، وذلك كي يفسدون العلاقة التاريخية ما بينهما. بالإضافة الى ضعف الكرد في ايران.
ان شعار وعلم اس*رائ*يل هو من الفرات الى النيل، وكانوا قد وصلوا الى الفرات، وهم الان وبمساعدة الكرد، على ضفاف الفرات !
ان المتغيرات (الاستفتائية !) هذه ستطول شعبنا الكلدوآشوري السرياني لأنه سيعيش منعطفاً (بزاوية !) تسعين درجة واكثر، وسيتسبب في انقلاب جميع مركبات احزابنا، لان الكرد سيفتحون باب التشريع بحسب مزاجهم الاستيلائي، وبالتالي سيستبيحوننا (قانونياً !) وشرعاً.

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,852500.0.html

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!