لست أعرف كيف أشكرك!
الكاتب: مشرف المنتدى الديني
“لست أعرف كيف أشكرك! “
**********************
إعداد / جورج حنا شكرو
اغتاظ الوالي الوثني إذ رأى شماسًا شاباً يسند ويقوّي كثير من المسيحيين على احتمال الآلام من أجل إيمانهم بالسيد المسيح . أراد الوالي أن ينكل به ، وإذ عرف أن الشماس محب للقراءة في الكتاب المقدس والكتب الكنسية أصدر أمره بفقء عينيه . وقام الجند بذلك في قسوة وبتشفٍ ، ظانين أنه حتماً ستتحطم نفسية الشماس .
بعد قليل التقى الوالي بالشماس فوجده متهللًا بالروح ، فتعجب جدًا . وإذ دخل معه في حوار قال له الشماس: إنني لست أعرف كيف أشكرك!
كنت أقرأ بعينيّ لعلّي أتعرَّف بالأكثر عن أسرار إلهي ، وها أنت فقأت عينيّ ، فوهبني إلهي بصيرة داخلية .
الآن أقرأ الكثير بعينيّ قلبي ! عوض العينان الجسديتان أتمتع الآن بعينين روحيَّتين ! لقد عرفت الكثير وتمتعت بأمورٍ سماوية لم يكن ممكناً للكتب أن تكشفها لي !”
دُهش الوالي ، وصار يتساءل : ماذا أفعل بهذا الشماس ؟
فقأت عينيه فرأى بقلبه الأمور التي لا تُرى !
أرسلته إلى الحبس فحوَّله إلى سماء مملوءة فرحاً وبهجة وتسبيحاً .
إن عذبته يفرح لأنه يشارك مسيحه آلامه .
إن ق*ت*لته يُسر بالأكثر لأنه مشتاق أن يرى إلهه … تُرى ماذا أفعل ؟”
إن إلهنا هو بحق أبٌ محب يعرف احتياجنا ويشتاق إلى أحاديثنا وخلواتنا معه ويتلذذ ببني آدم … وهو لا يترك قلباً إشتاق أن يعرفه أكثر ويعاشره ويعيش معه بل يعضد تلك النفس العطشى ويغمرها بنعمته ويعطيها حواساً روحية تفوق الجسدية إدراكاً والتهاباً .. حتى تصل إلى المعرفة اللانهائية لله التي هي الحياة الأبدية …
” وهذه هى الحياة الأبدية ، أن يعرفوك “ ( يو 3:17 )