كيف تجعل حياتك صلاةً غير منقطعة
كيف تجعل حياتك صلاةً غير منقطعة
إعداد / جورج حنا شكرو
يقول الآباء القدّيسون إنَّ الصلاة هي “حياةٌ للنفس”. كما أنَّ الجسد لا يبقى على قيد الحياة من دون هواء وبحاجة إلى التنفّس باستمرار، هكذا لا تستطيع النفس أن تعيش لحظة واحدة من دون التواصل مع الله ؛ عليها أن تتّحد معه على الدوام وتُصلّي بلا انقطاع . لذلك ، يوصي الرسول بولس أهل تسالونيكي ومن خلالهم جميع المسيحيّين
صلّوا بلا انقطاع (1 تسالونيكي 17:5)
يحاول المسيحيّون على مرّ القُرون إتمام هذه الوصيّة . لكن بما أنَّ المسألة ليست بهذه البساطة ، يُعلِّمنا آباء الكنيسة كيفيّة الصلاة بلا انقطاع
يقول القدّيس مكسيموس المُعترف واصفاً حديثَ أخٍ مع أبيه الروحيّ
وقال الأخ : ‘كيف على الذهن أن يصلّي بلا انقطاع؟
في النهاية ، نحن ننصرف إلى الكثير من الأفكار والتخيّلات عندما نُرنِّم أو نقرأ أو عندما نلتقي بالآخرين وفي أثناء الخدمة
فأجابه الشيخ : ‘لا وصايا مستحيلة في الكتاب المقدّس، فالرسول بولس كان أيضاً يُرنِّم ويقرأ ويخدم ، لكن مع ذلك كان يُصلّي بلا انقطاع . الصلاة المتواصلة كناية عن إبقاء ذهننا ملتصقاً بالله بوقار ومحبّة ، ووضع رجاءنا عليه دائماً ، والاتّكال عليه في كلّ شيء، مهما كنّا نفعل ومهما حدث
الصلاة المتواصلة الحقيقيّة هي أوّلاً وقبل كلّ شيء شوق النفس إلى الله باستمرار، وليست بإكثار الكلام المُنَمَّق.
يحيا الإيمان الحقيقيّ بالله من خلال هذه الصلاة المليئة بالرجاء المُطلَق . كان القديس بولس الرسول يتمتّع بهذه السَّجِيّة، فيقول
مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيْقٌ… فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لَا مَوْتَ وَلَا حَيَاةَ، وَلَا مَلَائِكَةَ…» (رومية 8: 35-38). وأيضاً:
مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لَكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ. مُتَحَيِّرِينَ، لَكِنْ غَيْرَ يَائِسِينَ. مُضْطَهَدِينَ، لَكِنْ غَيْرَ مَتْرُوكِينَ. مَطْرُوحِينَ، لَكِنْ غَيْرَ هَالِكِينَ. حَامِلِينَ فِي ٱلْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ، لِكَيْ تُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا.» (2 كورنثوس 4: 8-10).
في هذه الحالة ، صلّى الرسول بلا انقطاع، لأنَّه وضع رجاءه على الربّ في كلّ ما كان يصنع وكلّ ما كان يحدث له
للشيخ بترونيو (تاناسي)