مقالات

مطار الثورة [في ظل غسان كنفاني] عدنان بدر – مهند طلال الاخرس

مطار الثورة [في ظل غسان كنفاني] كتاب عدنان بدر حلو يقع على متن 216 صفحة من القطع الكبير، وهو من اصدارات دار كتعان للنشر والتوزيع في دمشق/سوريا سنة 2008.

الكتاب سيرة ذاتية ونضالية لعدنان بدر احد اهم الكتاب والعاملين في جريدة الهدف التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي يراس تحريرها غسان كنفاني، يروي فيه تفاصيل علاقته مع غسان بالدرجة الاولى، وثانيا ومن خلال عمله بالهدف وملازمته وزمالته لغسان يطلع مسبقا على نية المجال الخارجي للجبهة والتابع لوديع حداد، يطلع صاحبنا من خلال غسان على نية الجبهة بعملية خطف الطائرات وانزالها بمطار ]الثورة] والذي يعمل على تاسيسه من قبل وديع حداد في الصحراء الاردنية، فيبدا التحضير مع غسان على قدم وساق لمواكبة الحدث واستثماره في خدمة القضية ا*لفلس*طينية.

تقع حادثة خطف الطائرات من قبل فدائيي الجبهة ويتم تحويل مسارها نحو مطار الثورة في الصحراء الاردنية حيث ينتظر وديع ورفاقه الطائرات وتنظرهم جميعا صفحات التاريخ.

تهرع وسائل الاعلام الى مكتب الهدف للاطلاع على التفاصيل، فيُكَلف صاحبنا من قبل غسان كنفاني بمرافقة وفود صحفية عربية واجنبية اجتمعت في مكتبه في مقر جريدة الهدف في بيروت لمعرفة التفاصيل ولاجراء مقابلات مع غسان حول موضوع خطف الطائرات، ونظرا لتسارع الاحداث يرتأي غسان ان يقوم صاحبنا عدنان بدر بمرافقة جموع الصحفيين الى عمان ومنها الى مطار الثورة للاطلاع عن كثب على الاحداث من هناك، وليوافي صاحبنا غسان وجريدة الهدف بالاخبار اولا باول ، وليتمكن غسان من الاتصال مباشرة مع وديع وقيادة العملية من ارض الحدث[مطار الثورة] مباشرة.

في معرض تقديمه للكتاب يقول عدنان بدر:” لغسان كنفاني في عنقي دين كبير… واصلت العمل في “الهدف” بعد إستشهاده… وكان في ذلك شيء من الوفاء… وكتبت عنه في مناسبات عديدة… لكن ذلك أقل بكثير مما أشعر أنه يستحقه…

قرأت الكثير مما كتب عنه… وكان فيه الجيّد، وحتى الجيّد جداً… لكنني، مع ذلك، كنت أشعر دائماً أن الذين يكتبون عنه يأخذون منه أكثر مما يعطونه، فالكتابة عند تبدو كأنها تعريف بصاحبها أكثر منها تعريفاً بغسان!!.

أتاح لي وجودي في باريس لفترة طويلة أن ألتقي بالكثير من الأخوة الفلسطينيين القادمين من الداخل… من حيفا، ويافا وغ*ز*ة، والقدس، والناصرة، ورام الله وغيرها… وكثيراً – بل دائماً – ما كان يرد في أحاديثنا ذكر غسان وأيامنا المشتركة في “الهدف” و”الجبهة”… فكانوا بمعظمهم يعتبون عليّ لعدم تسجيل تلك الأيام كتابة… وعندما فاتحت أحدهم بحقيقة الحرج الذي يشكل حاجزاً بيني وبين القيام بذلك، أجابني بقدر من الغضب والمرارة قائلاً: “إذا كنتم أنتم، الذين عشتم مع غسان عن قرب، ستمتنعون عن الكتابة، فمن الذي سيكتب؟ الذين لم يعرفوه؟ أكتب يا أخي… سجّل تلك الأيام كما عشتموها وليكن ما يكون… ولا عيب في ظهورك فيها… فهي أيامكم معاً… أيامك كما هي أيامه وأيام رفاقكما الآخرين…”.

وأخيراً – وربما نتيجة كل ما أشرت إليه – بدأ ينمو في خاطري، بشكل متسارع، نوع من الإندفاع نحو الكتابة، وصل إلى حدّ لم يعد بمقدوري أن أقاومه… فبدأت… دون أي تقدير لطبيعة ما أنا عازم عليه:
-هل هو مذكرات؟.
-هل هو تاريخ؟.
-هل هو رواية؟.
-هل هو مجرد خواطر؟.
ربما هو شيء من كل هذه الأشياء معاً!!..”

الكتاب غلبت عليه اللغة الصحفية التقريرية، لكن جمالية الاحداث التي تعرض لها خففت من وقع تلك اللغة الجافة.

اضافة لذلك فإن الكتاب شابه بعض العثرات بترتيب بعض الاحداث خاصة فيما يتعلق بعملية ميونخ الفدائية، وعملية اغتيال كمال عدوان وابو يوسف النجار وكمال ناصر فيما عرف بعملية فردان ببيروت، هذا بالاضافة الى بعض الهفوات بترتيب الاحداث والتواريخ الخاصة بالحرب الاهلية اللبنانية.

الكتاب سلس وممتع ويعبر عن مسيرة حافلة وزاخرة بالاحداث والاشخاص والمواقف؛ لكن يبقى الاهم قيمة الوفاء لغسان وسيرته بعد امتداد السنين وطول الغياب، لكن هذا هو ديدن الاحرار والاوفياء للكلمة والموقف والمسيرة من امثال عدنان بدر.

امثال عدنان بدر يدركون قيمة وحجم التجربة التي انخرطوا بها باكرا برفقة غسان، تلك التجربة التي رافقوها وساروا بها ردحا من الدهر، فاكلت من لحمهم ومن دمعهم ومن سني عمرهم ايضا، إلاّ ان كل ذلك لم يفت في عضدهم وثباتهم واصرارهم، بل بالعكس كانت محفزا قويا ليستكملوا المشوار وليسلموا الراية بامانة واخلاص للاجيال القادمة.

#مهند_طلال_الاخرس

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!