الشهيد ناجي العلي ، فؤاد معمر – مهند طلال الاخرس
الشهيد ناجي العلي كتاب من تاليف واعداد فؤاد معمر يقع على متن 283 صفحة من القطع الكبير، وهو من اصدارات اثراء للنشر والتوزيع عمان /الاردن سنة 2012.
كتاب يتناول حياة رسام الكاربكاتير الفلسطيني الشهير ناجي العلي [حنظلة]، وبحيث يتناول الكتاب سيرة حياة ناجي واعماله ودراسات ومقالات مقتضبة عنه بالاصافة الى حله وترحاله والصعوبات التي واجهته الى حين اغتياله في لندن.
هذا الكتاب يعنى بالدرجة الاولى في البحث والتمحيص والتحقيق في حادثة اغتيال ناجي؛ بحيث يستعرض الكاتب كل وجهات النظر، وحتى كل الدسائس والاتهامات التي طالت فلان او علان وملاحقة كل الذين وجهت اليهم اصابع الاتهام باغتيال ناجي. وبحيث يرد هذا الكتاب على كل الادعاءات التي حاولت الصاق تهمة اغتيال الشهيد ناجي العلي بمنظمة التحرير ا*لفلس*طينية ، حيث يتضمن الكتاب تحقيقات الشرطة البريطانية حول حادث الاغتيال الذي وقع في لندن، حيث قامت الشرطة البريطانية، باعتقال طالب فلسطيني اعترف أن رؤساءه في تل أبيب كانوا على علم مسبق بعملية الاغتيال، ورفض الموساد نقل المعلومات التي بحوزتهم إلى السلطات البريطانية مما أثار غضبها وقامت مارغريت ثاتشر، رئيسة الوزراء حينذاك، بإغلاق مكتب الموساد في لندن…
هذا الكتاب يكشف بالوثائق والبراهين والادلة الدامغة عن تورط جهاز الموساد الاس*رائ*يلي في ج#ريم*ة اغتيال الفنان ناجي العلي في لندن يوم 22/7/1987.
هذا الكتاب وثيقة غاية في الاهمية لما يحتوي بين دفتيه من وقائع واسرار كثيرة توضح العديد من الحوادث والوقائع التي جرى التعتيم عليها خلال عقد الثمانينات، وفيه ايضا تفنيد لتلك الروايات التي حاولت تشويه سيرة هذا الفنان عن طريق ركوب الموجة والادعاء بمناصرته والدفاع عنه.
تدور الفكره الرئيسية لهذا الكتاب حول ما هو مطروح في الصفحه 173؛ وكلها تحقيقات وبراهين وادلة وردت للتاكيد على مسؤولية الموساد الاس*رائ*يلي في اغتيال الفنان ناجي العلي.
فمثلا يذكر جوردن توماس في كتابه التاريخ السري للموساد قصة تجنيد العميل الفلسطيني اسماعيل صوان المتهم باغتيال ناجي، والت تطرق اليها هذا الكتاب بكثير من التفصيل.
ثم يواصل جوردن روايته للج#ريم*ة بالكشف عن وقائع التحضيرات الموسادية؛ فيذكر ان اس*رائ*يل ارسلت قبل اسماعيل صوان عميل اخر هو بشار سمارة الذي قام بتصوير لقاءات عبد الرحيم مصطفى في لندن خلال لقاءه العميل اسماعيل صوان في الهايد بارك.
ومن اعترافات جوردن توماس تتجلى الحقيقة تماما؛ فالموساد اغتال الفنان ناجي العلي وقدم العميل اسماعيل صوان طعما للبريطانيين ، وبذلك تكتمل الحلقة لتقوم القيامة على منظمة التحرير ا*لفلس*طينية، وتجد بريطانيا المبرر لقطع علاقاتها معها ، لكن المفاجاة التي افشلت هدف الموساد كانت بعد القاء القبض على العميل اسماعيل صوان، حيث اعترف امام المحكمة انه يعمل لصالح الموساد الاس*رائ*يلي، وان رؤسائه في تل ابيب كانوا على علم مسبق بعمليه الاغتيال لناجي العلي، وبهذا الاعتراف انقلبت الامور راسا على عقب؛ حيث ثار غضب رئيس الحكومة البريطانية مارغريت تاتشر وامرت باغلاق مكتب الموساد في لندن، وطرد خمسة من الدبلوماسيين العاملين في السفارة الاس*رائ*يلية بلندن، وابعدت العميل بشار سمارة الى اس*رائ*يل.
وبدلا من قطع العلاقات البريطانية مع منظمه التحرير، تزايد الغضب البريطاني على اس*رائ*يل بسبب استخدام الموساد جوازات سفر بريطانية تم الكشف عنها مخبئة فيها في كابينة هاتف عمومي في المانيا الغربية سنة 1987 ليتبين بعد البحث والتحري واجراء التحقيقات ان في هذه الشنطة عشرون جوازا مزورا تابعة للموساد، وان احدا هذه الجوازات المزوة والخاصة بالموساد كان باسم اسماعيل صوان عميل الموساد و المتهم الرئبس باغتيال ناجي.
تعود اهمية هذا الكتاب وتميزه لخمس اسباب رئيسية:
اولا : تنبع اهمية هذا الكتاب من اهمية الشخصية المتناولة فيه وهي مدار البحث ومحور الكتابة [ناجي العلي] وهذا بدوره عائد لعلو قامته ورمزيته.
ثانيا: لمتانة التحقيق الصحفي والمهني والموضوعي الذي اجراه الباحث المجتهد فؤاد معمر.
ثالثا : لامتلاك الباحث ادوات التحليل والتمحيص والتدقيق في الروايات المتناولة.
رابعا : حجم الوثائق والمعلومات التي حصل عليها المؤلف من معارف ناجي العلي.
خامسا : حجم الجهد المبذول في قائمة المصادر والمراجع المثبتة على الصفحات 275 وحتى 282 ومن أبرزها: “التاريخ السري للموساد” لغوردان توماس، و”حروب إس*رائي*ل السرية”، للكاتب إيلان موريس، ناهيك من مجموعة من المقالات والدراسات التي نشرت حول ناجي العلي في عدد من الصحف المحلية والعربية، ومنها: “الرأي” و”السياسة” الكويتية، ومجلة “الأزمة العربية”، وغيرها من المراجع والكتب.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.