فن الكرافيك ( الحفر بطريقة اللثوغراف )

الكاتب: وردااسحاق
فن الكرافيك ( الحفر بطريقة اللثوغراف )
في فن الكرافيك ( الحفر ) طرق عديدة وأساليب مختلفة للحفر . وهذا الفن القديم الحديث يعتمد على حفر السطوح لنقل موضوع الفن أو الخط ( الكتابة ) أو النقوش ومن ثم تأتي مرحلة طباعة ذلك العمل لكي يرى النور .
كلمة اللثوغراف يونانية مركبة متكونة من كلمتين : ليثو ، تعني الحجر . وغراف ، تعني الكتابة . مخترع اللثوغراف هو لويس سن فلدر الذي دعى طريقته الجديدة بالطباعة الكيمياوية . يعرف مبدأ الطباعة هنا على أساس أن الدهن ( المادة الدهنية ) والماء لا يختلطان فأستغل الفكرة في أبتكار طريقته الجديدة التي تعتمد على المبدأ المذكور.
تعطي نتائج أعمال اللثوغراف أعمال مماثلة تقريباً للرسوم المنفذة مباشرة على الورق لدرجة صعوبة التفريق بينهما . بعد تحضير قطعة اللثوغراف يستخدم البعض طباشير ذو خاصية دهنية زيتية أو الصمغ العربي ، ويتم العمل بحذر لكي لا تعطي آثار للأصابع في العمل . ويمكن تنفيذها على سطوح أخرى كالزنك والألمنيوم الى جانب الحجر .

اللثوغراف وسيلة للطباعة على السطوح المستوية كالحجر أو الصفيحة المعدنية ، حيث يكون الموضوع المطبوع مسطحاً منفذاً على سطح مستوى تماماً . يستعمل الفنان المواد الدهنية لتنفيذ رسم الموضوع الفني على هذا السطح ، ثم يعامل السطح بخطوط كيمياوية تكون نتيجتها أن الأماكن المرسومة بالمواد الدهنية فقط تتقبل الحبرأثناء التحبير . ورغم أن المواد المستعملة لهذا الغرض تكون أساس عملها الحفر على سطح الحجر أو الزنك أو الألمنيوم . ما يحدث في اللثوغراف هو فصل المناطق المرسومة عن غيرها . وعلى هذا الأساس فأن طباعة الأوفسيت تعتمد على اللثوغراف كأساس لعملها ، غير أن الطباعة في الأوفسيت لا تكون مباشرة من السطح المرسوم الى الورق بل عن طريق وسيط ( سطح أسطواني مطاطي يتلقى الأماكن المحبرة من السطح المرسوم وينقلها على الورق ) . أضافة الى ذلك فأن طباعة الأوفسيت لها صفات وميزات تختلف عن اللثوغراف المنفذ يدوياً وبشكل مباشر

طباعة الأوفسيت تتطلب طريقاً معتمداً من التحبير الأوتوماتيكي ويمر اعداد الموضوع المطبوع عبر خطوط ما يسمى بالمونتاج الفوتوغرافي ، والفائدة الرئيسة من الطباعة بالأوفسيت هو الحصول على أعداد كبيرة من المطبوع خدمة للأغراض التجارية . ولكون اللثوغراف يعتمد على أستعمال الأقلام الدهنية لتحقيق الموضوع المراد رسمه وطبعه ، لهذا فأمام الفنان الطباع مجالات كثيرة لأن يبتكر ويستخدم مواد متنوعة لهذا الغرض . وبما ان الطباعة باللثوغراف تعتمد على السطوح المستوية ، لذا أصبح بأمكان الفنان أن يحقق مواضيع بالألوان بعيداً عن مشكلة ظهور الخطوط والحفر والنتوءات على سطح الورق . كما يحدث ذلك في الطبع عن طريق صحائف الزنك المحفورة أو الخشب .
رغم أن مبدأ الطباعة في اللثوغراف سهل وبسيط ، غير أن الخطوط الكيمياوية المرتبطة بالنتائج الدقيقة والجيدة هي معقدة . لهذا فأننا نرى الفنانين الكبار ومنذ بداية القرن التاسع عشر قد ارتبطوا بطباعين مهرة للتعلم منهم في الحصول على نتائج طباعية جيدة . فالفنان شركو مثلاً أرتبط ب ( هول ماندال و فيلادين ) وريدون عمل مع ( بلان جاردوكلود ) أما الفنان الكبير بابلو بيكاسو وبراك فقد عملوا مع ( مورلود ودزجوبرت ) . للفنان بيكاسو عمل جميل في اللثوغراف لصورة شخصية ل ( جاكلين ) . يتصف العمل بالتلقائية والسرعة في التنفيذ على الحجر ، وتبرز فيه مهارة الفنان والدقة في الخطوط والدرجات اللونية الرمادية .
أن أي موضوع ينفذ باللثوغراف ويكون مهيئاً ومنفذاً من قِبَل الفنان ، يعتبر عملاً أصيلاً لذلك الفنان ، حتى أن لم يقم الفنان نفسه بطباعته . فهناك بعض المشاغل للطباعة يديرها طباعون محترفون يقومون بطباعة الموضوع عوضاً عن الفنان . رغم أن هذا الأسلوب من التعاون يوفر جهد كبير للفنان المحترف ، فأن أوساطاً فنية كثيرة تفضل العمل المنفذ والمطبوع من قِبَل الفنان نفسه . حتى أوائل القرن التاسع عشر لم تكن أعمال الطباعة باللثوغراف توَقع من قِبَل الفنان ، ولم تكن تُرَقَم أيضاً ، ولكن منذ ذلك الوقت أصبح من المعتاد جداً للفنان أن يوقع ويُرَقِم الطبعات ، وبذلك يتم توثيق العمل الفني وتأكيده من قبل الفنان . وفي بعض الأحيان يستعمل الفنان ختماَ معيناً بدل التوقيع . الأعمال الفنية المنفذة باللثوغراف تكون أعتيادياً محدودة النسخ ويتراوح عدد النسخ في كل عمل فني بين عشرة الى مائة نسخة . وفي بعض الأحيان يصل العدد الى مائتي نسخة أو أكثر  .
www.mangish.com
بقلم الفنان التشكيلي
وردا أسحاق عيسى
بكالوريوس كرافيك
ونزرد – كندا
 ..