مقالات دينية

القديسة البارة مارينا من لبنان

القديسة البارة مارينا من لبنان

إعداد / وردا إسحاق قلّو 

القديسة البارة مارينا من لبنان

  نشأت مارينا على التقوى . توفيت والدتها وهي صغيرة السن . زهد والدها ورغب في السيرة الرهبانية . أبت عليه أن يتركها في العالم . توسّلَت إلأيه أ، يأخذها معه . تزيّت بزي الرجال ورافقت والدها . ترهبا معاً . إتخذت إسم مارينوس . سلكت في الفضيلة بغيرة وهمّة . توفي والدها بعد حين . أوفدها رئيس الدير إلى إحدى القرى لقضاء حاجة . باتت في النزّا هناك . صدف أن عرّجَ عسكر على المكان في ذلك الزمان . أحد الجنود غرّربإبنة صاحب النزل . فلما بان حبلها وإنفضح أمرها أخبرت والدها بأن مارينوس الراهب هو الذي إغتصبها . فما إن عادت مارينا إلى الدير حتى كان صاحب النزل قد سبقها وأطلع رئيس الدير على ما ادعى أنه فعلها . واجه رئيس الدير مارينا بالتهمة فلن تنكر . على الأثر طردها . وزاد على ذلك أن صاحب الفندق دفع إليها بالمولود الجديد لتربّيه وكان ذكراً . هامت على وجهها تستعطي ، وقيل أقامت في مغارة بقرب الدير . إنقضت سنوات قبل أن يصفح عنها . فلما عادت إلأى الدير مرضت وماتت . جاء الرهبان ليعدوها للدفن فإكتشفوا أنها إمرأة فندموا على ما فعلوه بها وطوّبوا صبرها العجيب . هذه بإقتضاب هي سيرة القديسة مارينا . وثمة زوائد يلقاها القارىء ، هنا وثمة ، حيثما إنتشر إكرامها . من ذلك أن الرب الإله منّ عليها بالحليب إدرارّا لترضع طفلها المزعوم . ومن ذلك أن روحّا غريباً قبض على إبنة صاحب الفندق ولم يغادرها إلا بعدما إعترفت ، عند قبر القديسة .،بأنها إتهمتها زوراً . ومن ذلك أيضاً الطفل الذي ربته القديسة صار راهباً مجدّاَ وتقدس ، وكذلك ورد إسم القديسة بأشكال مختلفة : ماريا ، ماريني ، مارينوس ... كما تسمّى أبوها بإسم إبراهيم أو أفجانيوس أو غير ذلك ، وأمها بدّورة أو ثيودورة . وثمة من يعطي القرية التي ذهبت إليها إسماً وهو طورزة ، على بعد ( 29 ) كلم من بلدة بشرّي اللبنانية . الزمن الذي عاشت فيه القديسة غير محدد ، بعض الإفادات يجعلها في القرن الخامس أو السادس أو حتى الثامن الميلادي . كذلك المكان الذي نشأت فيه أو ترهبت وقضت غير محدد . هناك إدعاءات ولا ما يؤكد أياً منها . البعض يعيدها إلى بيثينيا أو الأسكندرية ، أو الأسقيط أو تراقيا أو البنطس أو وادي قاديشا في لبنان أو غير ذلك . سيرتها موجودة في اللاتينية واليونانية والسريانية والقبطية والعربية والأثيوبية وسواها , إكرامها شائع في كل المعمورة شرقاً وغرباً . وهي شفيعة ذوات الأحشاء العقيمة وذوات الأثداء الجافة . قيل أن رفاتها بقيت في القسطنطينية إلى القرن الثالث عشر . ثم في السنة 1230 م إستولى عليها الصليبيون ونقلوها إلى البندقية . كذلك ثمة رواية أن رفاتها عرفت في القدس . الإخوة الموارنة يقولون أن ذراعها ( ربما اليسرى ! ) بقيت في دير قنوبين إلى زمن البطريرك الدّويهي ( 1670 – 1704 ) ثم إختفت . شهادات أخرى تفيد بأن الصليبيين نقلوا ذراعها في تراجعهم إلى القلمون ، على الساحل اللبناني في أواخر القرن الثالث عشر ، ثم وجدت في باريس ، للقديسة مارينا إكرامها المميّز في لبنان لا سيما في الكورة الأرثوذكسية وبين الموارنة . في أوساط هؤلاء قيل أنها ترهبت في دير قنّوبين وفي أوساط أولئك في دير مار يعقوب . كذلك محلياً يشار إلى مغارة القديسة مارينا القريبة من دير قنّوبين حيث بقي البطاركة الموارنة يدفنون بين القرن الخامس عشر والتاسع عشر ، أيضاً يشار إلأى مغارة رسمت قديماً بالفريسكات على بعد كلم ونصف شمالي بلدة القلمون القريبة من طرابلس . هذه كانت محجة للمؤمنين لا سيما لذوات الأثداء الجافة اللواتي إعتدن الشرب من الماء الذي يسحّ من حيطان المغارة ، يذكر أيضاً أن مارينا هي واحدة من عشرة نساء ورد ذكرهن في التراث أنهن نسَكنَ في زي الرجال .  

عيدها عند اللاتين والأرثوذكس وعند الشرقيين القدامى هو اليوم الثاني عشر من شباط . وعند الموارنة في 17 تموز ، يذكر أن 17 تموز عند الأرثوذكس والسريان هو عيد قديسة أخرى تحمل إسم مارينا ، وهي مارينا الإنطاكية بيسيدية ، وهي شهيدة . كذلك يعيّد اللاتين في 17 تموز لنقل رفات القديسة مارينا إلى البندقية . هذا ويذكر أن ثمة خلطأ حدث ، هذا وثمة بين القديسة مارينا الراهبة والقديسة مارينا ، شهيدة إنطاكية بيسيدية هو وراء بعض اللغط بشأن قديسة هذا النهار . بشفاعة القديسة البارة مارينا نقول ، أيها الرب يسوع المسيح إرحمنا وخلصنا ، آمين

التوقيع  ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) ” 16:1 “.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!