مقالات دينية

أساس تفعيل المعجزة هو الإيمان

أساس تفعيل المعجزة هو الإيمان

بقلم / وردا إسحاق قلّو

( لو كان لديكم إيمان بقدر حبة خردل قلتم لهذا الجبل : أنتقل من هنا إلى هناك فينتقل .. ) “مت 20 :17”

     بعد تجسد المسيح في الإنسان ، فجر طاقات موجودة ومخفية داخل الأرض وفي البشر ، كانت تحتاج إلى تفعيل بقوة إيمان الإنسان للحصول على نشاطات ومعجزات خارقة لقوانين الطبيعة ( فكل شىء ممكن للذي يؤمن ) ” مر 23:9 ” في الإنجيل تلميحات كثيرة إلى هذه الفكرة ، فالمسيح الذي كان يشفي مريضاً كان عمل شفائه يركّز على القوة الإيمانية النابعة من داخل المريض . ونحن البشر لا نعلم مدى فعالية تلك الطاقات العظيمة المكنونة في داخلنا . في أميركا تيار أسمه ( الشفاء بالإيمان ) يتم شفاء المريض بدون تع-اط*ي العقاقير والأدوية ، وذلك بتفعيل وإبراز الطاقة الكامنة في المريض . . كما تستعمل هذه الطريقة في علم النفس ، وقد أيد الفكرة العالم النفساني الشهير ( كارل يونج ) فهو يؤكد العلاج عن طريق إيمان الشخص ، هذا التيار يكشف لنا أن العلاج الجسماني والنفساني كلاهما مرتبط بحالة إيمانية خاصة تفتح أبواباً داخل الفرد وتدفعه للأنطلاق ، كقول الرب ( قُم فأحمل فراشك وإمش ) ” يو 8:5″  . فما كان يفعله المسيح هو تفجير تلك الطاقات المخزونة ، مع زرع الثقة بالنفس . وكذلك فعل بطرس الرسول بالرجل الكسيح المطروح عند باب الهيكل ( باب الجميل ) ” أع 2:3 ” .

        يسوع المسيح أعطى الحياة وسمح لتلك الطاقات في البشر أن تعطي ثمارها ، كما أعطى لكل المؤمنين به أن يعملوا المعجزات مثله بأستخدام طاقة الإيمان ، فقال لهم ( … من آمن بي يعمل هو أيضاً الأعمال التي أعملها أنا ، بل أعظم منها ) ” يو 12:14 ” فعلينا كبشر أن نبحث عن تلك القدرات الموجودة في داخلنا . الأنجيل أعطى للإنسان قيمة ودروس وثقة لكي يفهم بأن في داخله ينبوع من الطاقات يتدفق لعمل المعجزات أسمه ( النِعمة ) وهو يصفها بالينبوع الذي يتدفق بأستمرار ويتجدد بداخلنا . وهذه القوّة تجعل المؤمن متفوقاً على ذاته ، والدعوة للتفوق هي صفة ملازمة للإنسان . على الإنسان أن يتقدم ويتطور باستمرار إلى ما لا نهاية وإلى إنجازات يصعب تخَيّلها ، كالمجالات الصناعية والعلمية والزراعية وغيرها ، لأن الحياة التي وهبت لنا هي حياة إلهية عظيمة ، ودعوة كل إنسان هي دعوة إلى الآلوهية التي لا حدود لها ، فكل من يؤمن ستتحقق من خلاله المعجزة ، وهذا ما وضحه لنا يسوع عندما نطلب من الآب باسمه سيحقق لنا عندما يخلو طلبنا من الشك ، وعلينا أن لا ننسى بأن روح الله الساكن فينا يعضدنا ، وهذا هو لب إيماننا المسيحي ، فبإيماننا نستطيع أن نفرض طلباتنا وننزع ما نريد من الخالق . فالإيمان هونوع من الخطف ، به نخطف مما للمسيح ونجعله لنا . المرأة النازفة فهمت هذا الدرس جيداً وأرادت أن تطبقه لكي تنال الشفاء ، فجاءت من خلف يسوع بهدوء كالسارق ولمست ثوبه دون أن يشعر بها أحد ، فحدثت المعجزة بقوة إيمانها وأنتزعت مما أرادت من الخالق دون أن يقرر ذلك . بإيمانها اغتصبت ما أرادت . وبإيماننا نحن نستطيع أن نسلب ما لله التي في المسيح يسوع لتمر فينا بقدر ما نؤمن به نحن . والرب يسوع وضّحَ لنا ذلك ، فكان يقول لطالبي المعجزة ليكن بحسب أيمانكم . فالذي يؤمن بالمسيح وقدرته ، حتى وأن كان من الأمم ستحدث له المعجزة أيضاً كالمرأة الكنعانية التي طلبت من يسوع أن يخرج الشيطان من أبنتها ، ويسوع أراد أن يجرب إيمانها القوي ، فقال لها ( ليس من الصواب أن يؤخذ خبز البنين ويطرح لجراء الكلاب ! ) ورغم هذه الإهانة إيمانها ظل صامداً ولا تريد فراقه قبل أن تنزع منه الطلب ، فأجابته ( صحيح يا سيد ، ولكن جراء الكلاب تأكل من الفتاتِ الذي يسقط من موائد أصحابها ! ) فأجابها ( أيتها المرأة ، عظيم إيمانك ! فليكن لك ما تطلبين ! ) فشفيت ابنتها من تلك الساعة ) ” مت 15: 21-28 ” . واليوم نجد الكثيرين من ألمنتمين إلى أديان أخرى يلتجأون إلى الكنائس طالبين الشفاء أو طلبات أخرى فينالونها بإيمانهم .

   الإيمان الغير مشروط والمجرد من الشكوك تم في مريم العذراء عندما بلغها الملاك بأمر مستحيل وهو حبلها من دون زواج ، فسِّر حلول اللاهوت فيها كان بسبب إيمانها بالمستحيل فتحقق ، وهكذا للإيمان قوة ليس في عمل المعجزات فقط ، بل للحصول على الحياة الأبدية ، فالخلاص نحصل عليه بالإيمان ( … من آمن فله الحياة الأبدية ) ” يو 47:6 ” فمن يؤمن بالمسيح سيحصل على الحياة التي فيه والتي نحصل عليها لمجرد إيماننا به كما حدث للمصاوب على يمبنه . وبالإيمان يحدث لنا كل شىء ، والمسيح كان يسأل عن إيمان طالب الطلب قبل أن يفجر فيه طاقة الشفاء أو أي طلب آخر . فعندما كان يشفي الذي يلتمس منه الشفاء كان يرد عليه ( إيمانك شفاك ) وكما قال للأعمى ( مر 52:10 ) وللأمرأة المنزوفة ( مت 22:9 ) وليايروس ( لو 5:8 ) الإيمان إذن هو أساس لتفعيل تلك الطاقة الموجودة بداخل الإنسان الذي يتفتح على بعد معيّن فيجد في ذاته شفاءه .

ليتمجد أسم الرب يسوع 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!