مقالات دينية

تأمل في صعود المسيح إلى السماء  ܣܘܠܵܩܐ 

 تأمل في صعود المسيح إلى السماء  ܣܘܠܵܩܐ 

بقلم / وردا إسحاق قلّو

 تأمل في صعود المسيح إلى السماء  ܣܘܠܵܩܐ 

( ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء إبن الإنسان الذي هو في السماء )

   تنبأ الرب يسوع عن قيامته أمام اليهود ، قائلاً ( إنقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمهُ ) ” يو 15:2″ وهذا ما حصل في فجر يوم الأحد بعد صلبهِ في يوم الجمعة العظيمة ” مت 28: 1-7 ” . وبعد قيامته من بين الأموات ظل على الأرض مع تلاميذه أربعين يوما يتحدث إليهم من كل ما يهم بملكوت الله ” أع 13:1″ . وشرح لهم نبؤات كثيرة تحدثت عن موته وقيامته ، إبتدأ من موسى والأنبياء وبعض المزامير التي تحدثت عنه مثل ( لأنك لن تترك نفسي في الهاوية ولن تدع تقيك يرى فساداً ) ” مز 10:16 ” ، وعن آلامهِ وطريقة صلبهِ ” مز 22 ” ونبؤات اخرى عن آلامهِ وعن قدراتهِ اللاهوتية التي بقوتها قام من الأموات ، وأظهر لهم لاهوته وناسوتهِ في تلك الفترة ، لأنه قبل الصلب كان يخفي عليهم لاهوته ويظهر ناسوتهِ . أخفى لاهوته عن العالم ، لأنهم لو عرفوه لما صلبوه ” 1 قور 8:2 ” . ظهر مرات عديدة تلاميذه وللنسوة ، وبعد هذه الفترة صعد المسيح إلى السماء بعد أن أتم الخلاص والفداء لكل البشر.

  فكما صلب المسيح ومات بإرادته هكا صعد بإرادتهِ وبسلطان لاهوتهِ . بعد أن أكمل إرادة الله لا بد من العودة إلى عرشهِ ولصعوده فوائد كثيرة للمؤمنين به . صعد ليعد لهم مكاناً في السماء حتى يكونوا حيث يكون هو ” يو 14: 2-3 “ وليشفع فيهم ، ويعطيهم عطايا ( طالع أف 8:4 ) . وبعد صعوده لم يتركهم يتامى ، بل صعد ليرسل الروح المعزي فيرشدهم إلى جميع الحق ” يو 16″ . تنبأ داود النبي بصعود المسيح في ” مز 18:68 ” ( صعدت إلى العلاء . سبيت سبياً . قبلت عطايا بين الناس .. ) . وكذلك ” مز 7:24″ ( أرفعن أيتها الأرتاج رؤوسكن ، وإنفتحي أيتها الأبواب الدهرية ، فيدخل ملك المجد ) .  

  يوم صعود الرب إلى السماء أعتبرته الكنيسة عيداً لتحتفل به كل عام ، وإن كان هو بكر الصاعدين ، فأعطانا نحن المؤمنين أيضاً أن نصعد مثلهُ , وقد وعدنا بأن يأخذنا معهُ بقولهِ ( وأنا أن إرتفعت أجذب إلي الجميع ) ” يو 36:12 ” . صعد يسوع أمام أنظار التلاميذ إلى أن أخذتهُ سحابة وإختفى عن أعينهم . وهكذا سيأتي بمجدٍ عظيم على سحاب السماء مع ملائكتهِ ، ليجذب إليهِ الجميع فيبقى معه في كل حين ( 1 تس 17:4 ) . صعد يسوع إلى السماء وجلس عن يمين الله الآب وكما رآه الشماس إسطفانوس عندما كانوا يرجمونه بالحجارة ” أع 7: 55-56 ” هكذا كل من يلبس المسيح ويتألم معهُ في هذا العالم ، لا بد أن يتمجد معه أيضاً . فالذي ينزل معه في هذا العالم لا بد أن يصعد معه أيضاً . فعلينا أن نقتدي به في إخلاء الذات ، وتحمل الآلام والمشقات لكي نصعد على صليب الآلام . والصليب الذي نحمله قبل الموت ، سيحملنا بعد الموت إلى يمين الآب ، فصليب هذا العالم هو رمز لخلاصنا .

 عندما كان يسوع على الأرض ، كان لاهوته موجوداً في السماء والأرض أيضاً ، لهذا قال لنيقديموس الجالس معهُ : ( ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء إبن الإنسان الذي هو في السماء ) ” يو 13:3 ” .

صعد يسوع إلى السماء فعلينا أن نرفع أبصارنا دائماً نحو العلى حيث هناك كنزنا ، فلنسعى لا إلى النزول ، بل إلى الصعود لكي نحصل على عطية المجد الأبدي . المجد الذي تحدث عنه يسوع لأبيه السماوي قائلاً ( وأنا أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ) مجد التبني ، لأننا صرنا أبناء الله . وثبتنا في المسيح بسبب تناولنا جسده ودمه الأقدسين . مجد القيامة والخلود والوجود الدائم مع المسيح في السماء والحياة الأبدية ” يو 22:17″ .

مجداً للصاعد إلى السماء  

  التوقيع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) ” رو 16:1 

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!

يستخدم موقعنا الإلكتروني ملفات تعريف الارتباط وبالتالي يجمع معلومات حول زيارتك لتحسين موقعنا (عن طريق التحليل) ، وإظهار محتوى الوسائط الاجتماعية والإعلانات ذات الصلة. يرجى الاطلاع على صفحة سياسة الخصوصية الخاصة بنا للحصول على مزيد من التفاصيل أو الموافقة عن طريق النقر على الزر "موافق".

إعدادات ملفات تعريف الارتباط
أدناه يمكنك اختيار نوع ملفات تعريف الارتباط التي تسمح بها على هذا الموقع. انقر فوق الزر "حفظ إعدادات ملفات تعريف الارتباط" لتطبيق اختيارك.

وظائفيستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط الوظيفية. ملفات تعريف الارتباط هذه ضرورية للسماح لموقعنا بالعمل.

وسائل التواصل الاجتماعييستخدم موقعنا الإلكتروني ملفات تعريف الارتباط الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي لعرض محتوى تابع لجهة خارجية مثل YouTube و FaceBook. قد تتعقب ملفات تعريف الارتباط هذه بياناتك الشخصية.

أعلاناتيستخدم موقعنا الإلكتروني ملفات تعريف ارتباط إعلانية لعرض إعلانات الجهات الخارجية بناءً على اهتماماتك. قد تتعقب ملفات تعريف الارتباط هذه بياناتك الشخصية.