مقالات دينية

حياة يسوع الخفية

حياة يسوع الخفية

يقول بعض الناس إن الأناجيل لا تروي شيئاً عن يسوع من سنّ 13 إلى نحو سِن 30 ويرتكزون إلى ذلك الصمت الظاهر ليطلقوا العديد من النظرات ، منها أنهُ تعلم لدى الأسينيين بقرب البحر الميّت أو الأخوة البيض في مصر أو الهِند ، وما إلى ذلك . ولكن عندما يستند الإنسان غلى الأناجيل كي يعترض ، يجب أن يعود إلى الأناجيل نفسها كي يجد فيها الجةاب على الإعتراض , ومن الأناجيل وسائر العهد الجديد نرى :

( أ ) أن يسوع لم يكن بحاجة إلى معلمين بشريين وإن فيه ( كل كنوز الحكمة والعلم ) ” قولوسي 3:2 ” وإنه كان يعلم الخفايا ، ويقحِم العلماء منذ حداثته ( طالع لو 2: 46-47 ) وإنهُ ( العالم بكل الناس ولم يكن بحاجة إلى أن يخبرهُ أحد ( يو 2: 24-25 ) وإنهُ كلمة الله وحكمته ( يو 1:1 ) فيه كل الطبيعة الإلهية ( قول 2: 8-9 ) ولا يخدع أحداً بالفلسفة والحكمة الباطلتين ( قول 3:2 ) .

(ب) الآيات التي تنير الفترة بين سن 13-30 عند السيّد المسيح : ( لو 14:4 ) وما يلي : ” رجع يسوع بقوة الروح ( ولم يقل الإنجيل بقوّة العلوم الباطنية عند المصريين أو الهنود أو بقوّة الأخوة الأسينيين ) رجع بقوّة الروح إلى الجليل وأتى الناصرة حيث نشأ ودخل كعادته إلى المجمع يوم السبت … .

   نفهم من هذا النص أن يسوع كان متعوّداً أن يذهب إلى المجمع أيام السبت لبقائه في الناصرة منذ فتوته ، كل ذلك قبل بدء حياته العلنية .

  وعندما يتعجب أهل بلدته الناصرة من علمهِ فإنهم يعطوننا الدليل على أنّهُ لم يفارقهم وإلا لما استغربوا وقالوا : لا عجب في علمه العجيب الذي أتى به من بلد غريب ( راجع لو 22:4) .

  نجد الأفكار عينها والمواقف في ( مت 55:13 ) أما ( مر 6: 2-3 ) فإنه يدلّ على أنّ يسوع عمل نجاراً في الناصرة قبل أن يبدأ حياتهِ التبشرية .

  كثيرون إذ سمعوا بهتوا من تعليم يسوع ، وقالوا : ( من أين لهذا هذا كلهُ ؟ وما هذه الحكمة التي أوتيتها والقوّات التي يجري مثلها على يديه ؟ أليس هذا هو النجار إبن مريم ؟ ) .

الأب يعقوب سعادة

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!