مقالات دينية

كاروزوثا نقوم شبير

سامي خنجرو

samdesho
كاروزوثا (مناداة) نقوم شبير

ان كلمة كاروزوثا في اللغة السريانية، هي من الفعل كْرَزْ ومزيدهُ أَخْرِزْ، ويعني: كَرَزَ، وَعَظ، بَشّرَ، أعْلنَ، نادى، …..الخ. وفي طقسنا المشرقي، تأتي هذه المناداة (الطلبات) في الصلوات يومياً، صباحاً ومساءا وعلى مدار السنة. ان طلبة كاروزوثا الشائعة، تقال يوميا في صلاة الرمش، وتتلى بلحن بسيط باستثناء يوم السبت (رمش الاحد) اذ لها لحن معروف، وكذلك يوم الاحد ا(لاسبوع الاخير، دْأحْرايي) فلحنها خاص ويتبع لحن الترنيمة التي قبلها.

هذه الكاروزوثا، لم تُألّف أبياتها كاملةً كما نراها اليوم، وليس لدينا معلومات تاريخية عن هوية مؤلفها. لكن يُبان بان تأليف أبياتها كان على مراحل، حسب الظروف التي مرّت بها كنيسة المشرق، من الاضطهادات والكوارث والافات وغيرها. فنرى معاني أبياتها الافتتاحية في القسم الاول، مخصصة لمناداة الله الرحوم والمهتم بنا والمخلّص ومدبر الكل. أما القسم الثاني، فتأتي الابيات التي تركَّز على الامن والطمأنينة واصطلاح وثبات العالم وجميع الكنائس وجميع البلاد، ووفرة الغلّة واعتدال المناخ. ثمّ ما يخصّ سلامة الرؤساء الروحيين والزمنيين (الملوك). أما القسم الاخير، وهو الاطول، فتأتي الأبيات مشابهة للقسم الاول، لكن بصورة أشمل. اذ تشرح رحمة الله لتدبير البشر، والتسبيح له في السماء والارض، ثمّ نرى بيتاً مخصصأ للزمن الطقسي، حسب التدبير الالهي ومجئ المخلص، الذي أفرح الارض والسماء، اضافة الى وصف طبيعة الله غير المائتة والساكن ببهاء جليل. والبيتان الاخيران عبارة عن مناداة المخلص لكي ينجينا نحن المؤمنين بنعمته، ويُزيدَ بيننا الامن والسلام.

ان طلبة الكاروزوثا في وضعها الحالي، جمعها ورتّبها ايشوعياب الحديابي البطريرك +659م. والمعروف ان هذا البطريرك، هو الذي رتّب أيضا السنة الطقسية. اذ قسّمها الى أزمنة طقسية (سابوعات)، حسب التدبير الخلاصي، بدءا بسابوع البشارة، وانتهاءا بسابوع تقديس البيعة. كما رتّب طقس الرسامات للدرجات الكنسية، اضافة الى رتبة تقديس المذبح والزيوت.

هناك أنواع كثيرة من الكاروزوثا نقوم شبير في طقسنا كنيستنا المشرقية الكلدانية وفي كنيسة المشرق الاشورية بفرعيها على حدّ سواء. وهي مخصصة لزمن طقسي معين او عيد او تذكار او مناسبة دينية وغيرها. وجميعها تشترك بعدة أبيات، وخصوصا في البداية والنهاية، مع نقوم شبير الشائعة والمعروفة، ومنها :
1. كاروزوثا تقال بعد التسبحة (تشبوحتا) في صلاة الصبح لجميع أيام الاحاد على مدار السنة، وهي مختلفة عن بعضها البعض لكل أحد، وأبياتها تعكس معنى الزمن الطقسي. ولحنها معروف وثابت في جميع الاحاد
2. كاروزوثا تقال بعد التسبحة في صلاة الصبح لجميع الاعياد والتذكارات، مختلفة عن بعضها البعض، وأبياتها تعكس معنى العيد أو التذكار. ولحنها مثل أيام الاحاد كما جاء في الفقرة 1.
3. كاروزوثا تقال في صلاة المجلس (مَوتوا)، ومطلعها: الرب القوي الوجود الازلي الساكن في الاعالي. وتتلى بلحن بسيط
4. كاروزوثا تقال في صلوات السهرة (قالي دْشهْرا)، ومطلعها: الذي علّمنا أن نصلي دون ضَجَر. وتتلى بلحن بسيط.
5. كاروزوثا تقال في صلاة السوباعا أيام الصوم، ومطلعها: الرب القوي الضابط الكل اله آبائنا، ولها لحن خاص
6. كاروزوثا تقال بعد صلاة الصبح لفترة الصوم الكبير الخمسيني، ومطلعها: الذي يفتح باب التوبة لجميع الخطأة. وتتلى بلحن بسيط.
7. كاروزوثا خاصة لجمعة لعازر، الجمعة السابقة للجمعة العظيمة، وتقال بعد التسبحة في صلاة الصبح. ولها لحن خاص
8. كاروزوثا خاصة لجمعة الالام تقال في صلاة الرمش. ولحنها كما هو معروف حزين.
9. كاروزوثا خاصة تتلى في صبيحة عيد القيامة في صلاة التطواف (طخسا دحوكايا). وطقسياً، يتلوها شماسان جالسان على الكرسي، عكس تلاوة جميع الطلبات الاخرى أذ تتلى وقوفا.
10. كيوركيس الاول الجاثاليق البطريرك +680م، له كاروزوثا خشوعية تقال في اليوم الاول من صوم نينوى، ومطلعها: ألاها إيثيا دمن عالم…. ( الله الازلي السرمدي الصالح من الابد).
11. كيوركيس الاربيلي +987م مطران أربيل والموصل، له كاروزوثا تقال في اليوم الثاني من صوم نينوى ومطلعها: ألاها إيثيا مثومايا…( الله الوجود الازلي الذي باشارته صارتْ الخلائق).

ختاماً لا بد ان نذكر بعض الشمامسة المنكيشيين الذين برعوا في أداء لحن هذه الطلبات ممّن عرفناهم أو نقلاً عن بعض المُخبرين عنهم:
1. الشماس الرئيس حنا ميخو بكو، وكان صوته رخيماً. وقد برع في أداء كاروزوثا لعيد القيامة المذكورة في الفقرة 9 أعلاه. كما امتاز باجادته للحن كاروزوثا الجمعة العظيمة المذكورة في الفقرة 8 أعلاه.
2. الشماس ميخو شابي (ميخو كرّا)، وامتاز بصوت بديع. اذ كان يتلو طلبة يوم السبت (رمش الاحد) تلاوةً بنكهة خاصة بديعة.
3. الشماس حنا سارم، صاحب الصوت الذهبي، وكان يجيد أداء جميع الطلبات بامتياز، وخصوصاً كاروزوثا أيام صوم نينوى، اذ لها لحن خاص مثل لحن كاروزوثا التي تقال في صلاة الساعة في الخميس الاول من الشهر والمخصص لقلب يسوع (صلوثا دْساعة).

وأخيرا نتمنى للجميع عيد ميلاد سعيد ورأس سنة مباركة، طالبين من طفل المغارة ان ينظر بعين الرحمة للمشرّدين والمهجّرين من ابناء شعبنا، لانهاء مأساتهم وان يرجعوا الى بلداتهم وقراهم.

سامي خنجرو – استراليا
..

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!