غير مصنف

القديسة ماري ألفونسين غطاس والقديس أبولس

القديسة ماري ألفونسين غطاس والقديس أبولس

 القديسة ماري ألفونسين غطاس ؟

إعداد / وردا إسحاق قلّو

القديسة ماري ألفونسين غطاس والقديس أبولس

من هي القديسة ماري ألفونسين غطاس ؟

 ماري ألفونسين غطاس هي راهبة مسيحية ولدت في القدس باسم سلطانة عام 1843 من عائلة مؤمنة ومتدينة ، تميزت بالتقوى والحياة المسيحية الملتزمة وحب الفضيلة والخير. إسم والدها دانيل غطاس ، كان يعمل نجاراً في القدس . ووالدتها كاترينا ، ربة بيت تقية فاضلة ، ولها ثلاث أخوات وخمس إخوان . البنات إعتنقن الحياة الرهبانية ، وأخوها أنطون صار كاهناً للرب .

نالت ماري سرّ العماد بعد شهر ونصف من مولدها ، ودعيت في العماد ( مريم ) وكانت طفولتها بسيطة . انخرطت في سلك الرهبانية عام 1860 وأبرزت نذورها الابتدائية عام 1863، وقامت بعد إبرازها النذور بتعليم اللغة العربية لمدة سنتين في القدس ، أسست خلالها “ أخوية الحبل بلا دنس ” و” أخوية الأمهات المسيحيات”.

نقلت بعد القدس إلى بيت لحم ، وخلال تواجدها هناك ، ظهرت لها السيدة العذراء طالبة منها إنشاء رهبانية جديدة باسم “ راهبات الوردية المقدسة ” ، ووافق بطريرك القدس اللاتيني آنذاك على طلبها ، فتأسست على يدها “ راهبات الوردية المقدسة ” عام 1883 برفقة ثمانية فتيات أخريات . وقد تمت الموافقة على قوانين الرهبنة عام 1897 ونمت بسرعة وازداد عدد المنتسبات لها ، ثم أصبحت عام 1959 رهبنة حبريّة أي تتبع مباشرة للكرسي الرسولي

جالت الأم ماري ألفونسين في مناطق عدة ضمن مهمة التدريس والإرشاد في كل من مدينة الناصرة ومدينة السلط في الأردن وغيرها من الأماكن ، وأخيراً في بلدة عين كارم حيث توفيت بعد أن أسست داراً للأيتام . وقد تميّزت بالحب والتواضع والصمت والبذل والعطاء

تم إعلانها طوباوية للكنيسة الكاثوليكية في 22 تشرين الثاني 2009 ، بعد موافقة البابا بندكتس السادس عشر على أنها عاشت “ الفضائل المسيحية ” وهي المحبة والإيمان والرجاء خلال حياتها الأرضية ، ونسبت أعجوبة شفاء لشفاعتها ؛ وقد تم قداس التطويب في بازيليك البشارة بمدينة الناصرة.

وسيتم إعلانها قديسة في 17 أيار الحالي في الفاتيكان

“” موقع أبونا” ينشر المعجزة التي أحدثت إعلان قداسة الأم ماري ألفونسين غطّاس

لم يكن “اميل” ، من كفر كنا، يعلم بأن الترانيم والصلوات التي رفعت لـ”وردة القدس” خلال قداس التطويب في مدينة الناصرة ، يوم الأحد 22 تشرين الثاني نوفمبر 2009 ، ستأتي له برحيق طيب ، “من أعلى سماها”، يستنشقه ويرد له نعمة الحياة من جديد

المعجزة ، التي لم يجد لها العلم أية تفسيرات طبية أو براهين علمية ، قد تمت صباح يوم التطويب ذاته . لكن القصة بدأت قبل الحدث الكبير بيومين ، أي ظهر يوم الجمعة 20 تشرين الثاني نوفمبر  2009، بالتزامن مع استعدادت “ الكنيسة المجاهدة ” في الأرض المقدسة لإعلان طوباوية ماري ألفونسين غطاّس ابنة “الكنيسة السماوية

“أعجوبة من السماء ” هكذا وصف أحد الأطباء الذين أشرفوا على حالة المهندس إميل منير الياس (32 عاماً آنذاك)، والذي يعمل كمهندس للمساحة في منطقة ريشون لتسيون ، وسط فلسطين المحتلة ، بعد أن عاد إلى الحياة “ بقدرة قادر وبشكل مفاجىء وغير متوقع ” ، من غيبوبة عميقة ألمت به جراء صعقة كهربائية تعرض لها خلال عمله المعتاد

“كان فاقداً للحس والوعي ، من دون تنفس أو دقات قلب ” ،  وذلك بحسب ما يقول أحد الشهود المارين من مكان الحادث صدفة ، وهو شرطي خارج وقت عمله كان برفقة زوجته التي تقود السيارة لإحضار ابنتهما الصغيرة من الحضانة، حيث قدم لإميل الممدد أرضاً كل ما يستطيع من إسعافات أولية ريثما تصل سيارة الإسعاف التي طلبها وتنقله مسرعة إلى مستشفى “ آساف هاروفيه ” لتلقي العلاج اللازم

وصلت سيارة الإسعاف إلى المستشفى في تمام الساعة 1:09 ظهراً ، وأدخل إلى قسم علاج القلب المكثف. يقول التقرير الرسمي الصادر أن إميل “وصل وهو مربوط بجهاز تنفس اصطناعي ، وهو في حالة خطيرة جداً” ، وبالرغم من عودة النبض إليه على نحو ضعيف بمساعدة الأجهزة الطبية ، إلا أنها لم تفلح في منع دخول إميل في غيبوبة عميقة من الدرجة الثالثة على مقياس “غلاسكو

صلوات وسط الحزن والألم

“انتشر خبر إصابة إميل بسرعة البرق وتعدى حدود بلدته كفركنا”، حتى المواقع الإلكترونية المحلية قد أبرزت “إصابة إميل منير الياس بصعقة كهربائية” في أخبارها العاجلة وعناوين أحداثها . لكن لم يعلموا بأن هنالك نعمة خفية ستعمل على تغيير المجريات “ من الآن وصاعداً ”، وبأن حدث تطويب الأم ألفونسين الذي تعيشه الأرض المقدسة في هذه الأوقات ، والصلوات التي رفعت بشفاعتها “ سيشمل إميل بالرحمة ” ، بحسب تعبير أحد الشهود على الحادثة.

تقول شيرين الياس نصرالله ، شقيقة اميل ، في شهادتها الرسمية لمجمع دعاوى القديسيين ، “ سمعت بأن جميع من عرف بالحادث بدأ بالصلاة ، وأنا كذلك ، من أجل شفائه بقدرة الله وبشفاعة الأم ماري ألفونسين التي كنا نستعد للاحتفال بتطويبها ”. وتضيف : “ باشرت بالصلاة حال سماعي الخبر مع عموم أفراد العائلة المتواجدين في البيت . رفعنا أيدينا متضرعين إلى الله أن يستجيب دعاءنا بشفاعة الطوباوية ماري ألفونسين غطاس . واستمرينا بالدعاء حتى نهاية قداس التطويب الاحتفالي ظهر يوم الأحد

ومن بين الشهادات التي اعتمدها مجمع دعاوى القديسين في القضية ، شهادة لثلاث من راهبات الوردية : “ب د”، “ت د”، “أ م”. فحال سماعهنّ الخبر المؤسف “وضعنّ صورة للطوباوية ألفونسين أمام تمثال العذراء وأشعلن الشموع وبدأن بصلاة المسبحة مع أفراد عائلة إميل المجتمعين في البيت طالبين شفاعة الطوباوية الأم ماري الفونسين لشفائه… فبعد كل بيت من المسبحة كانت إحدانا تقول : أيتها الطوباوية ماري ألفونسين اشفي إميل ، ويردد جميع الحضور بعدها العبارة نفسها ثم نباشر بصلاة البيت الثاني

كما يضاف إلى قول شقيقة إميل وراهبات الوردية الثلاث ، عشر شهادات أخريات اعتمدها المجمع في الفاتيكان لأشخاص يجمعون على رفع الصلوات بشكل فردي وجماعي، و” بحرارة شديدة لدرجة البكاء أحياناً ” ، وكلهم على “إيمان أكيد بأن الأم ألفونسين سوف تستجيب لهم بقدرة الله ” ، وأن ما حدث كانت “أعجوبة حقيقية”، ينسبوها بشكل تام لـ”شفاعة الأم ألفونسين” و” ما لها من شأن عند الله ” ، متمنين على إثر ذلك بأن “يتم تقديس الطوباوية ماري ألفونسين بأقرب وقت ممكن بمشيئة الله

وبعد ثلاث أيام…

منذ وصول إميل إلى المستشفى ظهيرة يوم الجمعة إلى صباح يوم الأحد ما زالت حالته مستقر في الغيبوبة العميقة وليس لديه أي اتصال مع محيطه الخارجي . يقول تقرير الأطباء الرسمي : “ بناءً على الحالة الصعبة التي وصلت إلى المستشفى : ما فوق الخمسة عشرة دقيقة من التنفس الاصطناعي وتشغيل القلب عن طريق الجهاز الكهربائي ، إلا أن المريض لم يسترد الوعي طوال الثلاثة أيام من العلاج . من هنا قرر الأطباء إجراء تبريد الجسم ، ليقوا الدماغ من التلف ، لهذا أرادوا أن يرفعوا العلاجات والأجهزة الإنعاشية ، صباح يوم الأحد ، ليروا ردود الفعل عند المريض وخاصة الدماغ

ويضيف المستشفى في تقريره الخاص لمجمع دعاوى القديسين في الفاتيكان : “ صباح يوم الأحد 22/11/ 2009، أي في اليوم الثالث من وصول المريض ، قرر الأطباء المشرفون على حالته أن يبدأوا بتحمية الجسم تدريجياً ، ولكن بقدرة قادر، وبشكل مفاجىء وغير متوقع ، إسترد وعيه ، وحاول هو بنفسه  إزالة الأجهزة التي استعملت لذلك”.

وبعد استرداد إميل لوعيه بشكل فجائي ، يؤكد المستشفى في تقريره الرسمي بأنه أجريت له فحوصات للقلب ، وتبّين أن قلبه سليم وأعصابه سليمة . كما أجريت له فحوصات متعددة للوقوف على صحة الدماغ ، وتبّين أيضاً بأنه لم يصب بأذى أو ضرر، فكان وضعه جيداً في جميع الحالات : قلب ، دماغ ، تنفس…

وحول حادثة إميل ، يعقّب مكتب إستشاري مختص في هندسة الكهرباء بعمّان ، وهو أحد المكاتب الثلاثة في كل من الناصرة والقدس وعمّان التي قدمت ملاحظاتها العملية في قضية إميل لمجمع دعاوى القديسين في الفاتيكان ، أن “المسار الذي تبعه التيار الكهربائي دخل من اليد اليمنى إلى الرجل اليسرى مروراً في القلب . لذلك توقف القلب ” .  ويضيف : “ عند حدوث الصدمة الكهربائية داخل جسم الإنسان يمر التيار الكهربائي في أنحاء الجسم ، والجهاز العصبي هو الأكثر تأثيراً ، كونه يحمل الشحنات الكهربائية، ومن ثم الأجهزة المرتبطة به

ويضيف المكتب : “ لقد كانت حالته خطرة جداً لأنه كان تيار بجهد كبير فاستطاع حرق رجله اليسرى . وضعه كان محرجاً وخطراً فقلبه توقف لفترة من الممكن أن تكون عشرة دقائق على الأقل رغم أنه قد تلقى الانعاش من الشرطي ومن سيارة الاسعاف عن طريق الجهاز الكهربائي والتنفس الاصطناعي، لكنه وصل المستشفى بغيبوبة عميقة ”.

ولفت المكتب في رده على أحد أسئلة المجمع : “ ينتج عن الصدمة الكهربائية إبتهار العين فتحدث عتامة في العدسة كنتيجة لدخول أو سريان التيار، وينتج عن تعرض العين للوميض الكهربائي عادة إلتهابات ” ، لكن أضاف معقبّاً على حالة إميل بأنه “ لم يصب ولم يتعرض لأية من هذه النتائج ” ، مؤكداً التقرير بأنه “لم تظهر عليه أي إشارات مرضية في الأعصاب أو في القلب تمت إلى الصاعقة بصلة

 في انتظار إعلان القداسة في الفاتيكان:

واليوم .. يبلغ إميل من العمر 37 عاماً ، ويصف ما حدث معه بـ ” التجربة الفريدة من نوعها ”. ويقول : “ أتمنى أن يتم تقديس الطوباوية ألفونسين من كل قلبي ، لأن عودتي سليماً إلى بيتي كانت بفضل صلوات الكثيرين الذين طلبوا شفاعتها”، ويضيف “عرفاناً بالجميل لهذا الحدث ، أخذت على نفسي أن أتلو الصلاة المعدّة لإعلان تقديس الأم ألفونسين يومياً طيلة حياتي

فيما تضيف إحدى الشهادات الجماعية : “ نؤمن بأن شفاعة المطوّبة ألفونسين قد تحركت بفعل الصلوات والأدعية التي رفعت من قبل الشعب والجماعات الروحية المصلية وراهبات الوردية بشكل خاص ” .  في حين يردّد أحد شهود العيّان المقّربين لإميل ، وقد تابع حالته الصحية لحظة بلحظة : “ أعتقد إلى حدّ الإيمان بأن شفاعة ما هبطت على إميل ، وهي باعتقادي شفاعة الطوباوية الأم ماري الفونسين غطاس ، وهي فعل عجائبي فوق العادي

فلا شكّ من أن الجموع الغفيرة التي اجتمعت في قداس بازليك الناصرة حول ألفونسين ، قد رفعت حناجرهم بقلوب خالصة مؤمنة إلى الطوباوية الجديدة “ في أعلى سماها ” ، وقد جنى أحدٌ من أحبائهم ، سريعاً وفي ذات اليوم ، نعمة “ ما زرعت يداها.

 فيا أيتها القديسة ألفونسين ، زهرة القدس ، صلي لأجلنا وتشفعي لنا دائماً لدى الله، ولدى من ناجيتها في رؤاك السماوية. آمين.

القديس أبولس هل هو كاتب الرسالة إلى العبرانيين ؟

بقلم / وردا إسحاق قلّو

 قال الرسول بولس ( فمن هو بولس ؟ ومن هو أبولس ؟ بل خادمان آمنتم بواسطتهما ) : 1 قور 5:3 “

يقول شباب اليوم ، كيف تريدون منا أن نعلِّم التعليم المسيحي ، أن ننقل البشرى إلى العالم كما فعل الرسل في زمانهم ؟ نحن لا نعرف إيماننا جيداً ! الجواب : إنظروا إلى سيرة الواعظ أبولس ، وإقتدوا به .

  حين وصل الرسول بولس إلى أفسس ، وجد جماعة من الأتقياء يؤمنون بيسوع ، ولكن تعليمهم كان ناقصاً . لم يعتمدوا إلا بمعمودية يوحنا المعمدان . كانوا يجهلون وجود الروح القدس . ولكن ما همّ ذلك ما داموا يحيون حياة يسوع المسيح . من نظم هذه الجماعة ؟ نظموا من قبل العلمانيون مثل أبلوس ، وأكليله وبريسكلة .

   أبولس هو يهودي متعلم من الأسكندرية . مدينة المكتبة المشهورة ، أهتم بالكتب المقدسة التي هي بالنسبة إليه الطريق التي تعطي حياته معنى . كيف إكتشف يسوع في الإسكندرية ؟

يقول النص الغربي بأن المسيحية دخلت إلى مصر عشرين سنة بعد القيامة . أو في مكان آخر ، جاءه النور فرأى الطريق التي تفتحها الكتب والتي تقود إلى يسوع الذي هو الطريق . عندما يكتشف الإنسان ما يعطي معنة لحياته فهو لا يستطيع أن يحتفظ به . وهكذا كان الأمر بالنسبة إلى أبولس الذي وصل غلى أفسس فأخذ يكرز ويعلم في المجامع بدقة ما يخص يسوع ، وحاول ان يبين لأخوته اليهود أن الكتب تقود إلى يسوع . فسمعه أكيلا وبريسكيلة اللذان سبق لهما أن سمعا بولس في قورنثية ( قورنتوس ) ، فأعجبا بإيمان هذا الشاب ، ولكنهما دُهشا مما ينقصهُ فأخذاه إلى بيتهما وشرحا له مذهب الرب وأكملا تعليمه ( أع 18: 24-28 ) وحين وصل بولس إلى أفسس ، وجد أبولس مساعداً ومختاراً له ز عرَّفَ القورنتيون الذين سمعوا وعظة ( كما يقول النص الغربي ) فوعوه إلى مدينتهم ، فنجح نجاحاً جعل القورنتيين يضعونه في نظام بطرس وبولس . وبعد رجوعه إلى أفسس ، تكونت في قورنتس أحزاب إجتمعت حول إسمه ( 1 قور 12:1 ، 3: 4-5 ) أما ابولس فعمل مع بولس بصدق ، وماشاء يوماً أن يشجع هذه التتحزبات ، لهذا رفض أن يعود إلى قورنتس رغم إلحاح بولس عليه ( 1 قور 12:16 ) . عبرّ الرسول بولس عن دوره في التبشير مع رفيقه أبولس ، فقال ( فمن هو بولس ؟ ومن هو أبولس ؟ بل خادمان آمنتم بواسطتهما ، أنا غرست وأبولس سقى ، لكن الله كان ينمي .. ) ” 1 قور 3: 5-6 : .

  قال بعضهم أن أبولس كتب الرسالة إلى العبرانيين ، أي أنه هو كاتب العبرانيين .

   يرى علماء الكتاب المقدس في عصرنا على إختلاف مذاهبهم ، أن كاتب الرسالة إلى عبرانيين ليس القديس بولس ، فقد خلت في أولها ذكر إسمه وإسم الذين وجهها إليهم . ومن عادته أن يفتتح بهما جميع رسائله . ثم ان إنشاء كاتب الرسالة يختلف عن إنشائه ، فهي مكتوبة بلغة متقنة وكلامها منسجم ، وعباراتها حسنة التنسيق وليس فيها الجمل المعترضة التي تجعل إسلوب بولس معقداً . وإذ كان في هذه الرسالة ما يشبه اقوال بولس في الخلاص بالإيمان بيسوع ، ففيها أيضاً ما لا ذكر له في رسالته كالكلام الطويل على كهنوت المسيح ، لذلك يذهب كثير من العلماء إلى قول بعض الأقدمين ، أمثال أوريجينس المصري ، أن كاتب الرسالة هو واحد من تلاميذ بولس ، له معرفة باليونانية حسنة وإطلاع واسع على السفار المقدسة والعقيدة اليهودية . وقد يكون أبولس ، من أهل الإسكندرية ، أنه فصيح اللسان ، متبحر في الكتب ، وكان قد لُقِنَ دين الرب فإندفع بخطب بحمية ، ويعلّم تعليماً صحيحاً ما يختص بيسوع . وربما كتب هذه الرسالة إلى العبرانيين عن أمر بولس سنة أو سنتين قبل إستشهاده عام 67م في روما

 مهما يكن من أمر ، أبولس هو مثال حي للمؤمن الذي يعرف أن يجعل الكنيسة تنشأ حيث يعيش ، مهما كان مستوى ثقافته الدينية .

  أقام بولس في قورنتس سنتين يعمل في حياكة الخيام في بيت اكيلا وبريسكيلة اللذين طُرِدا من رومة . وهناك في سنة 51م سيبدأ بكتابه العهد الجديد مع الرسالتين إلأى أهل تسالونيقي . هذه الإقامة كانت مهمة لبولس الذي سيواجه العقلية الوثنية فيكتشف بولس مع القونثيين الإخلاق المسيحية .

  إنطلق بولس من جديد فمر في أورشليم وإنطاكية وأقام سنة ونصف في أفسس حيث إلتقى بتلاميذ يوحنا ، كانوا جماعة إهتدوا على يد بولس الذي عرف طريق الرب وما يخص بيسوع المسيح ، ولكنه لم يعرف إلا عماد يوحنا ، لم يعرف الروح القدس . كل هذا يدل على الحركات المعمدانية وتأثير الجماعات التي أخذت بتعليم يوحنا المعمدان . أبولس تم إثارته من قبل أكيلا وبريسكلة فأصبح معاوناً لبولس الذي لا يستغنى عنه ( طالع 1 قور 12:16 ) وعبّرَ بولس مرة ثانية إلى  اليونان ، ومن هناك إستعد للصعود إلى أورشليم . أما أبولس فظل في مكانه . كتب بولس عن ابولس إلى الأخوة قائلاً ( أما أبلوس فكثيراً ما توسلت إليه أن يرافق الأخوة في الذهاب إليكم ، ولكن ، لم تكن رغبة قط في أن يذهب الان . على أنه سيذهب عندما تتوفر له الفرصة المناسبة ) ” 1 قور 12: 16″ .

 رسم أسقفاً على هيراكليا ، تنيح بسلام بعد جهاد عظيم .

 ولربنا المجد الدائم . آمين .

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!