مقالات دينية

عيد السعانين … عيد النصرة والفرح

عيد السعانين … عيد النصرة والفرح

 بقلم / وردا إسحاق قلّو

( ابتهجي جداً يا ابنة صهيون ، أهتفي يا بنت أورشليم ، هوذا ملكك يأتي إليك . هو عادل ومنصور ، وديع راكب على حمار وجحش ابن أتان ) ” زك 9:9 “

تنبأ زكريا النبي بيوم دخول الرب الأنتصاري إلى أورشليم فوصف دخوله بأحترام فائق لم يتوقعه قادة اليهود . استقبله شعب أورشليم بالأبتهاج والفرح والغبطة لأنه ملك منصور ، ووديع راكب على حمار لا على حصان مزين بالحلي كما كان يفعل معظم الملوك المنتصرين العائدين من المعارك . كان استقبال يسوع من قبل الشعب رسالة ودرس في التواضع الذي أظهره يسوع أمام الجميع من جهة وميل الجمهور كله له بهتاف وفرح .

يسوع الإله المتجسد أختار حماراً وعرف موضعه ، وأكد لمن أرسلهم لإحضاره بأن هناك من يسألهم عن سبب فك رباط الأتان والجحش ، وما هو الجواب الشافي لإقناع السائلين ؟ الجواب لأنه الإله المتجسد والموجود في كل مكان ويقرأ حتى ما في القلوب والأذهان ، كما كان يقرأ أفكار الكتبة والفريسيون والكهنة ،  ويعلم بكل أحداث المستقبل .

تم إحضار الحمار فوضع التلاميذ ملابسهم عليه بدلاً من السرج ، فركبه يسوع وسار بين الجموع المحتشدة في شوارع المدينة . من أين أتت تلك الجموع ، وما هي الأسباب التي دفعتها إلى إعلان البيعة للرب ، وكيف عرفت أن يسوع هو إبن داود ( أي المسيح ) ؟ كذلك نقول كيف كانت تشهد له وتهتف قائلة ( أوصانا لإبن داود ) أو ( هوشعنا لإبن داود ) ؟ كلمة هوشعنا مركبة وتعني ( فلنفرح بالخلاص الحاضرهنا والآن ) . الشعب كان يعلم بأنه من نسل داود الملك . أما أوصانا في الأعالي فهو ( لتصرخ الملائكة ) .

التلاميذ وضعوا ملابسهم على الحمار ، أما الشعب فخلع كل منهم ردائه ليفرش له الطريق ، وخلع الرداء يعني خلع القديم من أجل الجديد ، كما فعل الأعمى بريماوس في أريحا الذي أخذ يصيح ( رحماك يا ابن داود ، يا يسوع ! )  ألقى رداءه وَوَثبَ وجاء إلى يسوع ( مر 10 : 46 ، 50 ) . كما قطع الجموع سعف النخيل وطرحوه في طريق الرب لأن سعف النخيل يرمز إلى النصرة وكذلك سعف الزيتون الذي يرمز إلى السلام والأستقرار والحياة الجديدة . عَلّمنا نوح بعد فترة الطو*فا*ن واستقرار الفلك . نقول بأن مشيئة السماء هي التي دفعت الجموع إلى هذا الحضور والهتاف بكل قدراتها لأستقبال السيد ، فأخذ الصغار والكبار مع التلاميذ يعلنون شهادتهم قائلين ( هوشعنا لإبن داود ! تبارك الآتي باسم الرب هوشعنا في العلى ) ” مت 9:21 ” . الجموع لا تعلم ماذا تقول ، وما هي القوة الخفية التي جمعتهم ودفعتهم للإعتراف بالراكب على جحش ابن أتان بهتافات حارة ضجت أورشليم كلها وشعرت بالقوة الداخلة إليها فسألت : من هذا ؟ فأجابت الجموع المحتشدة ( هذا هو النبي يسوع من ناصرة الجليل ) تلك اليد الخفية التي عملت فيهم هي من الروح القدس الناطق على ألسنتهم ، فلهذا عندما عارض كهنة اليهود طالبين من الرب أن يسكتهم ، فأجابهم ( إن سكتوا هؤلاء فالحجارة تنطق ) 

عادت الجموع بعد أيام قليلة يعد أن هتفت له لكي تقف مع كهنة اليهود أمام بيلاطس البنطي لتهتف قائلةً ” أصلبه أصلبه ” .

تحتفل الكنيسة المقدسة بعيد السعانين في يوم الأحد من الأسبوع السابع للصوم ، فتخرج الجموع المؤمنة من كنائسها حاملة أخصان الزيتون أو سعف النخيل لكي تطوف حول كنائسها ، أو في شوارع المدن والقرى وأمامهم من يحمل صليب الرب المزين بتلك الأغصان هاتفين الأناشيد الخاصة بهذه المناسبة متذكرين يوم دخول يسوع إلى أورشليم . نطلب منه ان يدخل إلى أورشليم قلوبنا ويباركنا .

ليجعل الرب عيد هذه السنة عيد فرح وسلام في العالم كله .

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!