اخبار طب وصحة

الإعلانات الغذائية والسمنة لدى الأطفال: خطر متزايد

رعد هاشم علي – في إطار جهود المركز الوطني لعلاج وبحوث السكري في تعزيز الوعي الصحي ونشر الثقافة الغذائية السليمة،قامت لجنة التثقيف الصحي في المركز الوطني للسكري وحسب توجيهات الأستاذ المساعد الدكتور حيدر فاضل الربيعي مدير المركز.

حيث تم تسليط الضوء من قبل المدرس الدكتور رافع قدري متعب التدريسي في مركزنا على أحد أبرز التحديات الصحية التي تواجه أطفالنا اليوم، وهو التأثير المتزايد للإعلانات الغذائية على معدلات السمنة بين الأطفال.. أقيمت في العقود الأخيرة، شهدت معدلات السمنة لدى الأطفال ارتفاعًا مقلقًا، مما جعلها إحدى القضايا الصحية الأكثر إلحاحًا على مستوى العالم. وتعد الإعلانات الغذائية عاملًا رئيسًا في هذه الظاهرة، حيث تؤثر بشكل كبير على خيارات الأطفال الغذائية، مما يدفعهم نحو استهلاك أطعمة غير صحية بفضل استراتيجيات تسويقية مدروسة.

تركز معظم الإعلانات الموجهة للأطفال على المنتجات الغذائية الغنية بالسكر والدهون المشبعة والملح، مثل المشروبات الغازية، والوجبات السريعة، والوجبات الخفيفة عالية السعرات الحرارية. وتستخدم الشركات أساليب تسويقية مؤثرة، مثل الشخصيات الكرتونية المح*بو-بة، والعروض الترويجية، والمكافآت المجانية، لجذب انتباه الأطفال وتعزيز ارتباطهم العاطفي بهذه المنتجات. كما تعتمد الإعلانات على الألوان الزاهية والتصميمات الجذابة لجذب اهتمام الفئات العمرية الصغيرة، مما يجعل الأطفال ينجذبون لهذه المنتجات دون وعي كافٍ بأضرارها. تشير الدراسات إلى أن الأطفال أقل قدرة على التمييز بين المحتوى الإعلاني والمحتوى الإعلامي العادي، مما يجعلهم أكثر عرضة للتأثر بهذه الإعلانات. كما أن التعرض المتكرر لها يؤدي إلى تغييرات في تفضيلاتهم الغذائية، مما يدفعهم إلى استهلاك أطعمة غير صحية بكميات أكبر. وأكدت إحدى الدراسات أن الأطفال يربطون الوجبات السريعة بالمتعة، وأن مشاهدة الإعلانات التلفزيونية لهذه المنتجات تجعلهم يشعرون بالجوع حتى وإن لم يكونوا بحاجة فعلية للطعام.

الإعلانات الغذائية والسمنة: العلاقة والمخاطر

أثبتت الأبحاث وجود علاقة وثيقة بين كثافة الإعلانات الغذائية وزيادة معدلات السمنة لدى الأطفال، وذلك من خلال عدة آليات:

  • زيادة استهلاك السعرات الحرارية: تدفع الإعلانات الأطفال لاختيار الأطعمة الغنية بالطاقة، والتي غالبًا ما تفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية، مما يؤدي إلى اختلال التوازن الغذائي وزيادة الوزن.
  • التأثير على أنماط الأكل: تشجع الإعلانات الأطفال على تناول الطعام خارج أوقات الوجبات الرئيسية، مما يزيد من احتمالية الإفراط في الأكل.
  • تقليل استهلاك الأطعمة الصحية: يؤدي التعرض المستمر للإعلانات إلى تفضيل الأطعمة المصنعة على حساب الفواكه والخضروات، ما ينعكس سلبًا على صحتهم العامة.

 

كيف نحدّ من تأثير الإعلانات على عادات أطفالنا الغذائية؟

يمكن الحد من تأثير الإعلانات الغذائية على عادات الأطفال الغذائية من خلال عدة استراتيجيات فعّالة. أولاً، يمكن تطبيق تشريعات صارمة لتنظيم الإعلانات، حيث تفرض بعض الدول قيودًا على الإعلانات الموجهة للأطفال، مثل حظر إعلانات الوجبات السريعة قبل الساعة 9:00 مساءً. ثانيًا، تعزيز الوعي الغذائي يعد أمرًا أساسيًا، إذ يجب نشر التوعية بين الأطفال وأولياء الأمور حول مخاطر استهلاك الأطعمة غير الصحية، مما يساهم في بناء عادات غذائية أفضل.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن تشجيع الشركات الغذائية على تسويق المنتجات الصحية بشكل جذاب للأطفال، مما يعزز خياراتهم الغذائية. أما المدارس فيمكن أن تلعب دورًا محوريًا في تعزيز المعرفة الصحية من خلال برامج تعليمية تشجع الأطفال على التفكير النقدي تجاه الإعلانات واختيار الأطعمة الصحية.

كما أن الأسرة لها دور كبير في تشكيل العادات الغذائية للأطفال، إذ يمكن للعائلات أن تشارك في إعداد وجبات صحية معًا، مما يعزز من مسؤولية الأطفال تجاه اختياراتهم الغذائية. كما يُنصح الآباء بمراقبة المحتوى الإعلامي الذي يتعرض له الأطفال، وتوجيههم نحو برامج تعليمية وترفيهية مفيدة.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!