اكتشاف حقل خور مور للغاز في السبعينيات: معلومات تهمك!
وكالات – حقل خور مور للغاز، الذي يقع في إقليم كردستان العراق، يعدّ جوهر هذا القطاع المتنامي. إلا أنه تعرض لسلسلة من الهجمات والاستهدافات على مدار السنوات الثلاث الماضية.
وحسب بيانات حقول النفط والغاز العربية، يُعتبر حقل خور مور أكبر حقل غاز في العراق بفضل احتياطياته الضخمة التي تتراوح بين 8.2 تريليون و15 تريليون قدم مكعبة من الغاز القابل للاستخراج، مما يجعله واحدًا من أبرز الحقول الغازية في منطقة الشرق الأوسط. يقع الحقل في شمال العراق بمحافظة السليمانية، حيث يساهم بشكل كبير في الاقتصاد المحلي ويؤمن الغاز لأكثر من 6 ملايين مواطن، بالإضافة إلى تغذية أكثر من 75% من محطات الكهرباء في الإقليم.
هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج لخطة تطوير طويلة الأمد، مدعومة باستثمارات كبيرة تجاوزت 3.5 مليار دولار، بالتعاون مع شركات عالمية رائدة مثل “دانة غاز” و”نفط الهلال”.
يعد حقل خور مور الأكبر من حيث إنتاج الغاز الطبيعي في العراق، حيث يقع في ناحية قادر كرم بقضاء جمجمال، على بُعد 300 كيلومتر شمال بغداد، مما يتيح له الوصول إلى الأسواق المحلية والإقليمية. اكتُشف الحقل لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي، ولكن تم تأجيل تطويره حتى عام 2007 عندما أطلقت حكومة إقليم كردستان مشروع تطويره بالتعاون مع شركات عالمية، ليبدأ الإنتاج الفعلي في أواخر عام 2008.
الآن، يُنتج الحقل حوالي 525 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميًا، بالإضافة إلى 15,200 برميل يوميًا من المكثفات، وأكثر من 1,070 طنًا يوميًا من غاز النفط المسال. وهذا الإنتاج المتنوع يعزز قدرة الحقل على تلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة ويساهم في توليد الكهرباء لبقية محافظات العراق.
خلال العقدين الماضيين، شهد حقل خور مور العديد من مراحل التطوير. ففي عام 2007، وقعت شركة دانة غاز الإماراتية وشركة نفط الهلال اتفاقية مع حكومة إقليم كردستان لإنشاء مشروع غاز كردستان، ما منح الشركتين حقوق تطوير وإنتاج الغاز من الحقل. تلا ذلك تأسيس ائتلاف “بيرل بتروليوم” في عام 2009، حيث ضم الشركتين بالتساوي، قبل أن ينضم إليها شركات عالمية أخرى لتعزيز التنوع في حصص الشركاء.
ومع إجراء المزيد من التطوير، تمكن الحقل من زيادة إنتاجه من 305 ملايين قدم مكعبة يوميًا في عام 2018 إلى 500 مليون قدم مكعبة في عام 2022، مع خطط طموحة للوصول إلى 700 مليون قدم مكعبة يوميًا بحلول 2027. كما يتضمن مشروع “خور مور 250” جهودًا لتسريع هذا التطور وتحسين الجوانب البيئية للحد من الانبعاثات الناتجة عن عمليات الإنتاج، في إطار الالتزام بالتنمية المستدامة.
على الرغم من الأهمية الكبيرة للحقل، إلا أنه واجه عددًا من التحديات، مثل الهجمات التي تعرّض لها بين عامي 2022 و2024، مما أثر على الإنتاج وتسبب في توقف إمدادات الغاز عبر خط الأنابيب الذي يربط الحقل بمحطات الكهرباء، مما أدى إلى فقدان نحو 2000 ميغاواط من الطاقة.
رغم هذه التحديات، استطاع الحقل استعادة نشاطه وتعزيز بنيته التحتية بفضل جهود شركة دانة غاز و”بيرل بتروليوم”، مما ساهم في تجاوز إجمالي إنتاجه حاجز 500 مليون برميل نفط مكافئ بحلول أبريل 2025، مما يؤكد مكانته كأكبر حقل غاز في العراق وأكثرها تأثيرًا على الاقتصاد المحلي.
تسير خطط التطوير في حقل خور مور بوتيرة سريعة، حيث تسعى حكومة إقليم كردستان بالتعاون مع الشركات المستثمرة إلى تنفيذ مشاريع توسعية تهدف إلى زيادة الإنتاج وخدمات البنية التحتية، فضلاً عن توسيع نطاق تصدير الغاز الطبيعي إلى الأسواق الإقليمية والدولية. يظل الحقل نموذجًا متكاملًا لمستقبل الطاقة في العراق، حيث يجسد التنسيق بين الاستثمارات المحلية والعالمية، والاهتمام بالاستدامة البيئية، وتعزيز أمن الطاقة الوطني، مما يجعله أحد أهم مشاريع الطاقة في المنطقة خلال السنوات المقبلة.
جميع الأخبار المنشورة في موقع مانكيش نت لا تمثل ولأتعبر عن راي إدارة الموقع .
ننشر الأخبار من مصادر مختلفة اليا فقد يجد القارئ محتوى غير لائق للنشر الإلكتروني وحرصا من إدارة موقع مانكيش نت يمكنكم الاتصال بنا مباشرة عبر الضغط على اتصل بنا سنقوم مباشرة بمراجعة المحتوى و حذفه نهائيا إضافة الى مراجعة مصدر الخبر الذي قد يتعرض للإلغاء من قائمة المصادر نهائيا