البابا يدعو للحفاظ وتعزيز الشرق المسيحي وخاصة في الشتات

عشتار تيفي كوم – ابونا/

دعا البابا لاون الرابع عشر إلى “الحفاظ وتعزيز الشرق المسيحيّ، لاسيّما في بلاد الشتات”.

وخلال لقائه أعضاء الكنائس الشرقيّة، بمناسبة احتفالهم بسنة اليوبيل في الفاتيكان، الأربعاء، قال البابا: “أنتم عزيزون. أنظر إليكم، وأرى فيكم تنوّع أصولكم، وتاريخكم المجيد والآلام القاسية التي تكبّدتها جماعاتكم الكثيرة أو لا تزال تتكبّدها”.

وكرّر ما قاله سلفه البابا فرنسيس عن الكنائس الشرقيّة: “إنّها كنائس يجب أن نُحبّها: فهي تحفظ تقاليد روحيّة مليئة بالحكمة الفريدة، ولها الكثير لتقوله لنا عن الحياة المسيحيّة، وعن المسكونيّة والليتورجيا. لنفكّر في الآباء القدامى، والمجامع، والرّهبنات: إنّها كنوز لا تقدّر بثمن بالنّسبة إلى الكنيسة”. وشدّد على أنّ لهذه الكنائس “مهمّة فريدة ومميّزة، لأنّكم البيئة الأصليّة للكنيسة النّاشئة”، وحيث “يحتفل بعضكم حتّى اليوم في ليتورجياتكم، بلغة يسوع، وهذا له معنى كبير”.

لكي لا يضيع تراث الكنائس الشّرقيّة

وأعرب البابا عن القلق لأنّ “العديد من الإخوة والأخوات الشرقيين في أيامنا هذه، ومن بينهم عدد منكم، اضطروا إلى أن يهربوا من أراضيهم الأصليّة بسبب الحروب والاضطهادات وعدم الاستقرار والفقر، وكانوا مهدّدين بأن يفقدوا، عند وصولهم إلى الغرب، بالإضافة إلى وطنهم، هويتهم الدينيّة أيضًا”.

وحذر البابا من أنّه “ومع مرور الأجيال، يضيع تراث الكنائس الشّرقيّة الذي لا يُقدَّر بثمن”. لذلك دعا تبني نداء سلفه لاون الثالث عشر، قبل أكثر من قرن، في الحفاظ على الطقوس الشرقيّة، وفي تعزيز الشرق المسيحيّ، لاسيّما في بلاد الشتات، إلى جانب إنشاء دوائر كنسيّة شرقيّة حيثما أمكن وكان مناسبًا، وفي توعية المؤمنين من الكنيسة اللاتينية.

وفي هذا السياق، طلب البابا لاون الرابع عشر من دائرة الكنائس الشرقيّة أن تساعده في “تحديد مبادئ وقواعد وإرشادات تمكّن الرّعاة في الكنائس اللاتينيّة من أن يسندوا بصورة عمليّة الكاثوليك الشّرقيين في بلاد الشتات، لكي يحافظوا على تقاليدهم الحيّة ويُغنوا البيئة التي يعيشون فيها بخصوصيتهم”.

الكنيسة بحاجة إليكم

وتوجه البابا بالحديث إلى الحضور: “الكنيسة بحاجة إليكم. ما أعظم المساهمة التي يمكن أن يقدمها لنا الشرق المسيحي اليوم! ونحن نحتاج إلى أن نستعيد معنى سرّ الخدمة، الحاضر بعمق في طقوسكم، التي تشمل الإنسان كاملة، وتنشد جمال الخلاص، وتوقظ الدّهشة أمام عظمة الله التي تعانق صغر الإنسان”.

ولفت إلى أهميّة أن يعيد الغرب المسيحي “اكتشاف معنى أولويّة الله، وأهمّيّة أسرار الإيمان والطقوس المقدّسة، وقيمة الشفاعة المستمرّة، والتوبة، والصوم، والبكاء على خطايانا وخطايا العالم أجمع، وهي عناصر مميّزة في الروحانيات الشرقيّة”. وشدّد على ضرورة أن تحافظ الكنائس الشرقيّة على تقاليدها “دون أي تبديل أو تخفيف فيها، لأسباب عمليّة أو لتسهيل الصّلاة، حتّى لا تُفسدها روح الاستهلاك والنّفعية”.