مقالات عن مانكيش

منكيش الجمال والعطاء / الحلقة الثامنة (تطور المؤسسات الادارية والخدمية)

الدكتور عبدالله مرقس رابي
منكيش الجمال والعطاء/ الحلقة الثامنة

تطور المؤسسات الادارية والخدمية

خاص / مانكيش كوم

الدكتور عبدالله مرقس رابي
استاذ وباحث اكاديمي

لم يذكر وجود المؤسسات الادارية قبل ارتقاء منكيش الى مديرية الناحية عام (1920 )،انما بعد استحداثها مركز ناحية الدوسكي ،استوجب قيام المؤسسات الادارية ،فقد شُيد مبنى لناحية الدوسكي على الشارع العام المبلط فنيا وبجانبه مركز للشرطة ،وأصبحت بمثابة السراي .وفي نهاية الستينات من القرن الماضي شيدت بناية البلدية مقابل السوق العصري الذي يقع بجوار المدرسة الابتدائية ،وظهرت في تلك الفترة حديقة البلدية الواقعة في جنوب القرية .

واما في بداية السبعينات دخلت عملية تقديم الخدمات في منكيش مرحلة جديدة،فشُيدت عدة مباني لم تكن موجودة في السابق لتقديم مختلف الخدمات وجُددت القديمة منها، فقد بُني مُجمع الناحية الجديد على أثر المبنى القديم،وثم دائرة الزراعة الحالية ،وفي سنة 1975 شُيدت البلدية الجديدة ومحطة الوقود ،وكراج النقليات ومركز الشرطة الجديد ومركز الشباب والفندق السياحي ،ولكن لم تُستخدم البناية إذ تركت وأُستغلت من قبل بعض العوائل الكوردية للسكن ،واستحدث مبنى اتحاد النساء ومبنى الجيش الشعبي والمستوصف البيطري ومجمع التسويق للخضراوات والفواكه ،ومنتزه للاطفال .

وأما بعد عام 1991 دخلت الخدمات المقدمة في منكيش من الحكومة طورا جديدا بسبب تأسيس حكومة أقليم كوردستان حيث اإزدهرت المنطقة واستقر الوضع الامني ،وثم استحدثت الناحية مجددا عام 1995 بعد ان أُلغيت درجة الناحية الادارية عام 1987 على أثر الترشيق الاداري الذي قررته الحكومة المركزية ،وعليه توفرت حاليا (15 ) دائرة حكومية تقدم مختلف الخدمات لسكان منكيش وهي:

مديرية الناحية ، مركز الشرطة ، مركز الدفاع المدني ، مركز بطاقة المعلومات ، المركز الصحي ، معاونية أسايش ، مديرية الجنسية ، البلدية ، البنك ، قسم الزراعة ، قسم صيانة الماء ، المستوصف البيطري ، البدالة ، قسم صيانة الكهرباء.

وسوف أُفصل الحديث عن تطور بعض هذه الخدمات في بلدتنا منكيش .

فيما يلي أسماء مدراء الناحية الذين تقلدوا مناصبهم في أدارة  مديرية ناحية منكيش منذ تأسيسها عام 1920 وبحسب وروردها في سجل الناحية:

1 – أكتبك من أهالي كركوك / 2 – مردان أفندي – 1930 / 3 – أمين – 1933 / 4 – عادل سليمان 1935 / 5 – أبو عمر 1936 / 6 – عصام الدين العمري 1940/  7 – عبدالله عادل 1941/  8 – حجي فاضل 1952 / 9 – مؤيد الغلامي 1956 / 10  – محمود خليل 1958 / 11 – عبدالجبار زنكنة 1959/  12 – جودت العمري 1960 / 13 – خليل كاوان الجبوري 1963/  14 – وحيد البدري 1965 / 15 – ناجي الجاف 1967 /  16 – عبدالجبار السورجي 1969 / 17 – فرست أحمد 1971  / 18 – عصمت عابد 1973  / 19 – فرست أحمد 1974 /  20 – عبدالسلام 1975 / 21 – محمد يونس فتحي 1978  / 22 – مساواة حسن اسماعيل 1980  / 23 – مصطفى نوري أحمد 1986/ 24  – بهجت سوراني 1986 .

في عام 1987 تم ألغاء الناحية للترشيق الاداري بحسب قرار الحكومة المركزية في بغداد ،وبعد الانتفاضة ومع تأسيس حكومة أقليم كوردستان أُسست الناحية مرة أُخرى في سنة 1995 ،وهذه تكملة لمدراء الناحية.

25 – عادل أمين عمر  1995/  26 – شيردل سمو جوقي 1998 / 27 – خالد عزيز كريم  2001 /  28 – شمال محمد أديب   2002  / 29 – بهجت أحمد محمد 2005 /  30 – شيردل سمو جوقي 2010  / 31 – ألند أمير كوكه  2011 ولايزال حاليا مدير ناحية منكيش، وهو أول مسيحي كلداني من أهالي زاخو ونسيب المنكيشيين يدير ناحية منكيش الكلدانية منذ تأسيسها عام 1920 ،مما تؤكد الاوضاع السياسية في اقليم كوردستان بأنها تخطو خطوات نحو الديمقراطية ومنح حقوق الانسان بصورة عامة،  وللاثنيات القومية التي تشارك الكورد في العيش على أمتداد اقليم كوردستان.

ألأستاذ ألند أمير كوكه
مدير ناحية منكيش ألحالي

الخدمات الطبية

لم يذكر وجود طبابة رسمية في منكيش قبل العشرينات من القرن الماضي لتقدم الخدمات الصحية لاهالي المنطقة بل كان اعتماد أهل القرية في علاج الامراض والاصابات على الطب الشعبي .ويعني الطب الشعبي جميع الافكار ووجهات النظر التقليدية حول المرض والعلاج وما يتصل بذلك من سلوك وممارسات ترتبط بالوقاية من المرض ومعالجته بغض النظر عن النسق الرسمي للطب العلمي ،والطب الشعبي هو على نوعين :الاول الطب الشعبي النباتي ألذي يعتمد على الاعشاب النباتية في العلاج  ،وثانيا الطب الشعبي الديني ألذي يعتمد على استخدام الصلاة والكلمات المقدسة لعلاج الأمراض من قبل القس .

وقد اشتهرت بعض العوائل بممارسة الطب الشعبي في تضميد الجرحى بالاعشاب ومعالجة الامراض الجلدية والباطنية، ومعالجة لسع الحشرات والحيوانات الضارة، وأيضا معالجة أوجاع الرأس وتجبيرالكسور، ومارسن النساء معالجة أمراض الولادة والاطفال ومنهم حديثي الولادة. ومن بين الذين أشتهروا بالطب الشعبي قديما (هرمز ميخو مرخو) من آل مرخو ويذكر أن عائلة (مرخو ) في القوش ألتي ترتبط بقرابة مع عائلة مرخو في منكيش تمارس مهنة الطب الشعبي أيضا، وأشتهرت ( عائلة الحكيم ) بممارسة الطب الشعبي، وعليه عرفت بعائلة الحكيم ،ومن بينهم( شابو حكيم)وعُرفوا في القرن الماضي من المجبِّرين (همي شابو شلي) و(حنا شميكا خنجرو) و( كلو أيشو شلي )و( جمعة زيا المنو). وأشتهرن من النساء (بيبو )عمة (بولص زيا المنو ) و(مريم ) زوجة ( جونا حنا رابي ) و( وارينة يونان مرخو ) و( مسكو عيسى خنجرو) الملقبة ( سيسقو ) و(راحيل ميخو شلي ) زوجة خوشو خراكة، وقد مارسن هؤلاء النساء طب النساء وكقابلات.

كان الوضع الصحي مترديا في منكيش قي القرن التاسع عشر أسوة بالمناطق الاخرى وباقي القرى والمدن العراقية ،وقد تعرض سكان القرية الى عدة أوبئة يذكر منها ، انتشار الجرب بينهم عام 1825 ،ومن بين ألذين اصيبوا به هو (داوذ دانيال ) الملقب عند الناس داوذ كورا المعروف بمدائحه والحانه الكنسية ،وعلى أثره أصابه العمى ،إذ كان في صغره يعيش مع أمه المتزوجة من رجل منكيشي في منكيش وأصلهم من قرية ( مار ياقو ) ،وتفشى أيضا في عام 1866 وباء المسمى عندئذ ( الهواء الاصفر ) المعروف علميا (الكوليرا ).

تأسست بعد العشرينات من القرن الماضي طبابة رسمية في منكيش وأدارها مضمد صحي، وكان موقعها في بيت ( بولص بطرس) المعروف ( بوليكو ) و من بين المضمدين الذين اشتغلوا فيها (شمعون المعروف بأبي داود) ( متي أفندي ) من برطلة و (يوسف ساعور) وفي نهاية الخمسينات استحدث مستوصف وكان موقعه مقابل مديرية الناحية على الشارع العام ،ومن بين الذين عمل فيه المضمد شمعون حنا يعقوب من أهالي تللسقف .وفي بداية السبعينات من القرن الماضي شيدت البناية الجديدة مقابل محطة الوقود ،وأدارها الطبيب لأول مرة ،وبعد منتصف السبعينات من القرن المذكور أرتقت ألى مستشفى في البناية الجدية المشيدة في البيادر العليا ،وخصص لها طبيب باطنية وطبيب أسنان وباقي الكادر الصحي من مساعدي الاطباء والمضمدين والممرضات ،وجهزت بأحدث وسائل العلاج ،وتقرر أن تحتوي على ( 10 ) أسرة لمبيت ورعاية المرضى ،لكن لم تدم بسبب الظروف الأمنية السيئة في المنطقة .وأما حاليا أُحدثت تطورات عليها بعد قيام حكومة اقليم كوردستان ويعمل فيها طبيبان مع الطاقم الطبي بأكمله .

مع التطور في الخدمات الطبية هذه رافقها تحسن وتطور في السلوك الصحي لسكان البلدة خلال حملات الوقاية من الامراض ،ومراجعة المراكز الصحية وتقبُل الوصاية والتعليمات الصحية ،وزيادة الوعي الصحي بسبب ارتفاع نسبة المتعلمين ووجود وسائل الاعلام المختلفة ، أدت هذه العوامل جميعها الى السيطرة على الامراض ،وعلى اثرها انخفضت نسبة الوفيات في منكيش وبألأخص وفيات ألاطفال والمسنين. حيث تطورت الخدمات الطبية بشكل لا يمكن قياسه بالخدمات الطبية قديما ،ونتيجة لهذه التغيرات في الخدمات الصحية فقد اختفى الطب الشعبي بكل أنواعه أمام التطور الصحي العلمي المنظور بنوعه الوقائي والعلاجي ،وبدلا من تقديمه من قبل شخص متمرس في المرحلة التقليدية ،أصبح يقدم من قبل الاطباء الحاصلين على التعليم الطبي من الجامعات ومن مساعدين لهم في مختلف الاعمال الطبية .

..

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!