الحوار الهاديء

ناشط في حقوق الانسان يعترض على مبادىء حقوق الانسان

الكاتب: الدكتور عبدالله مرقس رابي
ناشط في حقوق الانسان يعترض على مبادىء
حقوق الانسان “كامل زومايا نموذجاَ”
د. عبدالله مرقس رابي
باحث أكاديمي
في مقاله المنشور على الرابط أدناه ،أعترض الناشط في حقوق الانسان والاقليات كما عرف نفسه الاستاذ “كامل زومايا” على بيان البطريركية الكلدانية الذي صرح فيه غبطة البطريرك ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية عن اعتراضه وأمتعاضه عن تصريحات بعض الخطباء في الجوامع أو عبر وسائل الاتصال الاجتماعي المحرضة والداعية الى النعرات الطائفية وتكفير الاخرين من أتباع الاديان اليهودية والمسيحية والصابئة وغيرها ،وتضمن البيان دعوة غبطته المرجعيات الدينية المعتدلة والمنفتحة الى تبني نهج معتدل وبذل جهودهم لمنع واحباط هكذا خطابات تدعو الى سفك الدماء وتكفير والغاء الاخر المختلف .
لو تمعنا جيداَ وكما رأى من سبقني من الاخوة الكتاب بردودهم ومقالاتهم جميعاَ أن كلمة البطريرك ساكو تتميز بالجرأة والقوة والصراحة والحكمة والمسؤولية ، يكاد لم يسبقه أحد من المسؤولين الدينيين يعيش في المجتمعات الاسلامية يتجرأ بأطلاقها. فالكلمة الموجهة لها مدلولاتها الانسانية واحترام حقوق الانسان ، فهي تتضمن كل ما جاء في لوائح حقوق الانسان العالمية ، يدعو الى نبذ العن*ف ، أحترام العقائد الدينية للأخرين ، نبذ سفك الدماء ، نبذ الاكراه الديني ، نبذ الاستغلال بأسم الدين ، يدعو الى المحبة ،التسامح ، والعيش المشترك، التعاون ،قبول الاخر ، يدعو الى حرية الدين والعقائد، يدعو المسؤولين في المرجعيات الدينية الى العمل الجدي وبقوة لمنع الفكر الالغائي التفكيري. أ ليست هذه من مفردات وقواعد التي تدعو اليها لوائح حقوق الانسان العالمية ؟ كيف تمر عليك وانت ناشط في حقوق الانسان والاقليات؟ وهل لديكم في منظمتكم لوائح اخرى تتبناها لحقوق الانسان غير المذكورة في بيان البطريركية ؟!.فما جاء به غبطته برمتها هي تطبيقات لحقوق الانسان.
جاءت دعوة غبطة البطريرك تهيئة أولية وأساسية لتثبيت أركان العيش المشترك والتخلص من الحروب القائمة في المنطقة التي تدعو اليها الحكومات والمرجعيات الدينية ، فهو يذكرهم ،من هم داء المشكلة وماهي جذورها وكيف يمكن بترها والحد منها ،منطلقاَ من كتبهم الدينية ، فغبطته يخاطبهم وفقاَ للاسس الفكرية والعقلية التي ينطلقون منها للتع-اط*ي مع الاخرين ،هكذا يعمل من يكون ملماً بمفاهيم علم الخطاب والحوار والتفاوض ،يكون واعياً لمدارك الاخر المتحاور ،ويبين له ما يؤمن به ،أنما يتخلى عن ذلك ،بأمكان غبطة البطريرك أن يأتي آيات من الانجيل المقدس ،لكن لا تتوغل الى الاعماق ولا ترى طريقها الى العقلية التي يخاطبها ، فهل يجوز مخاطبة الانسان المسيحي انطلاقاَ من الايات القرآنية؟ فمن أساسيات الخطاب العلمي الموجه للاخرين ،لابد أن ينطلق من العناصر الثقافية التي بلورة عقلية المستمع والموجه أليه ،ولابد أن يكون الخطيب واعياً لتلك العناصر الفكرية التي بلورت شخصية المدعو .والبطريرك ساكو يدرك ويعي تماماً ومن موقع مسؤوليته ومكانته الدينية الروحية لمن يخاطب وكيف يخاطبهم ، ويعي تماماً طبيعة الظروف والمستجدات الحالية في المنطقة.
خطاب البطريرك ساكو يخلو من العناصر الايديولوجية السياسية ،فهو لا يتبنى فكر سياسي معين لكي ينطلق منه ، بل ينطلق من مسؤوليته الدينية لاعتباره أب الاباء وراعي المؤمنين وحريص على رعيته وهو ينطلق من المبادىء المسيحية ولاجل المسيحيين والانسانية لتذكره لغير المسيحيين فهو لا يطالب بشيء يعترض عليه الاخرون ،أنما هو مطلبهم ،ولكن أين الجرأة والصراحة للتعبير عنه في ظل الظروف المعروفة في المنطقة. فمطلبه ليس لجهة تنتفع به دون أخرى كما تعمل الاحزاب السياسية التي تتراكض لتحقيق مصالحها أولا .
وأما ملاحظاتك فأسمح لي أن أقول لم تكن موفقاً في طرحها ،وكما سبقني الاخوة المعقبين على مقالتك ،وهذه وجهة نظري بما طرحته بحسب تسلسل الفقرات:
1 – البطريرك دأئم التذكير بما تفضل به قبل د*اع*ش وبعدها ، ولكونه مسؤولاً روحياً ،ليس أمامه خيار آخر الا مخاطبة العقلية بهذه الصيغة ،ولعلها تنفع للمعنيين وتحقيق الاهداف التي يرمي اليها الجميع في المنطقة .
2 – الاية القرآنية كما ذكرها مار ساكو هي صميمية وتفي للغرض المطلوب والهدف من الخطاب سوى على حالها أو كما وضعتها بأكملها، وهذا السياق قائم في كل الاديان وبما فيه الدين المسيحي وكما جاء من أمثلة الاخ زيد فلا حاجة للتكرار ، وهذه هي مبدأية في كل الاديان فخلاص البشرية هو بالايمان بكل ماتؤمن به الديانة من العقائد والتعاليم وهنا تتحقق النسبية في الفكر وطريقة الخلاص .فالمعنى واضح لمن يدرك حيثيات الاديان ومفاهيمها واساسياتها.وهي تماماً كالاحزاب السياسية، فكل حزب سياسي يعتقد ويقر أن تحقيق العدالة والمساواة والرفاهية لا تتحقق الا وفقاً لفلسفته الايديولوجية .
3 – هكذا تقيم الاديان الانسان ولم يأت البطريرك ساكو شيئاَ من عنده.
4 – كما وضحت في المقدمة ،أن نص الخطاب والدعوة التي صرح بها غبطة البطريرك تعبر عن قواعد ومفاهيم لوائح حقوق الانسان برمتها.فهو يذكرهم وانطلاقاً من مفاهيمهم العقلية ،ان حقوق الانسان هكذا يجب أن تكون.
5 – ما جئت به في الفقرة الخامسة لا علاقة لها بموضوع مقالك هذا ،وقد جاءت حشرا ولاحكام مسبقة عن فعاليات وأنشطة غبطة البطريرك ساكو.فغبطته لا يتسابق مع أحد ، أنما ينطلق كما أشرت سابقاً من حرصه الابوي ومسؤوليته الكبيرة لطرح والتصريح لما يخدم أبناء رعيته منطلقاً من المفاهيم الانسانية ،واما الانفرادية فهو لا يتحدث بأسم الجميع ولم يعملها ،فما يطلق به واضح وجليُ من توقيعه عن نفسه، وغبطته تواقُ للعمل الجماعي ،أنما الكل يرغب ويسعى أن ينطلق العمل الجماعي وفقاً لمقاييسه ورؤيته للاوضاع.
تفضلت مشكوراً بطرح هموم شعبنا أمام قداسة البابا فرنسيس كناشط في حقوق الانسان والاقليات أو ممثلا عن منظمة شلومو لحقوق الاقليات ، فمن اعترض على ذلك فهل كانت فعاليتكم هذه ناجمة عن العمل الجماعي ؟ وأن كانت تصب مهمتها في خدمة شعبنا.فلا ضرر ابدا من أية مبادرة انفرادية يقوم بها مسؤول أو تقوم بها جهة ما وتصب في تحقيق مصالح شعبنا. فكيف لا نحسب حساباً كبيرا واهمية كبيرة لمبادرات مسؤول كنسي رفيع المستوى والمكانة مثل غبطة البطريرك مارساكو التي تصب في خدمة شعبنا؟.
6 – الفقرة السادسة متداخلة مع السابقة ،ولا اضافة الا القول : لماذا ترون الفعاليات والانشطة التي يؤديها البطريرك ساكو بأنها انفرادية وتغضون النظر عن ما تقوم به الكنائس الاخرى والاحزاب السياسية من فعاليات أنفرادية ؟ فغبطته كما أشرت ينطلق من الحرص في المسؤولية الروحية والانسانية لرعيته فلا ينتظر الايعاز من الاخرين لكي يصرح أو يفعل ما يراه مناساباً ومعه أخوته الاساقفة في الكنيسة الكلدانية ،فغبطته على رأس هرم مؤسسة كنسية لها قوانينها وفلسفتها ينطلق ومع الاساقفة للعمل وفقاً لها.
7 – البطريرك ساكو ينطلق من تعاليم يسوع المسيح تماماً ومن حيث لاتدري أخي كامل المحترم، وأنما كل حالة خطابية تتطلب أسسها وقواعدها لكي تصل الرسالة الى المتلقي ، فغبطته أستعان كما ذكرت بالايات القرآنية من المنطلق ذاته.
واخيراَ كما طلبت وتوسلت من غبطة البطريرك ساكو الكف .فاقول أخي الاستاذ كامل زومايا أرجو واتوسل من جنابكم ومن خلالك أوجه النداء للاخرين الكف من أنتقاد غير المبررلكل خطوة يخطوها غبطته وكل عمل يقوم به ،بل بالعكس علينا دعمه ومؤازرته ومساندته في ظل الظروف المأساوية والمضطربة التي تمر بها الكنيسة وشعبنا في العراق وعموم الشرق الاوسط.فغبطته واع جدا لما يصرح به ويفعله ، لانه يتمتع بفكر رفيع المستوى ينطلق منه في مخاطبته الاخرين ، وملمُ جيداً بالاوضاع الراهنة التي يمر بها مجتمعنا وهو على أحاطة كاملة لما يدور حوله ، ولا أكون خاطئاَ برايي لو قلت أنه أكثر من غيره أحاطة والماما ً بكل ما يجري لقربه جدا من صناع القرار عالمياً وأقليميا ومحلياً ، حيث تُتاح الفرص له للاحاطة بها وبخفاياها وتفاصيلها أكثر من غيره من المسؤولين الروحانيين والسياسيين أيضاُ .

رابط المقال المشار أليه
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,839798.0.html
رابط بيان البطريركية
http://saint-adday.com/?p=17555

..
يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!