مقالات

مايسة سلامة وحميد المهداوي.. فصل من ملهاة مغرضة

حدثت مؤخرا، والحرب ضد غ*ز*ة على أشدها، ضجة إعلامية زبدية أبطالها حميد المهداوي وشامة درشول ومايسة سلامة الناجي.
كما يعلم الجميع، تنامى هذا الضجيج في حجمه ومداه تدريجيًا انطلاقا من المقابلة التي أجراها الذكر ثالث الأنثيين مع الأولى، تلتها مقابلة أخرى مع الثانية.
تفاصيل مضامين هاتين المقابلتين لا تهمني، بقدر ما أركز على نتف منها لأستدل بها أو أستنتج منها خلاصات لم يتم الكشف عنها أثناء العرض.
مثير حقا للشك ادعاء مايسة سلامة أنها رفضت دعوة صديقتها درشول إلى زيارة إس*رائي*ل، بينما هناك صحافي مغربي كتب مقالا عن زيارة قامت بها مايسة في وقت سابق إلى إس*رائي*ل.
جاءت مايسة عند المهداوي لتشتكي من صديقتها/عدوتها درشول التي “دورت” مع اليوتوبر تحفة ليقول للناس: كانت مايسة من مجندات العنيكري. لكن الدليل الذي ساقته لنفي أي علاقة لها بالعنيكري بحكم صغر سنها هو أيضا مدعاة للشك؛ ذلك أن الأخير لم يكن يختار من العميلات إلا أصغرهن سنا.
في حوارها مع المهداوي، حرصت مايسة على أن تعطي لشخصها قيمة لا تستحقها، عندما تحدثت باهتمام عن غيابها عن الشاشة خلال سنة وكأنها أم حنون تأخرت عن إرضاع صغارها حليبها المدرار، أو كأنها مفكرة ومثقفة حرم قراؤها من متابعة حلقاتها الشيقة عن فلاسفة ما بعد الحداثة!! وسيري، لهلا يعطينا وجهك!!
كل من تتبع المقابلة الثانية مع سلامة مايسة الناجي، يسمعها تقر بأنها تملك شقة في حي أكدال بالرباط. ولكن إذا عدنا قليلا إلى الوراء، نجد أن المعنية بالأمر سليلة أسرة كان يعيل أفرادها الكثر أب منتم إلى القوات المساعدة أحيل قبل سنوات على التقاعد بمعاش هزيل. حتى وإن ادعت مايسة أن أجرتها كمضيفة طيران هي مصدرها الوحيد الذي مولت به شراء الشقة في حي أكدال، وما أدراك ما حي أكدال!، يحق لنا أن نسألها كيف ذلك وأنت ملزمة بمساعدة الأسرة ماديا، خاصة وأن عملك بتلك الصفة لم يدم سوى سنتين؟
وكنت أتوقع من مايسة، عندما سألها المهداوي عن الطاهر بن جلون وموقفه المناصر للغرب بقيادة أمريكا والذي يعتبر مقاومة ح*ما*س ار*ها*با، أن تذكرنا بانحداره من فاس وكيف هاجر أبوه التاجر مع أسرته إلى مدينة طنجة ذات الطابع الدولي في زمن الحماية، حيث استكمل الطاهر دراسته وتخرج أستاذا للغة الفرنسية في مدرسة ثانوية أو إعدادية، ثم أتيحت له فرصة الهجرة إلى فرنسا التي التحق بإحدى جامعاتها طالبا مجدا في دراسته بحيث استطاع في الأخير انتزاع شهادة الدكتوراه في شعبة علم النفس الاجتماعي لقاء إنجازه لبحث بعنوان ” La plus haute des solitudes”، لكنه سرعان ما ابتعد عن هذا المسار العلمي وتوجه نحو الكتابة السردية عما يبدو في منتهى الغرابة للقارئ الفرنسي من مشاهد الحياة في بلده الأصلي المغرب، بإيعاز من أسياده الفرنسيين الذين أحسنوا مثواه ولم يعد يجد منهم فكاكا وصار عبدا لهم ممتثلا لأجندتهم لا يحيد عنها قيد أنملة، فكيف نريد منه اليوم أن يندد بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني؟
وعوض أن تقول مايسة ذلك، جنحت إلى مراوغة المهداوي موهمة إياه بأنها سوف تعود إلى ما قاله الطاهر بن جلون الذي لا تتفق معه، ومحبذة التطرق إلى نقط ذات أولوية، والأنكى أنها لم تف بوهدها لأنها لم تقل ولو ربع كلمة عن مؤلف “ليلة القدر”.
الخلاصة التي يمكن الخروج بها هي أننا أم ملهاة (مسرحية) من عدة فصول، توزعت أدوارها بين أربعة ممثلين وهم الثلاثة المذكورون أعلاه يضاف إليهم رضوان الرمضاني. ومما لا شك فيه أن عرض هذه المسرحية سبقته تمرينات وتوجيهات في الكواليس، حرصا وأملا في تحقيق غرض واحد وهو إلهاء الناس عن القضايا الأساسية التي من أجلها يعج الشارع المغربي حاليا بالاحتجاجات، والتي تلخصها ثلاث كلمات: حرية، كرامة، عدالة اجتماعية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!