الحوار الهاديء

لماذا شن د*اع*ش هجومه المفاجئ على القرى الآشورية في منطقة الخابور؟

الكاتب: جاك يوسف الهوزي
جاك يوسف الهوزي: لماذا شن د*اع*ش هجومه المفاجئ على القرى الآشورية في منطقة الخابور؟
تفاجأنا جميعاً بالهجوم المباغت الذي شنته قوات د*اع*ش الأرهابية على القرى الآشورية المسيحية في منطقة الخابور السورية.وتضاربت الأنباء حول عدد الأشخاص الذين أَسَرَهُمْ د*اع*ش خلال غارته هذه، حيث ذكرت تقارير غير مؤكدة بأن أعدادهم تتراوح بين ٩٠ – ١٠٠ شخص، إلا المرصد البريطاني لحقوق الأنسان أشار الى إلتقاط مكالمات لاسلكية بين مقاتلي هذا التنظيم تحدّثتْ عن أسر ٧٠ فرداً من أبناء قرى منطقة الخابور من الصليبيين (التسمية التي يطلقها الد*اع*شيون على المسيحيين).ولسوء حظ أبناء شعبنا في هذه القرى المنكوبة، أصبحوا كبش الفداء نتيجة لعوامل عديدة ساهمت في هجوم د*اع*ش عليهم منها:١- الهزائم الكبيرة التي مني بها هذا التنظيم الأرهابي على الأرض في شمال شرق سوريا على أيدي الأكراد، حيث تم تحرير كوباني والسيطرة على مساحات واسعة من الأرض وإجبار قواته على التقهقر من محاور إستراتيجية والتراجع بإتجاه مدينة الرقه عاصمته.٢- سقوط أعداد كبيرة من الق*ت*لى والجرحى في صفوفه نتيجة الضربات المكثفة لطائرات التحالف الدولي إضافةً لتدمير مراكز مهمة وآليات ومعدات عسكرية مختلفة.٣- هروب جماعي لمقاتليه من ساحات المعركة ومحاولة البعض منهم ترك التنظيم نهائياً وخاصة السعوديين والخليجيين منهم بسبب الروح المعنوية المنهارة نتيجة الهزائم المتلاحقة على مختلف الجبهات وضغط الضربات الجوية. وأشارت أنباء مُسَرّبة الى إقدام د*اع*ش على إعدام العشرات من مقاتليه ممن حاولوا الهروب لوضع حد لهذه الظاهرة التي أخذت في الأنتشار بين صفوفهم في محاولة منه للتعتيم عليها بكل الوسائل خوفاً من تأثيرها على المعجبين من الشباب الجدد الراغبين بالأنضمام إليه من مختلف أنحاء العالم.٤- فشل هجومه الذي شنه بالقرب من أربيل عاصمة أقليم كردستان العراق في محاولة منه لرفع معنويات مقاتليه المنهارة بعد الهزائم المتكررة في كل من العراق وسوريا.كل هذه الأسباب مجتمعة، إضافة الى التغيير الذي حصل على مواقف بعض الدول المهمة في المنطقة كالأردن ومصر والسعودية نتيجة تعرض مصالحها للخطر وإتخاذها مواقف أكثر حزماً من تنظيم د*اع*ش، جعلته يُقدِم على عمل عسكري محدود ومضمون النتائج لرفع معنويات مقاتليه رغم علمه بعدم أهميته من الناحية الأستراتيجية أو تأثيرة على سير المعارك.كما لم يكن إختياره الهجوم على قرى أبناء شعبنا أو توقيته إعتباطياً لسببين مهمين:١- الحصول على صدى إعلامي واسع من خلال إظهار قدرته على إحتلال أراضي (الصليبيين) وأسرهم متى مايشاء لعلمه بما تلقى مثل هذه الأعمال من إهتمام أعلامي عالمي.٢- رسالة واضحة ورد فعل على قيام أبناء شعبنا من المسيحيين بتشكيل وحدات قتالية للمشاركة في تحرير سهل نينوى وزيارة بعض رجال الدين المسيحيين لهذه القوات والذي تزامن مع الأنباء المتزايدة عن هجوم كبير وشيك لتحرير الموصل..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!