مقالات دينية

لماذا ارتجت الأمم، وتفكر الشعوب في الباطل ..؟؟

الشماس عوديشو الشماس يوخنا
لماذا ارتجت الأمم، وتفكر الشعوب في الباطل ..؟؟

 

تأمل في المزمور 2
الآيات : 1 لماذا ارتجت الأمم، وتفكر الشعوب في الباطل
2 قام ملوك الأرض، وتآمر الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه، قائلين
3 لنقطع قيودهما، ولنطرح عنا ربطهما
ما أروع هذه النبوات التي قيلت قبل المسيح بألف وخمسمائة عام كيف سيتحالف بنو الشريعة مع الوثنيين بتدخل الشيطان هذا التدخل السافر لعدو الخير كيف سمح بتحالف نقيضين على الرب وعلى مسيحه .
يقول المزمور ليس فقط تحالف بين نقيضين لقد ارتجت الأمم وتفكر الشعوب بالباطل .
لقد ألف الحقد قلوب من يؤمنون بالله والوثنين واتحادهما باطلا ليطفئوا شمعة البشارة السارة ولكن غبائهم لم يعلمهم أن تلك الساعة حتمية لتتقدس البشارة بالصليب .
قل ما يتفق الناس على الحق وعلى الحق نفسه تتفاوت وجهات النظر وكل يتشبت برأيه ونظرته للأمر الحق ولكن ما أسهل أن تجتمع المتناقضات على الباطل باتفاق غريب يبرهن على قوة تدخل الشيطان بالباطل .
ويحدث نقيض آخر
عادة الملوك والحكام يجرون شعوبهم لأفكارهم ويبث الملوك والحكام أعوانهم ليناقشوا الناس ويقنعوهم بوجهة نظر الحكام والملوك .
فتحت تهديد الشعوب بالشكوى إلى قيصر نفس تلك الشعوب هم يجرون الحكام لتبني وجهة نظرهم ليبدوا الفكر الباطل على الرب وعلى مسيحه أمرا حقا حتى لو كان ما يرونه حقا مؤيدا بشهود الزور .
وهكذا ينجر بيلاطس وهيرودس إلى الرأي الباطل لدرجة أن بيلاطس يحكم على يسوع بالموت تحت ضغط الشعب بالرغم من قناعته أي بيلاطس بأن لا علة في المسيح .
طنوا بصلب المسيح أن البشارة انطفأت فيا لسحقهم ويا لعمى بصيرتهم فهم لم يتبحروا جيدا في الكتب المقدسة ولم يدروا بحال من الأحوال أن بشارة المسيح على الأرض تتأيد بالصليب .
لم يعرفوا أن الصليب علامة حرق الشيطان
لم يعرفوا أن الصليب فتح الملكوت للمؤمنين
لم يعرفوا أن الخلاص تم تعميمه على البشر لمن يؤمن من تحت الصليب
واليوم
ما أشبه اليوم بالأمس
حكام وولاة وملوك يرفعون راية العداء للمسيحيين
مؤامرات تُحاك في الخفاء على الرب وعلى مسيحه
يظنون أنه بق*ت*ل المسيحيين تنطفئ البشارة ويتخلى المسيحيون عن إيمانهم المطلق بالمسيح .
وبأن الكنائس سوف تنتهي بهذا التدبير الشيطاني .
فيا لغبائهم ويا لفشل تدبيرهم هم وسيدهم عدو الخير .
فالتاريخ المسيحي في جميع العصور يؤكد أن دماء المسيحيين المراقة لأجل إيمانهم بالمسيح هي البذار الحسن الذي يلقى في الأرض فتبنى ألف كنيسة بدل من كل كنيسة تهدمت .
ولم يعرف هؤلاء أن التاريخ عينه يخبرنا أنه على جماجم وأجساد الشهداء تتثبت أسس الكنيسة المقدسة ويقوى بهذا إيمان المؤمنين
وينطبق على هؤلاء ما أورده المزمور5 : 10
إذ يقول : دِنْهُمْ يَا اَللهُ! لِيَسْقُطُوا مِنْ مُؤَامَرَاتِهِمْ. بِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِمْ طَوِّحْ بِهِمْ، لأَنَّهُمْ تَمَرَّدُوا عَلَيْكَ.
فليتشجع كل الأسرى المسيحيين وذويهم من كلمات الرب فطوبى لكل من يكون دمه أساسا تبنى عليه الكنيسة وطوبى لمن تكون أجسادهم تسليحا هندسيا روحيا تتثبت بها أسس الكنائس .
لم يعد الموت مخيفا فرب المجد ذاق الموت بالجسد .
لم يعد الموت انحلالا وفناء بل غدا خطوة أولى للملكوت السماوي
لقد امتلأت منازل السماء بأرواح الشهداء ولكن بالمقابل يوجد الكثير من تلك المنازل لكل من ينتصر بأن يحافظ على إيمانه .
مبارك هو شعب الرب
مبارك كل مؤمن إيمانا حقيقيا بخلاصه وثبات إيمانه بدماء الشهداء
ومبارك هو الله الذي يثبت حقيقة الإيمان في قلوب المؤمنين .
آمين

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!