مقالات سياسية

هكذا يفكر الكيان الصهيوني

الأحداث في الشرق الاوسط يدفع بها “البعض” كي تصل الى طريق مسدود, كي يحصل الانفجار الكبير, كما ترغب به الص*ها*ينة والقوى الكبرى,  وهكذا نجد ان حرب غ*ز*ة وصلت إلى طريق مسدود, استمرار ق*ت*ل المدنيين وتهجير العرب, مع صمت عالمي, وعلى حدود لبنان الجنوبية الصراع مشتعل وهو خطوة قبل اندلاع الحرب الحقيقية, والكيان في ورطة حيث الاستنفار الكامل لقوته في غ*ز*ة وفي حدوده الشمالية, لذلك يريد ان يفلت من المأزق عبر افتعال حدث كبير, فكان قصف مبنى القنصلية الايرانية في دمشق, والهدف هو توسيع الحرب وجر إيران للدخول المباشر, كي تتدخل امريكا واعوانها بشكل مباشر ايضا, وترفع الضغط الحالي عن الكيان الصهيوني.

وهذه ليست المرة الأولى التي تضرب فيها القوات الصهيونية أهدافا إيرانية في سوريا، لكنه يمثل تصعيدا خطيرا في حرب الظل الطويلة مع إيران.

ما بين السطور

ولم يعلن المسؤولون الص*ها*ينة مسؤوليتهم علانية عن الهجوم, ولكن ايضا لم ينفوا الاتهام، فلا يوجد ادنى شك انهم المجرمون, وتهدف مثل هذه الهجمات الصهيونية إلى تحصيل ثمن من الجانب الإيراني مقابل دعمه لمحور المقاومة, لكن هدفهم أيضاً هو مواجهة الإيرانيين بشكل مباشر، بدلاً استمرار الموجهة مع خط المقاومة, ويعترف الص*ها*ينة بأن جريمتهم الاخيرة قد تؤدي إلى رد فعل انتقامي من ايران، لكن قيادة الكيان الصهيوني يعتقدون أن الإيرانيين يتجنبون المخاطرة، على الأقل عندما يتعلق الأمر بتعريض شعبهم للخطر، وسوف يتراجعون اخيرا.

وبينما يبدو الكيان الصهيوني عالق في حربه مع ح*ما*س في غ*ز*ة ومواجهتها في الشمال مع ح*زب ال*له، فإنها تبدو على استعداد متزايد لخوض مثل هذه المخاطر, التي قد تغير من خارطة المنطقة وتوازن القوى.

رؤية صهيونية للمستقبل

الكيان الصهيوني قلق من البرنامج النووي الايراني, وسعيد بالدور الامريكي في محاصرة ايران, وقلق جدا من استمرار حرب غ*ز*ة المكلفة جدا على كل المستويات, مع تصاعد السخط الاوربي ضد الص*ها*ينة وما يفعلوه من مجازر في غ*ز*ة, ويرى الص*ها*ينة في دعم ایران لمحور المقاومة يقوض الاستقرار الإقليمي وتهدد القوات والمصالح الأمريكية, لذلك اقدمت على جريمتها في دمشق لدفع ايران الى اي فعل متوقع, يمكن ان يكون ذريعة لقصف ايران وح*زب ال*له بشكل همجي قد يكون باستخدام اسلحة محظورة, ومؤكد سيكون بعون امريكي واوربي كبير جدا, وهذا الهدف الاكبر للص*ها*ينة, هذا هو المستقبل الذي يسعى لرسمه الكيان الصهيوني, والذي لو تم سيشكل شرق أوسط مختلف جدا.

لذلك على القيادات الايرانية وخط المقاومة ان تكون خطواتها في المرحلة الحالية محسوبة بالمسطرة, مع توخي الحذر الشديد.

القلق الصهيوني من ح*زب ال*له

اصبحت الحرب مكلفة جدا للكيان الصهيوني, ويشعر بالخطر المميت من ترسانة ح*زب ال*له, وهو يدرك مقدار الخطر الذي يشكله ح*زب ال*له على أمن الص*ها*ينة, لذلك يحاول الص*ها*ينة استغلال وجود الترسانة الامريكية ومحاولة جر ح*زب ال*له لحرب كبيرة, تكون نتيجتها ضربة كبيرة من البارجات الامريكية لمواقع ح*زب ال*له, والمحصلة منها الخلاص من القلق الصهيوني المزمن, وقد حاول الص*ها*ينة جر ح*زب ال*له لهذا المخطط عبر القصف اليومي والاغتيالات في الضاحية الجنوبية, وعبر مختلف الوسائل, لكن بقيت ردود ح*زب ال*له متوازنة مجرد قصف وكميات صواريخ محدودة.

ومعروف ان ايران هي من تدعم خط المقاومة ومنها ح*زب ال*له, لذلك جاء قصف القنصلية الايرانية مسعى لدخول ح*زب ال*له لحرب اوسع, وهو ينتظر هكذا ردة فعل ليحقق السيناريو المرسوم.

لكن قيادات ح*زب ال*له حكيمة وتنظر للأمور بعقلانية, بعيدا عن اي خطوة غير محسوبة, مما فوت الفرصة على الص*ها*ينة, ولم يحققوا لحد الان اي مكسب من جريمتهم بل زاد قلقهم ومخاوفهم, وحيرتهم في شكل الرد الايراني او خطوات من ح*زب ال*له.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!