” كنارة ” تموسق للسلام في أربيل الثقافة السريانية تحتفي باليوم العالمي للموسيقى

عشتار تيفي كوم/

كتابة : نمرود قاشا

بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى ، و استذكارا لروح الموسيقار السرياني العالمي نوري اسكندر ،  استضافت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في اقليم كوردستان بالتعاون مع المديرية العامة للثقافة والفنون / اربيل أوركسترا كنارة السريانية على قاعة بيشوا ( وزارة الثقافة ) وذلك مساء يوم الأربعاء 26 حزيران 2024 .

ابتدأت الامسية بكلمة ترحيبية لعريفة الحفل ، بعدها ألقى المدير العام للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية كلدو رمزي اوغنا كلمة المديرية ، جاء في جانب منها : نحتفي هنا باليوم العالمي للموسيقى، الذي تحتفي به الشعوب الأوربية ولاسيما فرنسا صاحبة الفكرة العالمية، ونؤكد من خلاله أن الموسيقى الشرقية السريانية الأصيلة كانت رائدة في الشرق أغنت الكثير من البلدان بألحانها العذبة، وقد أثرت في الأغاني الكوردية والعراقية والعربية، لتؤكد اليوم على أهمية التعايش الأخوي في إقليم كوردستان والعراق، وليس بغريب أن توصف ألحان مار نرساي السريانى قيثارة الروح وعذوبتها وسهولة انسيابها للروح.

وعن الموسيقار السرياني العالمي قال : ولابد لنا أن نستذكر القامة السريانية الموسيقار السوري (نوري أسكندر)، الذي برحيله خسرت الساحة الفنية المشرقية نجماً لامعاً، وقد أبينا أن لا تغيب معزوفاته عن أمسيتنا فكان له حصة مميزة فيها.
واختتم اوغنا كلمته بالقول : كما نعتز ونفتخر ان حفلنا تحييه فرقة كنارة السريانية القادمة من قلب سهل نينوى مدينة بغديدا الجريحة والتي أكتوت بنار د*اع*ش والنزوح وليس أخيراً بفاجعة حريق قاعة الهيثم، وهذا دليل على أن شعبنا باقي في أرضه، عاشقا لها رغم أنواع المآسي التي تعرض لها.

وقد اتخذنا (القيثارة) التي ابتكرها أجدادنا قبل آلاف السنين شعارا لحفلنا هذا، ليكون رمزاً للحياة والبقاء، فقد تقصدنا  وضع ثلاث حروف سريانية على أوتادها لتشكل كلمة من فلسفة وجودنا ألا وهي كلمة (كاثا) التي تعني غلة المحصول الذي ينمو من تلقاء نفسه من حصاد السنة الماضية، والتي نشبه بها عودة شعبنا للحياة بعد كل كبوة يتعرض لها على مر تاريخه.
بعد ذلك بدأت اوكسترا الكنارة عرضها  من خلال ( 26 )  عازف  على مختلف الآلات الموسيقية بتقديم : تراتيل من الطقس السرياني ، مقطوعات مختارة وملحنين عراقيين ، اغنية الموسيقار نوري اسكندر ، اغاني لفنانين سريان ، واختتمت الامسية اغنية كردية للفنان حسن جزيري .

كانت بحق أمسية قدمت فنا اصيلا ومختارات مثلت كل انواع الطيف العراقي الجميل ، بطريقة احترافية رائعة .
كما تضمنت الأمسية  تقديم لوحات راقصة وفلكلورية من قبل فرقة أليس والفرقة السريانية للفنون .

وفي ختام الحفل قدم وكيل وزارة الثقافة والشباب اريان صلاح الدين مجسم للقيثارة لقائد الاوركسترا الأب دريد بربر .

وحضر الامسية وزير الاقليم لشؤون المكونات ايدن معروف  ومحافظ اربيل اوميد خوشناو ووكيل وزير الثقافة والشباب اريان صلاح الدين وبعض اعضاء السلك الدبلوماسي وجمهور كبير جاء من اربيل وعنكاوا  وسهل نينوى وكركوك .

بقي ان نقول بان ( اوركسترا كنارا ) بدأت منذ ايلول 2019 من قبل عازفين متمرسين على آلات موسيقية متنوعة ، نهجها عكس صورة مشرقة لبلدها العراق وللفن السرياني الأصيل صارخة ( نحن هنا ) كنارة تموسق السلام في أرض باتت حاجتها للسلام ، تتكون من ستين عازفا .

شعار الاحتفالية ( القيثارة السومرية ) طبعت على اوتارها احرف سريانية تشكل كلمة ( كاثا ) من تصيم الفنان الشاب يوسف عزيز انكي .

الموسيقار العالمي ( يوسف اسكندر 1938 – 2023) وعمل الراحل طوال مسيرته الفنية الغنية التي تجاوزت 60 عاما على نقل التراث السوري الموسيقي الشفوي إلى لغة سمعية وحفظها من الاندثار، كما سعى إلى خلق حوار موسيقي فكري استمده من التراث السوري والعربي، وألّف العديد من الأعمال المهمة كالأعمال التي أكد فيها العلاقة بين الموسيقى الشرقية والغربية.