مقالات سياسية

التطرف الديني بين البرقع والبكيني (البوركيني)

الكاتب: قيصر السناطي
التطرف الديني بين البرقع والبكيني (البوركيني)
من السذاجة ان يدور جدال السياسيين ورجال الدين حول البوركيني في فرنسا وهو لباس السباحة لبعض المسلمات وكلمة البوركيني هي دمج كلمة البرقع مع البكيني وكأن البوركيني هو اكتشاف لعقار مهم لعلاج مرض خطير كمرض السرطان او الأيدز، فالبعض يناقش هذا الأنجاز الكبير بين مؤيد ومعارض ، حيث يعتقد البعض بأن انتشار البوركيني هو استفزاز للقيم الغربية وهولا يتفق مع الثقافة الفرنسية ويجب منعه لأسباب امنية وأخرون يقولون ان هذا الأجراء يكون مخالفا للدستور وهو ضد الحرية الشخصية ،والسؤال هو لماذا انحدر السياسيون الى هذا المستوى من السذاجة والغباء فتركوا لب الموضوع ويبحثون بين القشور ، ان المشكلة ايها السادة ليست فيما تلبس المرأة على البحر او في احواض السباحة ، بل ابحثوا مع المراجع الدينية الأسلامية عن السبب في التطرف الأسلامي ، وأسألوهم لماذا يأتي شاب مسلم في قمة شبابه وينتحر بين جموع من الناس ؟؟ لا يعرفهم ولم يسببوا له اي اذى .
لماذا يق*ت*ل المسلم المتطرف اناس ابرياء بدون اي ذنب ؟؟ هل تناقشتم مع اصحاب الفتاوى التكفيرية ؟ التي تدعوا الى محاربة غير المسلمين ، لأسباب دينية ، هل سألتم المراجع الأسلامية لماذا اغتصب د*اع*ش اليزيديات وباعهم في سوق النخاسة؟ في العراق وسوريا ، ولماذا يتعاطف المسلم المولود في اوروبا مع الأرهاب ؟؟ على الرغم من الدولة وفرت له ولعائلته العيش الكريم والمساوات مع السكان الأصليين، ولماذا يق*ت*ل الأطفال في العراق وسوريا ؟ وهل فكرتم بالأعداد الهائلة المهاجرة ؟؟ والتي تضم المئات من المهاجرين وهل شرعت قوانين لحماية الناس من شرور الأرهابيين ؟؟وهذا هو المهم في معالجة المشكلة الأساسية يا سادة ، وليست المشكلة في البوركيني ، وهذا الجدال يذكرني بقصة قديمة تناسب هذا الجدال الدائر في فرنسا ، حيث كان لرجل بستان من العنب وكان هناك دب يأتي ويأكل انتاج البستان عندم ينضج العنب ، فأخذ صاحب البستان بعض الصيادين لكي يصطادو الدب المعتدي على بستانه وعندما وصلوا الى البستان شاهدوا الدب يأكل العنب بشراهة فقال صاحب البستان للصيادين هيا اطلقوا النار عليه ، قال البعض تريث حتى نتابع اثار اقدامه ، وهنا كان غباء الصيادين كبيرا عندما انشغلوا بالنقاش هرب الدب حيث أضاعوا فرصة اصطياد الدب المعتدي . وهذا يشبه الحالة العامة في العالم في محاربة الأرهاب الأسلامي حيث يتركون الكتب الدينية التي تدعوا الى الأرهاب والمدارس التي تخرج الألاف من المتطرفين سنويا الذين تربوا على ثقافة الكراهية ضد المختلف عنهم ،وراحوا يبحثون هل البوركيني نسمح به او لانسمح؟ انها سذاجة السياسين في هذا الزمن الصعب.
زمن الدولار وغياب الضمير، وزمن الفساد الأخلاقي للسياسيين الذين باعوا القيم والضمير من اجل المال واعمى المال بصيرتهم وجعلهم يجاملون المجرم ويتفرجون على الجرائم التي يرتكبها الأرهابيون دون ان يفكروا مليا بأسباب المشكلة وجذورها الحقيقية فالمال الذي يدفع للسياسيين من قبل الدول النفطية جعلت البعض من هؤلاء السياسيين يفتحون ابواب الهجرة على مصراعيه في بعض الدول الأوروبية . وهم لا يدركون مدى الخطأ الذي يرتكبونه بحق شعوبهم والأخطار المحدقة بهم في المستقبل من قبل المئات من الأرهابيين المندسيين بين الأمواج المهاجرة وفي المستقبل سوف يصرفون المليارات لحماية مواطنيهم ومطاراتهم والمؤسسات الحيوية من الهجمات الأرهابية وعندها سوف لا ينفع الندم….وأن الحاضر والمستقبل سوف يبرهن على ما نقول ، وأن غدا لناظره لقريب …..

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!