مقالات سياسية

من يزرع الريح يحصد العاصفة!

من يزرع الريح يحصد العاصفة!

نظام مير محمدي

كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني

من يزرع الريح يحصد العاصفة!

بعد أكثر من 6 أشهر من الحرب في غ*ز*ة والأزمة التي تشهدها المنطقة، ومع صباح يوم الأحد 14 أبريل، عندما بدأ الهجوم الصاروخي والمسيراتي للنظام الإيراني، الذي أمر به خامنئي كقائد أعلى للقوات المسلحة تحت عنوان “معاقبة إس*رائي*ل”، مرت هذه الحرب بنقطة تحول مهمة.
وبحسب أمير عبد اللهيان، وزير خارجية النظام، قبل 72 ساعة من بدء الهجوم، تم لفت انتباه الولايات المتحدة ودول المنطقة إلى جميع القضايا. وأكد النظام الإيراني في هذا الإخطار أنه لا علاقة له على الإطلاق بمصالح أمريكا، وأن هدف النظام هو الهجوم المحدود على إس*رائي*ل!
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي: لقد وجهنا رسائل واضحة للغاية، علنًا وسرًا، إلى النظام الإيراني مفادها أنه إذا هاجم القوات الأمريكية، فإنه سيواجه عواقب وخيمة للغاية.
وفي الساعات الأولى، وبعد إطلاق الصواريخ سارع ممثل النظام في الأمم المتحدة ومن بعده وزير خارجية النظام ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، وأعلنا في الوقت نفسه انتهاء الحملة مع الكثير من الخوف والقلق!
وفي هذا الهجوم، أطلق النظام الإيراني أكثر من 330 طائرة بدون طيار وصواريخ أرض-أرض وصواريخ كروز على إس*رائي*ل. وتشير تقارير متعددة إلى أن هذا الهجوم فشل ولم يحقق أي هدف.
وبحسب مصادر إ*سرائ*يل*ية، فإن 99% مما أطلقه النظام إما لم يصل إلى إس*رائي*ل وتم تدميره في الطريق فوق الأردن وسوريا، أو تم اعتراضه داخل إس*رائي*ل ولم يصيب الهدف المقصود.
وبحسب تقارير إعلامية، أصيبت طفلة عربية تبلغ من العمر 8 سنوات بشظايا صاروخ اعتراضي في صحراء النقب وأصيبت بجروح خطيرة.
جدير بالذكر أن بعض الصواريخ التي أطلقها النظام سقطت داخل إيران وبعضها داخل العراق وسوريا بسبب عيوب فنية ولم تصل إلى هدفها.
كما تم إطلاق عدد من الصواريخ والطائرات المسيرة؛ وتم اعتراضهم وإسقاطهم من قبل القوات الأمريكية والبريطانية المتمركزة في المنطقة.
وبعد الهجوم الذي شنه النظام بهدف الترويج للحرب، أدان العديد من رؤساء الدول هذا الهجوم باعتباره محاولة لتصعيد الأزمة.
وبالطبع؛ وهذا ما خلق أزمة النظام الإيراني في الخارج؛ وكانت لها عواقب داخلية فورية ضد الشعب الإيراني.
من بين أمور أخرى، يمكن للمرء أن يشير إلى الظل المشؤوم للحرب، والخوف والقلق الناجم عنها، وخلق جو حرب للتغطية على قمع أكثر شدة للاحتجاجات الشعبية (بنموذج الحرب مع العراق وغطاء القمع الشديد وانتشار عمليات الإعدام)، مما جعل حياة الناس وسبل عيشهم أكثر خطورة وصعوبة، وانهيار قيمة الريال وخلق طوابير البنزين وشراء المتطلبات العامة للتخزين بسبب حالة الحرب في أجزاء مختلفة من إيران.
وفي الواقع، فرض إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار تكلفة مالية باهظة على معيشة وحياة الشعب الإيراني.
وبشكل متبادل؛ وفيما يتعلق بموافقة الحكومة على هذا العمل العسكري، كتب التقرير التحليلي لصحيفة كيهان (المقربة من خامنئي والتيار الحاكم) في عدد الأربعاء 17 أبريل:
“… من أهم إنجازات ملحمة صباح الأحد هو التنسيق الكامل بين الدبلوماسية والميدان والتعاون بين وزارة الخارجية والقوات المسلحة لبلادنا. وكانت ثمرة هذا التحالف المقدس انتصار بلادنا سواء في المجال العسكري والردع أو في مجال الدبلوماسية والقانون الدولي على الأعداء…”!
لكن الحقائق الصعبة والملموسة للغاية حول ما حدث تختلف تماماً عن مثل هذه التحليلات والتقديرات.
ويمكن القول أنه مثلما أخطأ النظام في حساباته في هجوم “طو*فا*ن الأقصى” في 7 تشرين الأول/أكتوبر، فقد أخطأ أيضاً في حساباته في الهجوم الصاروخي بطائرات بدون طيار على إس*رائي*ل في 14 نيسان/أبريل. إن نظرة إلى مواقف مختلف السلطات الإ*سر*ائي*لية في هذا الشأن تؤكد هذا الرأي.
وطلبت الخارجية الإ*سر*ائي*لية، في بيان لها، مع تأكيدها على حق الرد على إطلاق النظام الإيراني للصواريخ الباليستية، من المجتمع الدولي إدراج الحرس الثوري الإيراني، الذي كان السبب الرئيسي لهذا الهجوم، إلى قائمة المنظمات الار*ها*بية، وتشديد العقوبات على النظام الإيراني.
وقال وزير الحرب الإ*سر*ائي*لي إن إس*رائي*ل ستتحمل الثمن من النظام الإيراني ردا على الهجوم الصاروخي والطائرات بدون طيار الضخم في الوقت المناسب.
وقال وزير الثقافة الإ*سر*ائي*لي: “النظام المتطرف في إيران خلع قفازاته”. ولا ينبغي لإس*رائي*ل أن تكون ضعيفة أمام “رأس الأفعى”.
وأدان زعماء مجموعة السبع بوضوح الهجوم المباشر للنظام الإيراني على إس*رائي*ل وأعربوا عن تضامنهم ودعمهم الكامل لإس*رائي*ل وشعبها وأكدوا التزامهم بأمن إس*رائي*ل.
وأشار رؤساء مجموعة السبع (G7) إلى أن النظام الإيراني، بأفعاله، قد تقدم نحو عدم الاستقرار في المنطقة، وينطوي على خطر التصعيد الذي لا يمكن السيطرة عليه في المنطقة.

الكلمة الأخيرة
ويمكن القول إن معظم الحكومات أدانت التحريض على الحرب من جانب نظام طهران. وحتى حلفاء النظام أعربوا عن قلقهم العميق إزاء هذا التصعيد للتوتر.
وبهذا حصل إجماع عالمي على “رأس الأفعى” ودوره التدميري للغاية، وتأكدت المواقف المبدئية للمقاومة الإيرانية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عندما أعلنت بوضوح أن “رأس الأفعى في طهران”. هي أزمة طالما أرادها خامنئي من أجل تكثيف القمع الداخلي وصرف الأنظار عنه.
لكن خامنئي ارتكب هذه المرة خطأً كبيراً جداً، وهذه الحرب وخلق الأزمات أوقعته في فخ صعب ولا سبيل له للخروج منه.
ولم يعد سراً أن «رأس الأفعى في طهران». هذا الثعبان السام والمميت سوف يعض كلما استطاع. والطريقة الوحيدة هي ضرب رأس هذه الأفعى السامة، وهو ما سيتم تحقيقه على يد الشعب والمقاومة الإيرانية بإسقاط هذا النظام.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!