مقالات دينية

عيد السعانين … يوم مبايعة المنتصر يسوع

عيد السعانين … يوم مبايعة المنتصر يسوع

بقلم / وردا إسحاق قلّو

عيد السعانين ... يوم مبايعة المنتصر يسوع

( هوشعنا في الأعالي ! مبارك الآتي باسم الرب ! )

    بعد إنتهار الأسبوع السادس من الصوم الكبير ، يأتي يوم أحد السعانين الذي يختم الصوم الأربعيني ، وفي هذا اليوم تحتفل الكنيسة المقدسة بعيد دخول يسوع الإنتصاري إلى أورشليم بعد أن أكمل دعوة الجميع إلى التوبة لأقتراب ملكوت الله ، وذلك بعد أن أتم التبشير برسالة الأنجيل ، رسالة العهد الجديد مع شعب جديد . دخول يسوع إلى أورشليم كان يوم الإنتصار على الخطيئة بعد إنتصاره على العالم الذي كان ملوثاً بالخطيئة ، بل كان ميّتاَ ، وشوكة الموت هي الخطيئة ، وقوة الخطيئة هي الشريعة ، فالحمد لله الذي أتان بالظفر على يد ربنا يسوع المسيح ( 1 قور 15 :56-57 ) .

  المواد التي إستخدمت من قبل الجموع لإستقبال ملكهم في شوارع أورشليم كانت ( سعف النخيل ، والزيتون ، والثياب ) والتي كانت ترمز إلى :

  • سعف النخيل : يرمز إلى النصر وقد سبق وأن أستخدمت لإستقبال الملوك وجيوشهم المنتصرة عند دخولهم إلى بوابة المدينة . أما الرمز الروحي فلسعف النخيل مدلول روحي يوحي إلى النقاوة والسمو والزهو .
  • أغصان الزيتون : ترمز إلى السلام والفرح والقداسة . إبتدأت فكرتها في العهد القديم عندما أطلق نوح الحمامة من الفلك ليتفقد أحوال الأرض ، فعندما عادت إليه بغصن الزيتون في منقارها تأكد بأن الأرض في سلام . واستمرت الفكرة حتى اليوم ليعتبر غصن الزيتون رمزاً للسلام العالمي . السلام الذي جاء به يسوع ليزرعه في العالم .
  • الثياب : كما استقبل يسوع في أورشلين من قبل الجموع فارشين الطرق بأرديتهم حاملين أغصان النخيل والزيتون بأياديهم وهاتفين للرب الراكب على جحش إبن أتان قائلين ( أوصنا لإبن داود ، مبارك الآتي بإسم الرب ، أوصنا في الأعالي ) .

    السعانين كلمة عبرية تعني ( الله المخلص ) الإله الذي دخل إلى أورشليم فإرتجت كلها لقدومه ( مت 10:21) . لم تنتهي المسيرات في شوارع أورشليم فقط ، بل أستمرت في كل العصور وفي نفس اليوم حتى يومنا هذا ، وستستمر إلى يوم مجيئه منتصراً على العالم في يوم الدينونة العظيم . اليوم تنظم الكنائس مسيرات رائعة ملؤها الإيمان بالمسيح المنتصر ، يشترك فيها الكهنة والشمامسة والمؤمنون وحتى الصغار ليطوفوا بمسيرات حول الكنائس أو في الشوارع حاملين الصليب المُزَيّن بأغصان النخيل والزيتون لكي يتقدم الموكب وخلفه يسير الشعب المؤمن حاملين تلك الأغصان ومع الشموع ، هاتفين نفس الكلمات التي دونت لهم في الأنجيل ، إضافة إلى تراتيل كثيرة خاصة بهذه المناسبة سائلين الله أن يرسي سلامه في عالمنا المضطرب بالحروب والزلازل والفيضانات والأعاصير والجوع ، إضافة إلى كونه ملوث بعقائد شيطانية تفرض نفسها بالقوة على الشعوب تدعمها منظمات ودول لكي يزعزعزا السلام العالمي يعودون بالإنسان إلى حضن الشيطان .

   السلام الذي زرعه المسيح ليس كسلام هذا العالم لأنه يريد أن يُنشر المحبة والغفران والمصالحة ، والتي مصدرها هو المسيح الملك الذي يملك القلوب أولاً فتنمية الكنيسة الناشئة التي اسسها وبها ينير العقول ويشفي ميول البشر نحو الشر والإلحاد ليخلق المشاعر الإنسانية بدلاً الحقد والإنتقام والإنقسام والموت وهكذا يزول الظلم وتسود الحرية فينتمي الكثيرين إلى مملكة يسوع المنتصر .

 بعد يوم السعانين بدأ الشعب اليهودي الذي بايع المسيح يبتعد عنه لتستعد لتهيئة أصواتها وقوتها لكي تقاومه أمام بيلاطس البنطي ، وتقول : ( إصلبه إصلبه ) . ولهذا صوّرَت الكنيسة المقدسة هذا الإنقلاب المفاجىء لصالح الشيطان فوضعت في ليتورجيتها إسبوعاً خاصاً مليئاً بالحزن ، يقضيه المؤمنين بالصوم والصلاة إستعداداً ليوم موت الرب على الصليب ، فسمي بإسبوع الآلام . والصوم في هذه الأيام لا علاقة له بالصوم الأربعيني ، إنما هو للتهيئة لإستقبال الرب القائم من بين الأموات كاسراً شوكة الموت . وفي يوم الأحد يبلغ الشعب المؤمن إلى فجر يوم القيامة . فيزول الحزن لتبدأ الأحتفالات بسر قيامة المصلوب فيتقدس الجميع بإستقباله في قلوبهم بتناولهم قربانة الفصح فتتطهر النفوس . إنه العبور الفصحي . عبور من الخطيئة إلى التوبة . فترفع الكنيسة تراتيل الفرح والشكر والتمجيد إلى المسيح المنتصر.

مجداً ليسوع المنتصر

  التوقيع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) ” رو 16:1 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!