مقالات سياسية

زيادة السكان تتطلب خلق محافظات جديدة بأستمرار

الكاتب: مسعود هرمز
زيادة السكان تتطلب خلق محافظات جديدة بأستمرار
 
عندما نعود قليلاً الى الوراء ونقرأ عن تأسيس الدولة العراقية، نلاحظ بأن العراق الحالي كان مُقسماً الى ثلاث ولايات(محافظات)، وهي بغداد والموصل والبصرة فقط، وكانت نفوس العراق حوالي 3 ملايين نسمة، وبعد التوسع الطبيعي في زيادة السكان أصبحت المحافظات العراقية 14 محافظة للسكان البالغ عددهم ثمانية ملايين وربع المليون نسمة تقريباً، وهكذا فأن الزيادة في السكان تتطلب خدمات ادارية كثيرة في مختلف نواحي الحياة الأقتصادية والصحية والتدريبية والتدريسية والعمرانية وحتى الأيمانية وغيرها الكثير والكثير. وفي سبعينيات القرن الماضي أصبح عدد المحافظات العراقية 18 وهي الباقية حالياً، وكان عدد النفوس حوالي أثنا عشر مليون ونصف المليون نسمة، أي نحن أمام 40 سنة ولم نرى استحداث محافظة جديدة بالرغم من الزيادة الهائلة والسريعة للبشر في البلد الذي أصبحت نفوسه أكثر من ضعفين ونصف عن السابق. لماذا هذا التأخير في استحداث المحافظات الجديدة؟ ولمصلحة مَنْ؟
لو نظرنا الى العالم وأخذنا من بلدانها أمثلة ونماذج نلاحظ ما يلي:
1- الجزائر في سنة 1965م كانت مُقسّمة الى 15 ولاية(محافظة) وارتفع عدد الولايات الى 31 في سنة 1974م، ونتيجة للزيادة في السكان وصل عدد الولايات الحالي الى 48 ولاية (محافظة).
2- الأردن يتكون من 12 محافظة بالرغم من نفوسه القليلة جدا مقارنة بالعراق.
3- سورية مُقسمة حاليا الى 14 محافظة وقد كانت في سنة 1946م تسع محافظات فقط، وفي السنوات اللاحقة وبالتحديد في 1954 و1960 و1962 و1964 و1972 تم استحداث محافظات جديدة فيها.
4- تنقسم تايلاند الى 76 محافظة نتيجة الى التقسيم الجغرافي وطبيعة البلد وهذا الرقم وصل بالتدريج الى ما هو عليه الحال الآن.
نستنتج من الأمثلة والأرقام التي أعطيتها بأن انشاء أو استحداث محافظات جديدة لابُد منه وهو أمر طبيعي جداً لأمورٍ كثيرة ومتشعبة لا داعي لشرحها. ولهذا من الأفضل الى العراق الذي يسكنه أكثر من 30 مليون نسمة زيادة التقسيمات الأدارية التي نحن بحاجة ماسة لها، وبأعتقادي ستكون فرحة عظيمة الى أغلب العراقيين عند زيادة عدد المحافظات للمردودات الأيجابية وفرص العمل المُستحدثة والتي ستكون بالآلاف في كل المناطق التي تظهر فيها محافظة جديدة، بالأضافة الى الخدمات والصحة والتعليم والبناء والزراعة والصناعة والتنقيب والآثار وغير ذلك الكثير.
أحدى المحافظات المطروحة للمناقشة محافظة سور نينوى
للأسف الشديد يطرح بعض الأخوة خطاً محافظة الأقليات أو المحافظة المسيحية. المحافظة هي عراقية ومن جميع العراقيين واليهم ولهُم، فلماذا تطلقون التسميات الغير لائقة لتشويه المعنى وق*ت*ل الغايات الأساسية لأستحداثها؟ محافظة سور نينوى إن أُستحدثت ستكون هدية الى العاطلين عن العمل من كل شرائح المجتمع ومنهم الكثيرين من ابناء شعبنا ولِمَ لا؟ لو القينا نظرة بسيطة الى الهيكل الأداري الى أية محافظة سوف نتعجب بالوظائف والدوائر التي ستُشرّع لخدمة المواطنين في كل نواحي الحياة، وفي الحقيقة إذا تم استحداث المحافظة ستكون لدينا أعمال لا حصر لها وهذا ما نتمناه الى إخوتنا جميعاً من جميع الطوائف. وهكذا يكون الحال لو استحدثت محافطة اخرى في القرنة أو تلعفر أو غيرها من المناطق ولتصبح محافظات العراق 30 مثلاً فما هو الضرر؟ لننظر مرة اخرى الى الأمثلة التي طرحتها أعلاه، هل استحداث محافظة يؤدي الى تقسيم العراق كما قال أحد الأخوة؟ الجواب كلا وألف كلا ، المحافظة الجديدة أينما كانت سوف تمتص الكثير من المشاكل الحالية وفي المقابل ستزدهر المنطقة وتنتعش بالموارد التي تُخصصها الحكومة المركزية لها. البلد الآن مُقسّم الى 18 جزء وهو تقسيم اداري لا غير ومن الأفضل ان تكون هناك محافظات جديدة أخرى وهذا لا يعني أي تقسيم أو تجزئة للعراق وإنما العكس فان أستحداث المحافظات الجديدة سيكون تقوية اللحمة والأواصر كما كان الحال في السابق والآن. الدولة الأتحادية بمحافظاتها لها السيادة المطلقة والعلم والأقتصاد والبنوك والدفاع والسياسة الخارجية والنشيد الوطني وهي القائدة في أمور استراتيجية، فما هي المخاوف من التقسيم عند خلق محافظة جديدة؟ الدول الأتحادية مثل الولايات المتحدة والهند وسويسرا وغيرها، كُلّها متوحدة مع أجزائها وولاياتها أو محافظاتها وليست مُقسّمة أبداً وهذا هو الحال، فلماذا نخاف ونتكلم بالضد من تشكيل جديد؟ بعض الكُتاب والمسؤولين ولغاية في نفوسهم يطلقون على المحافظة بالمحافظة المسيحية من أجل تشويه سمعتها مع الأسف. انهم يتوقعون بأحاديثهم وتبريراتهم بأن الشعب يفهمهُم وكأنهم الحريصين على وحدة العراق وغيرهم العكس.
 الشعب بدأ يفهم أين هي مصلحته بالرغم من الأصوات الشاذة هنا وهناك والدليل الأستفتاء الشعبي الذي يقوم به موقع عنكاوا والنسبة العالية جدا من المؤيدين لأنشاء المحافظة. ولو يعلم شعبنا كم هي الفوائد المُستحصلة من انشاء محافظة جديدة يتعجّب ويرغب في المزيد وتصعد نسبة المؤيدين الى 90%.
مسعود هرمز النوفلي
27/8/2011..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!