المسيرة الفنية للفنان الراحل أسعد عبدالرزاق
الكاتب: وردااسحاق
المسيرة الفنية للفنان الراحل أسعد عبدالرزاق
ملأ الحزن قلوبنا لسماعنا خبر وفاة الفنان الرائد ، والمعلم ، وقائد الفن العراقي ، وعميده ، وعرابه ، الفنان المسرحي الكبير أسعد عبدالرزاق ، صاحب القلب الكبير المحب للجميع والهادىء الطبع وقليل الكلام ، ومتزن وعادل في القيادة . كان رحمه الله كمرآة صادقة تعكس الصورة الواضحة والحقيقية للفن العراقي المعاصر ، بل رمزاً من رموزه . شغف الى الفن المسرحي منذ طفولته ، توقدت شعلة نشاطه الفنية منذ الطفولة عندما كان في الثامنة من عمره . قال عن بدايته الفنية ، أصطحبني أخي الأكبر للمشاركتة ومع مجموعة من الهواة في تقديم عمل مسرحي . كان يلقي الأناشيد في باحة المدرسة الأبتدائية . في عام 1939 رشحه الفنان حقي الشبلي للعمل في المسرح العراقي . وبعد سنة دعاه للدراسة في المعهد ، لكنه أختار الدراسة في كلية الحقوق وهناك أنضم الى مجموعة تسمى ( جبر الخواطر ) التي شكلها الفنان الكبير يوسف العاني الذي كان طالباً في كلية الحقوق ( والفنان العاني هو أيضاً من جيل الفنان أسعد ويعاني من المرض ، زاره غبطة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو في المستشفى قبل أيام نطلب له الشفاء ) . التحق المرحوم أسعد في معهد للفنون ” الدراسة المسائية ” وحصل على شهادة دبلوم في عام 1957 . بدأ يدرس التمثيل في معهد الفنون في عهد العميد الفنان حقي الشبلي . في عام 1958 التحق في معهد ( شاتروف ) للتمثيل في روما وحصل على شهادة الماجستير . بنى هذا الفنان جيلاً كبيراً من الفنانين . وكان من الممثلين المخضرمين المقتدرين والأمينين على رسالتهم الفنية . كان نشيطاً ورائدا مبدعاً ووديعاً في خدمة الفن لأكثر من سبعين سنة كممثل وقائد ومشرف ومبدع ، كان من الأعمدة المهمة التي حملت سقف الفن العراقي الحديث عالياً . قاد الفن كعميداً له في معهد الفنون الجميلة ولمدة 11 سنة وفي كلية الفنون ( أكاديمية الفنون الجميلة ) لمدة 17 سنة . كان عميد لكلية الفنون في السنين الأربع التي درست فيها ( 79-82) فكنت أقرا في شخصيته الكثير كممثل وعميد ناجح ومح*بو-ب وخلاق وصبور وقليل الكلام وكثير العطاء ويملك الثقة الكافية للقيادة بعيداً عن السياسة والسياسيين مدمناً سكراناً في فنه وعاشقاً مخلصاً له . أحيل الى التقاعد في عام 1988 . ظل في بغداد الى آخر يوم من حياته رغم الظروف فلم يترك العراق أبداً .
كرمته معهد الفنون الجميلة في هذه السنة والتي كانت آخر سنة من حياته على هذه الأرض بأقامة حفل بمناسبة عيد ميلاده التسعين ، لكي يطفي الشمعة الأخيرة وهو مشحون بالقوة و المحبة لطلابه فتحدث لهم كأنه شاب ، وعبر لهم قائلاً ، شبابه يتجدد بشبابهم . كما حضر في سنته الأخيرة مهرجان المسرح الدولي الذي أختتم قبل أيام في بغداد وتم تكريمه كأحد الرواد في المسرح العراقي الذي ساهم في تأسيس وتطوير الحركة المسرحية العراقية .
كان الفنان الكبير لساناً ناطقاً يعبر للعالم عن حقيقة فن المسرح المعاصر فعبر عن رأيه ، قائلاً ( أنا من أكثر المعجبين بالمسرح لأنني أعتبره أحد الوجوه الحضارية التي تتميز بها الشعوب والبلدان ، وهو مرآة صادقة تعكس حضارة الأمم وتطورها ورقيها في كافة المجالات .. ) أجل الفنون المسرحية هي كالتشكيلية التي تنقل صورة الحضارة الى الأجيال .
نشاطاته كثيرة وثماره عديدة في مسيرته الفنية الطويلة نذكر منها ، تأسيسه لفرقة 14 تموز في عام 1959 مع الفنان وجيه عبدالغني وبهنام ميخائيل ومحمد علي . أشهر أعماله المسرحية ( الدبخانة – أيدك بالدهن – جزة خروف ).
أما أعماله السينمائية ، فقد شارك في الفلم السينمائي العراقي ( الجابي ) في عام 1968 .
أسس في أكاديمية الفنون الجميلة فروع وأقسام كثيرة للفنون التشكيلية والمسرحية . درّس الفن المسرحي وأختص في تدريس المسرح العربي . عمل كمخرج وممثل فشارك في أعمال مسرحية وتلفزيزنية كثيرة . ساهم بطرق كثيرة في ترسيخ دعائم الفن العراقي.
وفي نفس هذه السنة في 9 نوفمبر غادر محبيه وغادر الساحة الفنية العراقية ، لكنه سيبقى في ذاكرة الجميع . وأدناه رابط أحتفال معهد الفنون بآخر عيد ميلاد هذا الفنان الذي لن ينال منه العمر ولن يحدد نشاطه الى سنة الختام والوداع .
أخيراً نقول وداعاً يا أستاذنا وقائدنا وخادم الفنون العراقية الى رحمة الله في عالم الخلود
اليكم رابط حفلة عيد ميلاد التسعون للفنان الراحل أسعد عبدالرزاق .
بقلم الفنان التشكيلي
وردا أسحاق عيسى
ونزرد – كندا
..